ماذا يمكن أن تفعل بمبلغ 11.3 تريليون وون (10 مليارات دولار) في صناعة الإلكترونيات؟ شراء جميع الأسهم في لينوفو، أو NEC، أو LG صانعة شاشة العرض المسطحة. أو تمويل ما قيمته حوالي عام من الإنفاق الرأسمالي لأبل. أو مثل سامسونج للإلكترونيات، التي تلقي بهذا المبلغ على حمولة من أسهم الشركة نفسها وتعيدها للمساهمين. المساهمون نادرا ما يرفضون الحصول على مبالغ نقدية، ولكن ينبغي عليهم ذلك. عمليات إعادة الشراء والأرباح الخاصة، ما لم تتبع فترة الأداء المتفوق لمرة واحدة، هي بمثابة اعتراف من قبل إدارة الشركة أنها لم تعُد لديها أفكار جيدة. بالتالي لم تكن هناك مفاجأة كبيرة من إعلان سامسونج الخميس - جنبا إلى جنب مع نتائج الربع الثالث التي فوتت تقديرات المحللين - الذي يبين أن هناك بالفعل غيابا للأفكار الجيدة. ارتفع السهم بما يصل إلى 6.4 في المائة في الساعة الأولى من التداول قبل أن يغلق مرتفعا 1.3 في المائة فقط. ترى سامسونج الحاجة إلى استرضاء المساهمين بسبب فشلها البارز في تحدي هيمنة أبل على سوق الهواتف الذكية. لا يزال لدى الشركة الكورية أكبر شريحة من شحنات الهواتف المحمولة في العالم. ولكن في الوقت الذي تظهر فيه مجموعة من الشركات المنافسة مثل: Xiaomiو Huawei و Oppo وهي تطارد سامسونج بلا هوادة وتنافسها في نهاية الجزء السفلي من السوق، فقد فشلت سامسونج في طرح المزايا الجذابة مثل الشاشات المنحنية ومنصات شحن لاسلكية لتخفيف قبضة أبل على الجانب الأعلى من المنتجات، الذي هو أكثر ربحية. من شأن الميل إلى التخلي عن الكفاح أن يكون مفهوما. منذ سنوات كثيرة كانت سامسونج تنفق أكثر من أبل دون أي تأثير ملموس على موقف الشركة الأمريكية في السوق. بدلا من قبول هوامش منخفضة على هواتفها الذكية باعتبارها نقطة ضعف، ينبغي على سامسونج تبني ذلك باعتباره مصدرا للقوة. السبب في ذلك هو أن الهواتف الذكية ليست خط الشركة الوحيد في الأعمال. بالطريقة نفسها التي تجعل جوجل في الأساس هي شركة الإعلانات التي تمتلك أفضل محرك للبحث، وتينسنت التي تدير منصة الألعاب مع برنامج دردشة شعبي، تبدو سامسونج على نحو متزايد وكأنها شركة راقية لإنتاج رقائق الذاكرة للكمبيوتر مع مبيعات كبيرة ولكن ربحية أقل للشركة المصنعة للهاتف. هذه الأحجام الضخمة التي تمر عبر قسم هواتف سامسونج تعتبر ساحة كبيرة لتثبيت الذات وعرضا للأعمال التي تتفوق الشركة فيها حقا. حين تنظر في هاتف محمول على شكل صندوق يحتوي على شاشة، وبعض الذاكرة، ومعالِج، ولوحة، ومصدر للطاقة وجهاز إدخال، يمكنك أن ترى الجانب الذي تقوم بتفويته سامسونج. إذا صرفنا النظر عن صناعتي الشاشات والبطاريات، التي هي ذات هوامش منخفضة، وأعمال اللوحة الأم والمدخلات التي يكون من الأفضل لها أن يتم إنتاجها من قبل الشركة الصانعة نفسها، فإن المجال الوحيد الذي لا يزال ضعيفا هو مجال المعالِجات. سامسونج تستثمر بكثافة في رقائق لاستخدامها في هواتف سامسونج ولكنها لا تزال تتخلف عن الشركتين الرائدتين في السوق، وهما: (كوالكوم، وميديا تيك)، في بناء رقائق المعالِجات التي يمكن أن تستخدمها الشركات الصانعة الأخرى في هواتفها الجوالة. بعد أن خسرت ما يقرب من نصف قيمتها السوقية خلال الأشهر ال 12 الماضية في ظل التباطؤ في الأسواق الناشئة، تبلغ قيمة ميديا تيك في تايوان فقط 12 مليار دولار في الوقت تستعد فيه للاستيلاء على حصة من شركة كوالكوم في أعلى نهاية الهواتف الذكية الصينية. وهذه في رأيي ستكون عملية شراء ممتازة بالنسبة لشركة إلكترونيات تريد إنفاق مبلغ 10 مليارات دولار.