على قدر أهل العزم تأتي العزائم، ومن أراد العلى سهر الليالي، لا أعرف لماذا خطر على بالي هذين المثلين، وأنا أهم بالكتابة عن مدرب النصر الجديد الايطالي فابيو كانافارو لخلافة الأروجوياني خورخي داسيلفا الذي أنهى ولايته الثانية كما كان الحال في ولايته الأولى، في تدريب العالمي بشكل لم يكن مرضياً له ولا لجماهير الفريق النصراوي التي ألحت على إدارة النادي اتخاذ قرار إقالته مبكراً بدلاً من الانتظار حتى الجولة الرابعة من دوري جميل، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً. التعاقد مع كانافارو سلاح ذو حدين لاسيما وأن المدرب يخوض مهمته التدريبية الأولى كمدير فني، إذا ما اعتبرنا أن مهمته مع جوانزو الصيني كانت مؤقتة لأستاذه ومعلمه ومواطنه مارشيللو ليبي الذي اعتزل التدريب. كانافارو لديه من الخبرة الدولية كلاعب ما يكفيه لتحقيق النجاح مع الكتيبة النصراوية في بداية مشواره التدريبي كرجل أول في الملاعب الخليجية، وليس كمساعد. المدرب الشاب نهل من مدرستين مختلفتين إيطالية وأخرى رومانية الأولى مع ليبي والثانية مع المحنك أولاريو كوزمين كمساعد له وأعتقد من وجهة نظري المتواضعة أنهما كفيلان بكتابة سجل حافل في البيت الأصفر وإسعاد جمهور الشمس لاسيما وأن لديه متسعا من الوقت لتعويض ما فقده النصر من نقاط مع داسيلفا والمحاولة مرة أخرى للاحتفاظ باللقب، خصوصاً وأنه تسلم المهمة رسمياً والفريق عائد لدرب الانتصارات. كانافارو في حال نجاحه سيستمر مدرباً للنصر لسنوات طالما ان الفريق يحقق الانتصارات، فبقاء أي مدرب في الدوري السعودي مرهون بالانتصارات المتتالية وقدر مدربي الفرق الكبيرة أن جماهيرها دائماً تطالب بالانتصارات. قصر مدة التعاقد (سبعة أشهر) لن يحول بين كانافارو والنجاح في النصر، فهي فترة كافية ليترجم المدرب الإيطالي خبرته الطويلة في الملاعب ويحولها إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، بعدها سيكون لكل حادث حديث وستسعى الإدارة النصراوية لاستمرار المدرب، كما أن الأخير سيسعى هو الآخر للبقاء هنا لفترة أطول طالما وجد أرضاً خصبة وأجواء مشجعة ومحفزة تمكنه من فرض أسلوبه، وامكانات تساعده على تحقيق طموحه لنيل سمعة كبيرة في عالم التدريب. من وجهة نظري المتواضعة أيضاً أن سبب البداية المتعثرة للنصر هي عدم الإعداد الجيد وعدم تأهيل الفريق بالشكل الأمثل لانطلاقة قوية كما كان عليه الحال في الموسمين الماضيين، لكن مع قدوم كانافارو سيعمل على عدم إغفال هذا الشيء ومن هناك ستكون بداية ثورة التصحيح النصراوية وإعداد اللاعبين لياقياً وفنياً لنزالات جميل المقبلة، وإذا نجح النصر في هذا الشيء وابتعدت الإصابات عن الفريق وكان في كامل العدة والعتاد فلا أحد سيكون بمقدوره إيقاف طوفان العالمي وستكون ثورته مستمرة في الدوري. أخيراً كل ما أتمناه هو أن نتخلص من عادتين: الأمنية الأولى عدم انتظام الأندية في التزاماتها المالية تجاه اللاعبين والأجهزة الفنية. والأمنية الثانية إقالة المدربين مبكراً وهي عادة موسمية فمع مرور خمس جولات من عمر دوري جميل لا يعقل أن تخيم إقالة خمسة مدربين بظلالها على الجولة السادسة فالرقم كبير ومبالغ فيه، فهناك فرق لا تقع عليها ضغوط وكل حلمها هو مجرد البقاء فلا يوجد مبرر لاتخاذ قرار الإقالة في وقت مبكر، سيما وان من يأتي خلفهم تكون سيرته الذاتية أقل من المستوى المطلوب تواجده في دورينا.