نظمت شركة أرامكو آسيا -التي يقع مقرّها في العاصمة الصينيةبكين- مؤخراً منتدى "يداً بيد لتحقيق التوسع الاقتصادي في منطقة أوراسيا والمشاركة في الفرص الاقتصادية في المملكة"، والذي استضافته مدينة شنغهايالصينية، التي تعتبر المركز المالي للصين.وجاء تنظيم هذا المنتدى بهدف دعم الاستثمار في المملكة، والتخطيط للارتقاء بالمدن الصناعية حديثة الإنشاء، كمدينة جازان الاقتصادية، والمدينة الصناعية للطاقة في الأحساء، ومدينة رأس الخير الصناعية. وحضر المنتدى الذي استمرت فعالياته لمدة يومين نحو 150 مشاركاً من الخبراء والمسؤولين في أرامكو السعودية، وشركة أرامكو آسيا، وصنّاع السياسة في الصين، فضلاً عن ممثلين من 60 شركة محلية، وذلك لإطلاع المُصنّعين والمُستثمرين الصينيين على فرص الاستثمار المستدامة في المملكة، وبحث سبل بناء شراكة قويّة في قطاع الطاقة مثل: التنقيب والإنتاج والزيت والغاز والتكرير والبتروكيميائيات والماء والكهرباء. وبهذه المناسبة، قال المهندس نبيل النعيم، رئيس شركة أرامكو آسيا، في كلمته الرئيسة في حفل الافتتاح: "نرحّب بالاستثمار الصيني في المملكة، وثمة فرص عديدة للشركات الصينية في المملكة في قطاعات الطاقة وغيرها. وهناك استثمارات ناجحة للشركاء الصينيين في المملكة، حيث استثمرت "ساينوبك" في مشروع "ياسرف" وهي مصفاة تحويلية كاملة عالمية المستوى مُخصّصة للتصدير بطاقة 400 ألف برميل في اليوم، وتقع في مدينة ينبع على الساحل الغربي من المملكة، ونحن على استعداد لفتح المزيد من الآفاق للتعاون الاقتصادي المشترك". المملكة تفتح آفاق الاستثمار وأضاف النعيم: إنه وبمعزل عن "ساينوبك" فإن بعض الشركات الصينية سواء في القطاع العام أو الخاص مثل "هواوي" و"تشاينا ريلوي كونستركشن" و"تشاينا هاربر وساني" حققت تقدماً في هذه الفرص وغيرها من الفرص الاستثمارية المُشجّعة. وأشار النعيم إلى مجموعة من المزايا التي تتمتع بها المملكة، بما في ذلك موقعها الإستراتيجي، والدور الذي تضطلع به باعتبارها المُورّد الأكبر والأكثر موثوقية للصين في مجال الطاقة. وجاءت كلمة "هي زهينجرونج"، المدير العام لإدارة التجارة في منطقة "ننجزيا هوي" المستقلة، منسجمة مع ملاحظات النعيم، حيث أشار إلى إسهام المنطقة الكبير في بناء نوع جديد من العلاقات العربية الصينية تحت مظلة مبادرة التوسُّع الاقتصادي في منطقة أوراسيا بفضل العدد الكبير من مجموعة هوي العرقية المسلمة في الصين. يُذكر أن أرامكو السعودية -من موقعها كشركة عالمية- مُتمسكة بمبادرة التوسُّع الاقتصادي في منطقة أوراسيا، وتسعى إلى الاستفادة من هذه الرؤية سعياً لدعم جهود تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة والصين.وكانت رسالة المنتدى واضحة، حيث أشارت إلى أن الإمكانات المتاحة ضخمة، والمستثمرين الصينيين مُرحّب بهم لاغتنام الفرص الكبيرة التي ينطوي عليها النمو الاقتصادي والطلب المستدامين في مجالي التصنيع والخدمات. ارتباط المدن الصناعية بالعالم وبدوره أطلَعَ مدير إدارة تطوير مدينة جازان الاقتصادية، المهندس عبد اللطيف العبد الهادي، حضور المنتدى على الفرص المربحة في المدينة الاقتصادية التي تبلغ مساحتها 106 كيلو مترات مربّعة في موقع إستراتيجي على طول الطريق البحرية التي تربط دول أوروبا وشرق أفريقيا وآسيا. وأشار إلى أن هناك عدة قطاعات صناعية تُشكّل فرصاً مغرية للاستثمار، أهمها المُعدّات الكهروميكانيكية، والصناعات الثقيلة، والسلع الاستهلاكيةالمُعمّرة، وصناعة السيارات، وتصنيع الأغذية، وغيرها من الصناعات مثل صناعة الدواء، والتغليف، فضلاً عن 12 قطاعاً فرعياً تُعد أيضاً فرصاً مغرية للاستثمار. وقدّم عادل أخطر، من إدارة تطوير المدينة الصناعية للطاقة، نبذة حول المدينة، ومدينة رأس الخير الصناعية، حيث تساند المدينتان التوجّه للتنوع في المملكة وتُبشّران المستثمرين بعوائد سخيّة. مدينة جازان الاقتصادية.. فرص استثمارية في الصناعة والإنشاءات يُعد مشروع مصفاة جازان -وهو أحد المشاريع التي تقع ضمن مشروع مدينة جازان الاقتصادية- مثالاً على جهود أرامكو السعودية لمضاعفة الفوائد التي يجنيها شباب الوطن من أعمال الشركة، حيث قامت الشركة -بالتعاون مع مقاولين محليين ودوليين في مجالات الهندسة، وشراء المواد، والإنشاء- بتأسيس مشروع غير ربحي ممثل في تحالف مقاولي جازان للتدريب والتوظيف، الذي يُعرف باسم (مركز مهارات)، بغرض تدريب خريجي المدارس الثانوية والكليات التقنية والصناعية المؤهلين في منطقة جازان على أعمال الإنشاءات المتخصصة، على أن يقوم هذا التحالف بعد ذلك بتوظيف هؤلاء الشباب لمساندة نشاطات إنشاء مصفاة جازان، مما يعطيهم الفرصة لبدء مسارهم الوظيفي والإسهام بشكل ملموس في التنمية الاقتصادية لمجتمعاتهم. ويعمل مركز التدريب التابع لهذا التحالف على بناء المهارات في مجالات النجارة وتركيب حديد التسليح والسباكة ونصب السقالات وتركيب الأنابيب واللحام. وتتوقع أرامكو السعودية أن يؤدي نجاح هذه المبادرة إلى التدريب على أعمال أصعب مثل الأعمال الكهربائية، واستخدام أجهزة القياس، وملاحظة الأشغال، وتشغيل الرافعات والمعدات الثقيلة. ويمثل تحالف مقاولي جازان نموذجاً مستداماً، تعتزم الشركة تكراره وترسيخه في جميع مشاريعها العملاقة في المستقبل. من الذاكرة شباب سعوديون منخرطون مع أحد خبراء فريق الاستشكاف والتنقيب في أرامكو السعودية. أخذت هذه اللقطة لهم في سبتمبر من العام 1952م، في صحراء الربع الخالي بينما كانوا يرسمون طريقهم لرحلة جديدة. صورة جماعية لمستثمرين صينيين ومسؤولين في أرامكو آسيا م. نبيل النعيم رئيس شركة أرامكو آسيا متحدثاً في الكلمة الافتتاحية خلال المنتدى الذي نُظّم لتشجيع الاستثمار الصيني في المملكة «هي زهينجرونج» المدير العام لإدارة التجارة في منطقة ننقزيا هوي يتحدث أمام المنتدى شباب سعوديون من المتدربين في مركز مهارات في جازان