ما زالت المملكة متمسكة بموقفها الثابت تجاه حل الأزمة السورية، والمتمحور حول تنفيذ بيان جنيف رقم (1)، والتمسك بوحدة الأراضي السورية، والعمل على الدخول إلى المرحلة الانتقالية المنشودة دون مشاركة النظام الأسدي، ووضع الدستور السوري الجديد وتنظيم الانتخابات، وتلك نقاط حيوية ورئيسية ترى المملكة أنها تمثل طوق النجاة وتمثل الحل الأمثل للأزمة السورية العالقة. ورغم الخلافات التي ظهرت على سطح المحادثات التي تمت في العاصمة النمساوية يوم أمس الأول، والتي ضمت وزراء خارجية المملكة والولايات المتحدة وروسيا وتركيا، حول التوصل إلى موقف مشترك بشأن مصير الأسد وموعد رحيله، لا سيما بعد بدء الحملة الجوية الروسية دعما للنظام الأسدي، وهي المحادثات التي تجيء بعد أسابيع قلائل من بدء تلك الحملة. رغم تلك الخلافات الناشبة، إلا أن المرئيات المطروحة من قبل المملكة حيال الأزمة تمثل الدواء الأخير لها، وتمثل في واقع الأمر مدخلا عقلانيا للخلاص من أزمة عالقة، وهو المدخل الذي حصد موافقة معظم دول العالم وأوساطها السياسية والقائم على أهمية التمسك ببيان جنيف رقم (1) وعدم التفريط بوحدة الأراضي السورية والدخول إلى المرحلة الانتقالية بمعزل عن النظام الأسدي ووضع الدستور الجديد وتنظيم الانتخابات. تلك المرئيات الصائبة تمثل الدواء الناجع للأزمة السورية العالقة، رغم الخلافات الناشبة حول مصير الأسد، والتي طرحت في المباحثات مدار البحث، والتي ارتأى الجانب الأمريكي توسيعها من خلال اجتماع دولي جديد يضم عدة دول أخرى؛ لاستكشاف سبل الحل السياسي للحرب الدائرة في سوريا رغم الخلافات الجوهرية حول مصير النظام الأسدي بعد المرحلة الانتقالية المقترحة. الهدف الرئيسي من الاجتماع الرباعي الأخير هو التوصل إلى أفكار جديدة؛ للخروج بنتائج حاسمة؛ لإنهاء الأزمة إلا أن ذلك لم يتحقق في ظل الخلافات الناشبة حول مصير النظام الأسدي، رغم إشادة الجانب الروسي بالمحادثات ووصفها بالبناءة رغم عدم تحديدها لمسار جماعي قد يؤدي لعلاج الأزمة، ولا بد لتحقيق الهدف المنشود من توسيع المحادثات لتضم عدة دول أخرى. ويبدو أن الأزمة دخلت في نفق جديد بعد التدخل العسكري الروسي لدعم النظام الأسدي، الذي ما زال سادرا في غيه بإلقاء المزيد من البراميل المتفجرة على المدنيين؛ لزيادة معاناة أبناء الشعب السوري واطالة أمد الأزمة العالقة، ليتمكن النظام من البقاء على رأس السلطة لأطول فترة ممكنة. الخلافات الطارئة في الاجتماع الأخير، وما قد يطرأ في اجتماعات لاحقة، لا تلغي التمسك بالنهج السليم الذي رسمته المملكة لإنهاء الأزمة السورية، وإنهاء معاناة السوريين من نظام جائر ما زال متعطشا لازهاق المزيد من الأرواح وسفك المزيد من الدماء والوصول بالأزمة إلى طريق مسدود.