يحظى موقف المملكة إزاء الأزمة السورية بموافقة عربية واسلامية ودولية مطلقة، فمصر بوصفها تمثل ثقلا سياسيا نوعيا في الوطن العربي وافقت على رؤية المملكة حيال الأزمة والمتمحورة بإنفاذ مرجعية جنيف (1) وتنفيذ المرحلة الانتقالية دون تدخل النظام الأسدي والشروع في الانتخابات وصياغة الدستور السوري الجديد، وقد أيدت بعض الدول العربية هذه الرؤية الصائبة لحل الأزمة السورية العالقة. من جانب آخر فان التطابق يكاد يكون واضحا بين مرئيات المملكة ومرئيات الولاياتالمتحدة لدعم حل سياسي يقوم على تطبيق المرحلة الانتقالية وتطبيق مبادئ مرجعية جنيف (1) والاعداد لوضع الدستور الجديد لادارة المؤسسات السورية والتحضير للانتخابات دون أن يكون للنظام الأسدي دور في مستقبل سوريا، وهو موقف يحظى بموافقة معظم دول العالم وليس الولاياتالمتحدة وحدها. انه الحل النهائي الذي يضمن التعايش مع كافة الطوائف ويبعد الأراضي السورية عن التدخلات الأجنبية ويعيد اليها أمنها واستقرارها المفقودين، فالمواقف العربية والاسلامية والدولية متطابقة مع رؤية المملكة لايجاد حل للأزمة السورية وانهاء معاناة السوريين، ولاشك أنها رؤية وجيهة وافقت معظم دول العالم على تفاصيلها وجزئياتها على اعتبار أنها تمثل المدخل السليم لتسوية الأزمة السورية وحلحلتها. لقد عمدت المملكة الى تعبئة دبلوماسية دولية يكون من شأنها ايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا لا يكون النظام الأسدي طرفا فيه، وتلك تعبئة تمثل الحل الأمثل لأزمة تقتضي الضرورة ابعاد النظام الأسدي عن التدخل فيها، فهو الذي أشعل الأراضي السورية وما زال يمارس فيها أفظع الجرائم والتنكيل، وهو الذي سمح للعديد من التنظيمات الارهابية بدخول سوريا لتعيث فيها فسادا وتخريبا بموافقته الضمنية. الأطروحات العربية والاسلامية والدولية حيال الأزمة السورية تكاد تكون متطابقة مع رؤية المملكة حول الحل السياسي للأزمة السورية القائم على مرجعية جنيف (1) والشروع في تنفيذ المرحلة الانتقالية وابعاد النظام الأسدي عن السلطة ليعود الاستقرار المفقود الى سوريا بعد سنوات من الاقتتال والفوضى، وبعد موجات من التدخلات الأجنبية التي ما زالت تهدد الوحدة الوطنية للشعب السوري وتهدد سلامة أراضيه. لا بد من رحيل النظام الأسدي كجزء هام من مرحلة انهاء الأزمة السورية، فبقاء الأسد على رأس السلطة يعني مزيدا من سفك الدماء والقتل ومنح التنظيمات الارهابية فرصا للعبث بحرية السوريين وكرامتهم والعبث بوحدة أرضهم وبعثرة أي جهد عقلاني سليم لتسوية الأزمة السورية بطريقة تبعد الأراضي السورية عن الدمار والخراب والقتل السائد على الأراضي السورية بموافقة النظام وتأييده. دول العالم كلها تدعو لتأييد رؤية المملكة القائمة على العدل والانصاف وانقاذ الشعب السوري من نظامه الدموي الذي أدخله في دوامة حرب أتت على الأخضر واليابس في سوريا، وسوف يبقى هذا الشعب منكوبا طالما بقي نظامه على رأس السلطة، فهو نظام قائم على سفك الدماء والتخريب والتدمير ولا يضمر الا الشر للشعب السوري الذي مني بحكمه الجائر المتسلط على مقدراته ومقدرات أبنائه. الحل الأمثل لانقاذ الشعب السوري من أزمته يكمن في رحيل نظامه والتطلع الى تحقيق الخطوة الانتقالية وخطوة الانتخابات بعيدا عن النظام الأسدي وبطانته الدموية.