هناك عدد من خطب البنك الاحتياطي الفيدرالي ذات الصلة التي يمكن أن تشكِّل توقعات السوق لتوقيت رفع أسعار الفائدة. وكل هذا يحدث في النصف الأول من هذا الأسبوع، قبل أن تبدأ فترة تعتيم ما قبل الاجتماع. وعلى العكس من ذلك، هناك القليل من البيانات الصادرة خلال الأسبوع قبيل تلك التي تحمل القدرة على التغيير الجوهري لتوقعات المتنبئين الاقتصادية. معظم البيانات متعلقة بالإسكان، ولن يلعب الإسكان سوى دور مساند في مشهد النمو في المستقبل المنظور. وتوقيت قرار الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة سيعتمد على طول وعمق التصحيح الاقتصادي الليّن الأخير. وحذرت بلومبيرج للبيانات الاقتصادية من المخاطر السلبية على البيانات على المدى القريب عقب التوتر في الأسواق المالية لشهري أغسطس وسبتمبر، والأدلة المتزايدة على ذلك من المرجّح أن تحدث على مدار الشهر أو الشهرين القادمين، بما في ذلك تقارير الوظائف القليلة المقبلة. كثير من الضغوط المالية في فترة أواخر الصيف هدأت منذ ذلك الحين، وبالتالي فإنه ينبغي على البيانات أن تبدأ في الترسّخ في الوقت المناسب كذلك، وعلى الرغم من أنه من الواضح أن هذا لن يحدث في الوقت المناسب لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي في نهاية أكتوبر. وربما لن يكون واضحًا بما فيه الكفاية بالنسبة لصُنَّاع السياسة في الوقت المناسب قبل اجتماع ديسمبر. رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو جون وليامز (له حق التصويت).. وأجريت معه مقابلة على تليفزيون بلومبيرج. ويعتبر وليامز وسطيًّا مع وجود علاقة طويلة الأمد مع رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي جانيت ييلين، ولكن هناك أسبابًا أخرى تجعل تصريحاته مهمة. وأشار وليامز في السابق إلى أنه كان ينظر إلى قرار سبتمبر على أنه ليس لرفع الأسعار، بل بمثابة وقتٍ تتساوى فيه عوامل الرفع مع عوامل عدم الرفع، وأنه لا يزال يتوقع قرار الرفع قبل نهاية العام. سواء كان يؤكد أو يقوّض تعليقاته السابقة، ومن المرجّح له أن يُشكِّل التوقعات بخصوص الاجتماعَين المقبلين للجنة الفيدرالية. تقرير سبتمبر حول المساكن ورخص البناء الجديدة يُفترض أنها تُحدِّد نوعية القوى المحرِّكة في العقارات السكنية نهاية العام. والتقلب المتعلق بالضرائب في شمال شرق البلاد عكّر المياه خلال فصل الصيف، ولكن ينبغي على القوى المحرِّكة أن تكون في حالة طبيعية الآن، ويجب على التنقيحات أن توضح الأرقام من الأشهر الأخرى بين الفترات. إن متوسط توقعات بلومبيرج المتفق عليها هو أن المساكن الجديدة سوف ترتفع بنسبة 1.9% في حين سوف تنخفض رخص البناء بنسبة 0.3%. ومن المقرر أن يلقي كل من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك وليام دادلي والمحافظ «جيروم باول» كلمة الافتتاح في مؤتمر سوق سندات الخزانة. وأعرب الرئيس دادلي مؤخرًا عن عدم اليقين بشأن الجدوى من رفع أسعار الفائدة في ديسمبر. ولم يقم المحافظ «باول» بالتحدث عن الاقتصاد في الآونة الأخيرة، لكنه ينظر إليه على أنه في تحالف وثيق مع جوهر آراء اللجنة. لا يبدو أن هذا يُشكِّل فرصة كبرى بالنسبة له لنقل رسالة اقتصادية مهمة، خصوصًا أنه سوف يتحدث مرة أخرى قريبًا. الرئيسة ييلين تحدثت في وزارة العمل، لكن ذلك يُعتبر حفلًا تعريفيًا، لذلك امتنعت عن الإدلاء بتصريحاتٍ حساسةٍ حول السوق. وسيقوم «باول» بتعديل بإدارة ندوة حول السيولة في الخزينة وأسواق إعادة الشراء. ومن غير المرجّح له أن يتناول توقيت رفع الفائدة، وأية إشارة إلى إستراتيجية سياسة الاحتياطي الفيدرالي التي من المرجّح أن تقتصر على المراحل الأخيرة، والتي لن تحدث حتى تكون أسعار الفائدة قصيرة الأجل أقرب إلى 1% أو أعلى. ومن المرجَّح لمؤشر أسعار المنازل FHFA في أغسطس أن يستمر بمكاسب ثابتة أخيرة، بما يتفق مع تحسّن أساسيات السكن والتقدم المطرد في الدخل وفرص العمل خلال معظم فصل الصيف. والتوقعات التي أجمعت عليها بلومبيرج تشير إلى أن المؤشر سيرتفع بنسبة 0.5%. ومبيعات المنازل القائمة في سبتمبر كان لها اتجاه تصاعدي محدود في الأشهر القليلة الماضية من العام نظرًا للتراجع الأخير في مبيعات المنازل المعلقة. وحسب الوضع الحالي للأمور، فقد حققت معدلات مماثلة لمكاسبها السابقة على مدى شهرين، ويتوقع إجماع بلومبيرج على أن مبيعات المساكن الحالية سوف ترتفع بنسبة 1.1% إلى معدل سنوي مقداره 5.37 مليون. ومؤشر المؤشرات الاقتصادية الرائدة لا يثير عادة ردود فعل كبيرة في السوق، لأن معظم العناصر الأساسية معروفة بالفعل. ومع ذلك، فإن مؤشر سبتمبر سيوفر نقطة بيانات إضافية تدعم تشاؤم المتنبئين بأن الاقتصاد بدأ يفقد قوة الدفع. في الوقت الحاضر، تعتبر المؤشرات الاقتصادية الرائدة أعلى بنسبة 4.4 في المائة عن مستويات العام الماضي، مقارنة بمتوسط قدره 5.9% في الربع الأول و5.5% في الأشهر الثلاثة الثانية من العام.