حازت حلوى (الرنقينة) البحرينية الشعبية المركز الأول عالمياً عن فئة الحلويات، وفقاً لتصنيف عدد من المختصين والقائمين على فعالية اكتشاف النكهات الجديدة ضمن معرض (إكسبو ميلانو 2015) بإيطاليا. ووصف الموقع الإلكتروني الرسمي للمعرض الحلوى الفائزة بجناح البحرين الوطني من بين 140 جناحاً وطنياً بعبارة (الحبُّ من أوِّل طعم)، ودعا الموقع الجمهور إلى ضرورة زيارة جناح البحرين لتجربة (الرنقينة) بقوله: "لا يمكن أن تفوّت هذه الحلوى القادمة من الشرق الأوسط"، ثم ينسب الحلوى إلى جغرافيتها البحرينية بقوله: "كعكة الأرخبيل الآسيوي ببساطة رائعة"، ويواصل وصف مكوناتها التي تمنح طعمها خصوصيته، "كعكة مغذية جداً مع التمر المحشو باللوز، مغطاة بطبقة لذيذة من الطحينة والسمن". وقامت ناريس قمبر سفيرة جناح البحرين، بتحضير وصفة الرنقينة، وأشرَفت على تدريب الطهاة الإيطاليين عليها، ومتابعة إتقانهم لضمان الحصول على نكهتها البحرينيّة الأصيلة، ومن ثمّ تقديمها بشكل عصري ومميز. ويقدم جناح البحرين المشارك في معرض (إكسبو ميلانو 2015)، تصميماً يهدف إلى التعريف بالتراث الثقافي الزراعي للبحرين، عبر حدائق الفاكهة المتنوعة التي تمثل المعرض الأهم في الجناح، حيث تحكي عن التاريخ الزراعي الغني لجزر البحرين. ويحتوي على عشر حدائق فاكهة كل منها تحتوي على مجموعة أشجار فاكهة أصلية في البحرين، وهي: الموز، التين، العنّاب، التين الشوكي، النخيل، الرمان، الحمضيات، الزيتون، البابايا والعنب. ويوضح الجناح من خلال معرضه الحي لحدائق الفاكهة، أصول واستخدامات هذه الفواكه في البحرين، حيث كانت لها العديد من الفوائد الغذائية والعلاجية التي استخدمها الإنسان البحريني قديماً وحديثاً. ومن أجل إبقاء التنوع والحيوية في جناح البحرين الوطني، فإن أشجار الفاكهة ستثمر في أوقات مختلفة بالتزامن مع فترة إقامة المعرض الذي سيستمر لمدة ستة شهور. وتكمن الأهمية الثقافية لمثل هذا المنجز، في التعريف بتراث البحرين والترويج له بأسلوب فاعل وناجح، إذ على عكس ما يظن الكثيرون، فإن التراث لا يتعلّق فقط بالأحجار الأثريّة والمباني التاريخية، وإنما بالإرث غير المادي أيضًا، الذي يشمل على سبيل المثال لا الحصر التقاليد الشفهية والملاحم، والعادات، وأساليب المعيشة، والحرف التقليدية وغيرها، ويعد الحفاظ عليه حماية للهويات الثقافية، وبالتالي التنوع الثقافي للبشرية. وهو ما دفع الدبلوماسية الفرنسية، على سبيل المثال، إلى العمل طويلًا من أجل إدراج المطبخ الفرنسيّ على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وما دفع أيضًا الخارجيّة الأمريكيّة إلى إطلاق مشروع يحمل اسم دبلوماسية فن الطبخ: تعزيز التفاهم الثقافي من خلال الطعام. يشار إلى أن جناح البحرين الوطني يواصل مشاركته في معرض (إكسبو ميلانو 2015)، والذي يحمل عنوان (آثار خضراء) منذ مايو الماضي بعرض التراث الثقافي والزراعي الفريد الذي تتميّز به البحرين، وذلك عبر أقسامه المتنوعة واستقباله للزوار القادمين للمعرض من مختلف أنحاء العالم. وتبلغ مساحة جناح البحرين الوطني حوالي ألفي متر مربع، كما أنه تفسير متميز للتراث الثقافي الزراعي للبحرين الذي تمتد جذوره إلى حضارة دلمون الضاربة في عمق التاريخ، واستخدمت في بنائه ألواحا خرسانية بيضاء مسبقة الصنع، وستنقل هذه الألواح إلى البحرين بعد انتهاء المعرض ليعاد تشييد الجناح ليصبح حديقة نباتية بديعة. كما يحتوي كذلك على قطع وتحف أثرية تستحضر التقاليد الزراعية التي تعود لعدة آلاف من السنين، إضافة إلى الأساطير العديدة التي كانت تتداول حول البحرين، من بينها الاعتقاد الشائع بكونها موقع جنة عدن ووصفها بأرض المليون نخلة. يذكر أن إكسبو ميلانو 2015 هو معرض عالمي غير تجاري ذو ميزات مبتكرة وفريدة من نوعها، وهو يتعدى كونه مجرد معرض، وإنما هو في الحقيقة منظومة فاعلة وقائمة بحد ذاتها يشارك فيها عدد كبير من الأطراف تحت شعار «تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة»، ويعتبر المعرض حدثاً مستداماً وتكنولوجياً استثنائياً، وهو مبني على مواضيع ومفاهيم محددة موجهة لزواره ومرتاديه، وتغطي رقعة الأرض العملاقة التي يقام عليها نحو مليون متر مربع، ومن المتوقع أن يستقبل على مدى أيامه ال184 أكثر من 20 مليون زائر، حيث يسدل الستار على فعالياته في 31 أكتوبر المقبل.