عملت التطورات في الأزمة اليونانية على تحويل الانتباه من شهادة رئيسة المصرف الاحتياطي الفيدرالي جانيت ييلين شبه السنوية إلى الكونغرس الأسبوع الماضي. ومعظم التغطية كانت تميل إلى التركيز على جهود ييلين الباسلة لتفادي الهجمات على الاستقلالية والمساءلة للمصرف المركزي (الماضي والحاضر والمستقبل)، ومع ذلك قدمت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي أيضا أفكارا هامة حول مستقبل سياسة أسعار الفائدة: 1- التوقيت: استنادا إلى ما تعرفه هي اليوم، تميل ييلين إلى الشروع بدورة الارتفاعات من الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، وربما اعتبارا من شهر سبتمبر، بدلا من الانتظار حتى عام 2016، عندما ربما تضطر إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أقوى، قد تقود بدلا من ذلك حملة لطيفة من الزيادات التي تبدأ هذا العام وتستمر تدريجيا، حسب ما تقتضي البيانات الاقتصادية الجديدة. 2- الأساس المنطقي: على الرغم من أن نمو الأجور لا يزال واهنا إلى حد كبير، تتوقع ييلين أن سوق العمل سوف تصبح أقوى من قبل؛ بسبب خلق فرص عمل قوية. حين يقترن ذلك مع نمو معتدل في الطلب المحلي، من المتوقع أن تؤدي صورة العمالة الأكثر إشراقا إلى دعم التحسن المستمر في النمو، الذي كان مخيبا للآمال خلال الربع الأول. 3- ليس فقط دوريا: يبدو أن ييلين متحمسة للفكرة القائلة إن الاقتصاد الأمريكي يواجه أكثر من مجرد رياح معاكسة للاتجاه الدوري. بالأخذ بعين الاعتبار دور القضايا الهيكلية، بما في ذلك نمو الإنتاجية المعتدل واستجابة العرض البطيئة، يمكن أن تكون ييلين أقل قلقا بشأن التضخم الذي يقصر بإصرار دون الهدف المحدد من قبل الاحتياطي الفيدرالي. 4- السياق الدولي: رغم أن الأزمة اليونانية تعد أمرا مقلقا، لا تعتقد ييلين بأن آثارها مقتصرة على الجانب السلبي. فهي ترى أيضا أن هناك خطرا يتعلق بعدم اليقين بتحقيق المكاسب في أوروبا. 5- الصيغة: قدمت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي مؤشرات أخرى بأن ذلك قد لا يكون دورة تقليدية. بدلا من ذلك، من المرجح أنه ينطوي على نوع جديد من سياسة تقوم على إبقاء التوازن بين عوامل متناقضة. لقد فضل رؤساء المصرف السابقين تحديد الارتفاعات في كل اجتماع إلى أن يصلوا إلى الوجهة المنشودة. سوف تتبنى ييلين نهجا يعتمد أكثر من قبل على الظروف المتغيرة. 6- نقطة النهاية: تبدو ييلين أيضا متحمسة لفكرة أن الزيادات قد ينتهي بها المطاف حيث تكون أسعار الفائدة الرسمية عند مستوى أقل بكثير من المعدلات التاريخية، لكنها لم تقدم أي تفاصيل أخرى. 7- التباعد العالمي: في حين يمكن أن تظهر مرة أخرى المخاوف المتعلقة بقوة الدولار، إلا أنه لم يتم وصفها كعقبة أمام الشروع في دورة ارتفاع أسعار الفائدة هذا العام. في هذه المرحلة، لا تبدو ييلين قلقة بشكل مفرط من أن الاحتياطي الفيدرالي -مع سياسة تقوم على التقليل من التيسير النقدي- سوف يتباعد أكثر حتى من قبل عن المصارف المركزية الأخرى (لا سيما البنك المركزي الأوروبي). وبالرغم أنها قدمت تلك العلامات الإرشادية بخصوص تفكيرها، كان من الواضح أيضا أن ييلين تتمنى الاحتفاظ بمرونة هامة في السياسة النقدية. وهذا كان واضحا في امتناعها عن محاولة إدارة توقعات السوق بشكل أكثر قوة. على مدى الأشهر القليلة الماضية، أخطأ بعض المستثمرين في توقعهم أن ارتفاعات الأسعار قد تبدأ في عام 2016؛ لذلك سوف يولون المزيد من الاهتمام لنقاط ييلين السبع ويقومون بتغيير توقعاتهم إذا -كما هو مرجح- استمر الاقتصاد الأمريكي في التعافي، وإذا استعادت اتفاقية مجموعة اليورو الأخيرة بعض الشعور بالحياة الطبيعية للاقتصاد اليوناني المنهار (والذي يعد أمرا ممكنا، لكنه غير مرجح بشكل كبير).