مقابلة مع دانييل ييرجين، رئيس مجلس إدارة مؤسسة آي إتش إس لأبحاث الاستثمار والاستشارات لماذا لا نشهد العوائد الكبيرة التي توقعناها من انخفاض أسعار البنزين؟ ذهبت هذه الأموال إلى جيوب السائقين في مختلف أنحاء البلاد. لكني أعتقد أنه حين بدأت الأسعار بالتراجع، كان الناس يتوقعون أن يشبه التخفيضات الضريبية وأنه سيعطي دَفعة قوية للاقتصاد. وقد أعطت دَفعة بالفعل، لكن أشار بعض المحللين إلى أنه حين ننظر إلى الأمر على أساس عالمي، فإن ما حدث فعلا هو أن انخفاض الأسعار ساهم في الحيلولة دون أن يصبح التباطؤ في الاقتصادات الضعيفة أسوأ مما هو عليه. هل معنى ذلك أن الأموال في جيوبنا لكننا نقوم بإنفاقها ولا نلاحظ ذلك لأن الإنفاق خلاف ذلك سيكون ضعيفا إلى درجة كبيرة؟ أعتقد أن الناس كانوا ينفقون هذا المال. لكنهم كانوا يدخرون أيضا، ويعملون على تسديد ديونهم وما إلى ذلك، ولكنهم كانوا أكثر حذرا من حيث انفاقهم. لذلك فإن تراجع الأسعار لم يؤد إلى اندفاع جامح، من النوع الذي كان متوقعا من قبل حين وصفوا ذلك بأنه يعتبر تخفيضا ضريبيا كبيرا. وبطبيعة الحال، لم يحدث هذا في الولاياتالمتحدة فقط. هذه في الواقع ظاهرة عالمية، حيث يوجد الكثير من الضعف. يجب على الناس أن يعلموا أن الزيادة في الدخل تدوم طويلا قبل أن يبدأوا بالإنفاق. إلى متى ستستمر الفائدة من هذه الزيادة؟ نعم. غريب أن يقول الناس إن أسعار النفط ارتفعت في الآونة الأخيرة. فهي لا تزال في منتصف نطاق الأربعينات في الولاياتالمتحدة. قبل سنة كان الناس قد اعتادوا على سعر 100 دولار للبرميل، بالتالي هذه جملة نسبية للغاية. أعتقد أننا سوف نستمر في فترة ضعيفة بصورة واضحة في الربع الرابع، وستمتد إلى الربع الأول من عام 2016. السبب في ذلك هو أننا سوف نشهد تراجعا في إنتاج الخام في الولاياتالمتحدة. تقديري هو أن الإنتاج الأمريكي سوف ينخفض بمعدل مليون برميل يوميا في الناتج من ربيع 2015 إلى 2016. لكن في الوقت نفسه، سوف نتأثر حين يعود النفط الإيراني إلى السوق. هذه الكمية يجب استيعابها. لذلك أتوقع أننا سنبدأ في رؤية نوع من ارتفاع الأسعار إلى ما فوق هذا النطاق المنخفض في النصف الثاني من 2016، و 2017. في نهاية أكتوبر، هل سعر النفط أعلى، أم أنه مستقر؟ أم هل سينهار النفط ويبحث عن مستويات دنيا جديدة؟ طبعا سمعتَ أن بعض الناس توقعوا أن ينخفض السعر إلى 30 أو حتى 20 دولارا للبرميل. اعتمادا على الأحداث، من الممكن أن نشاهد أشياء سريعة وهي تحدث. نحن الآن في نطاق 40 إلى 50 دولارا. شهدنا النفط يرتفع قليلا استجابة للأنباء الجيدة من سوق الأسهم ومن دراجي في أوروبا. لكني أعتقد أننا سنظل ضمن النطاق المذكور حين ندخل في السنة القادمة. هل سيتمكن السعوديون من إعادة الأسعار إلى 80 أو 100 دولار للبرميل؟ أعتقد أن السعوديين أوضحوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم لا يريدون أبدا أن تصل الأسعار مرة أخرى إلى 100 دولار للبرميل، بسبب ما فعلته تلك الأسعار بحصتهم السوقية والمنافسة. من جانب آخر، لدي إحساس بأن النفط بسعر 70 إلى 80 دولارا هو العالم الذي يود السعوديون وغيرهم من المنتجين أن تصل الأسعار إليه.