أكدت المملكة أن مشاركتها في مؤتمر "جنيف 2" يأتي تأكيداً على نهجها واستمراراً لسياستها الرامية إلى التوصل لحل سلمي للأزمة السورية منذ الأيام الأولى لنشوبها في مارس 2011م. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد المملكة إلى أعمال المؤتمر الدولي حول سوريا "جنيف - 2" الذي تستضيفه مدينة "مونترو" السويسرية، وفيما يلي نصها: "نجتمع اليوم والأزمة السورية شارفت على نهاية عامها الثالث، دون بارقة أمل يوقف نزيف الدماء المستمر للشعب السوري، وما لحق بالبلاد من ألوان الدمار والخراب، الأمر الذي جعل من هذه الأزمة أكبر الكوارث في تاريخنا المعاصر. إن مشاركة المملكة في هذا الاجتماع تأتي تأكيداً على نهجها واستمرارًا لسياستها الرامية إلى التوصل لحل سلمي للأزمة. فمنذ الأيام الأولى لنشوبها في مارس 2011م ، بادر خادم الحرمين الشريفين بإجراء خمسة اتصالات مباشرة بالنظام السوري، في محاولة لثنيه عن استخدام العنف غير المبرر، وحثه على المبادرات السلمية في مواجهة المطالب المحدودة لشعبه، غير أن النظام أبى واستكبر وأصر على الاستمرار في استخدام العنف إلى حد اللجوء للحل العسكري، مستخدماً أكثر الأسلحة فتكا وتدميرًا، بل إن النظام تمادى في غيه حين استخدم السلاح الكيماوي دونما وازع من ضمير أو أدنى احترام للقوانين الدولية التي تحرم استخدام هذا السلاح. ومع ذلك فإن المملكة استمرت في جهودها للأخذ بالحل السلمي دون كلل أو ملل، جنبا إلى جنب مع أشقائها في الجامعة العربية، وفي منظمة التعاون الإسلامي، وفي مجموعة أصدقاء سوريا. إلا أن كل هذه الجهود تحطمت أمام عناد النظام وإصراره على حسم النزاع عسكريا حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بمرتزقة، واستباحة أرض بلاده للاحتلال الأجنبي، وتفتيت وحدة سوريا الوطنية، وتهديد سلامتها الإقليمية. أيها الحضور الكريم: إن تلبية المملكة للدعوة لهذا المؤتمر، جاءت بناء على الضمانات والتأكيدات التي تضمنتها دعوة الأمين العام للأمم المتحدة التي نصت على أن الهدف من مؤتمر (جنيف2) هو التطبيق الكامل لما ورد في مؤتمر (جنيف1). وندرك جميعا إن أهم مضامين هذا الإعلان هو تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة تمكنها من استلام زمام الأمور وإدارة شؤون البلاد من مختلف الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية، ومن البديهي ألا يكون لبشار الأسد أو أي من رموز نظامه أو من تلطخت أيديهم بدماء السوريين أي دور حالي أو مستقبلي في هذا الترتيب. وحتى تتمكن سوريا من الخروج من النفق المظلم، فإننا نرى أن تكون انطلاقتنا إلى الحل المنشود مرتكزة على العناصر التالية : أول: الانسحاب الفوري لكافة القوات والعناصر الأجنبية المسلحة من الأراضي السورية، بما في ذلك قوات الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات حزب الله. ثانياً: وقف القتال وفك الحصار عن المدن والقرى السورية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي الذي يشنه النظام. ثالثاً: إيجاد مناطق وممرات آمنة لإيصال المساعدات للسوريين وبإشراف دولي يضمن ذلك. رابعاً: إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين لدى النظام السوري. إن من شأن ذلك تمكين السوريين من الاضطلاع بمسئولياتهم بمعزل عن التدخلات الخارجية، وبما يمكنهم من تقرير مصيرهم والمحافظة على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الإقليمية، وتحقيق طموحات وتطلعات جميع مكونات الشعب السوري دون تمييز أو تفرقة، وهذه المبادئ هي بالضبط ما نصت عليه وثيقة العهد الوطني الصادرة عن الائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري الذي يحظى باعتراف الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وما يقارب من ثلثي سكان العالم الممثلين في مجموعة أصدقاء سوريا. إنه من الضروري أن نحذر في هذا الخصوص من أي محاولات ترمي إلى تغيير مسار هذا المؤتمر وإبعاده عن الأهداف المرسومة له في محاولة يائسة لتحسين صورة النظام، والدعاية بأنه يحارب الإرهاب، فهل يمكن تصور أن ما يتجاوز مئة ألف ضحية قتلوا على يد النظام أن يكونوا إرهابيين؟ وذلك طبقا لآخر إحصائية للأمم المتحدة قبل أن توقف إحصاءها لعدد القتلى منذ فترة ليست بالقصيرة. إن الأمل يحدونا أن يتم التعامل مع الأزمة السورية في هذا المؤتمر بعيداً عن محاولات الاستقطاب أو الاسترضاء، أو المناورات السياسية التي كبلت مجلس الأمن، عسى أن يعيد المؤتمر لهذا المجلس دوره المنصوص عليه في ميثاق الأممالمتحدة، وذلك بتبنيه ما يتم التوصل إليه من اتفاق، وضمان تنفيذه والالتزام ببنوده. وفي الختام، لقد آن الأوان لإيقاف نزيف الدم وإنهاء معاناة الشعب السوري المكلوم، والفرصة مواتية لنا بعدم خذلان السوريين مرة أخرى. الجربا يطالب بتنحي الأسد أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أن اي حديث عن بقاء بشار الاسد في السلطة بأي صورة "هو خروج ب جنيف 2 عن مساره". وقال الجربا إن المعارضة توافق بشكل كامل على ما أقره مؤتمر "جنيف 1" مطالبا ب "تنحي الرئيس بشار الأسد ومحاكمته". وطالب بأن يتحول ولاء الوفد السوري إلى سورية لا إلى "الأسد" داعيا إلى إقرار نتائج "جنيف 1"، ونقل صلاحيات "الأسد" إلى الهيئة المركزية، "ووقف قصف المدنيين، وطرد المرتزقة، وإنهاء حالات المجاعة". وأكد أن الجيش السوري الحر يخوض حرباً ضروساً ضد حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني في سورية، قائلًا:"نحن شعب ذاق المر من حفنة طغت وبغت ويجب أن تمتد إلينا كل الايادي، لا أن تمتد علينا". وأشار إلى أن الشعب السوري قدم مئتي ألف قتيل وثلاثة ملايين متشرد خلال الثورة السورية، قائلًا:"لم يكن الدفاع عن النفس بالسلاح خيارنا، ولكنه الخيار الذي فرضه نظام بشار الأسد على السوريين". وأضاف: "نحن نتجاوز المحظورات ونركب المخاطر بمجيئنا إلى هنا، بعد خيبات متتالية من المنظومة الدولية برمتها، بحثاً عن السلام في سورية.. إننا جئنا لننجز حلاً سياسياً، فلا وقت لدينا نضيعه، وقد عقدنا العزم على بذل كامل جهودنا لإنجاح هذا المؤتمر المفصلي في تاريخ". وتابع "من هنا نعتبر أن القرار الأممي 2118 الذي أسس لمؤتمر جنيف، استناداً إلى وثيقة جنيف 1 الصادرة في 30 يونيو 2012، قرار تاريخي وفرصة حقيقية لإنجاز حل سياسي يجنب سورية والمنطقة شلالات من الدماء، ويحصن السلم والأمن الدوليين، خصوصاً وأن سورية أصبحت بفعل إرهاب الأسد ومرتزقته، مرتعاً لبعض الإرهابيين الذين يشكلون الوجه الآخر للأسد ويهددون السلم والأمن في المنطقة والعالم ومستقبل سورية وثورتها". وأضاف "أننا نوافق بشكل كامل على مقررات جنيف 1 الذي اتفقتم عليه جميعاً، ونريد أن نتأكد إن كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة، مستعد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا. إنني أدعوه إلى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف 1 بحضوركم جميعاً الآن، لنقوم بنقل صلاحيات الأسد كاملة، بما فيها الصلاحيات التنفيذية، والأمن والجيش والمخابرات، إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سورية الجديدة". وقال "عندما نقول جنيف 1: نحن نعني وقف قصف المدنيين وإطلاق الأسرى وسحب قطعان الشبيحة الإرهابيين من المدن، وطرد المرتزقة إلى خارج البلاد، وفك كل أنواع الحصار لوقف حالات المجاعة التي يعيشها شعبنا". وأكد الجربا أنهم يعملون على "حماية سورية وشعبها من كل المناورات"، قائلاً: "إن شعب سورية كله برجاله ونسائه وأطفاله أغلى عندنا من رجل يقتل ويدمر في سبيل أهدافه المجنونة". المعلم يتهم المقاومة بالإرهاب قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الأربعاء، أن "لا أحد في العالم يملك الحق بمنح الشرعية لأي حكومة أو رئيس في سوريا إلا السوريين أنفسهم"، داعياً إلى الوقوف معاً في وجه ما وصفه ب"الإرهاب". واعتبر - على حد قوله - أن "ما سيتم الاتفاق عليه في المؤتمر مهما كان، سيخضع للاستفتاء الشعبي، فنحن مخوّلون هنا بنقل ما يريده الشعب لا بتقرير مصيره ومن يرد أن يستمع لإرادة السوريين فلا ينصب نفسه ناطقا باسمهم، هم وحدهم لهم الحق بتقرير قيادتهم وحكومتهم وبرلمانهم ودستورهم.. وكل ما عدا ذلك كلام لا محل له من الإعراب"، حسب زعمه. وتابع في إشارة إلى حزب الله "بضع عشرات من شباب مقاوم - حسب قوله - كانوا مع الجيش في بعض المناطق قامت الدنيا ولم تقعد واسموها تدخلا خارجيا.. وطالبوا بخروج ما سموه القوات الأجنبية وبالحفاظ على السيادة السورية وعدم انتهاكها". ودعا الدول إن كانت فعلاً تشعر بالقلق على السوريين كي ترفع أيديها عنهم، وتابع "أوقفوا ضخ السلاح ودعم (المقاومة).. إرفعوا العقوبات والحصار عن الشعب السوري وعودوا الى العقل وسياسة المنطق.. عندها نطمئنكم أننا سنكون بخير كما كنا دون قلقكم وخشيتكم الشديدة علينا"، على حد تعبيره. واتهم بعض السوريين الموجودين في القاعة، بالمساهمة بكل ما يحصل من حوادث، فقال إنهم "انقسموا سياسيا مئة مرة ولجأ قادتهم الميدانيون إلى أصقاع الأرض. وزعم أن سوريا تحارب "الإرهاب"، وقال "فلنتعاون جميعا لمكافحته". وأضاف "لنقف كسوريين وقفة رجل واحد ونضع سورية نصب أعيننا ونبدأ بإعادة بنائها انسانا وبنيانا"، داعياً إلى الحوار على الأراضي السورية، وقال "ورغم شكرنا للدولة المضيفة، إلا أننا نقول إن حوار السوري للسوري حقيقة هو على أرض سورية وتحت سمائها". يذكر أن أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، دعا بعد كلمة المعلم إلى عدم إطلاق اتهامات لدول بعينها أو توجيه عبارات استفزازية. كي مون: يجب السماح بدخول الطعام والمعدات الطبية وبخروج المرضى والجرحى دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى بذل كل الجهود لانهاء الصراع السوري كما دعا طرفي الصراع للتعامل بجدية وقال ان هناك الكثير من التحديات لكن يمكن تخطيها. وفي كلمته الافتتاحية قال بان "امامنا تحديات عظيمة لكنها ليست من التحديات التي لا يمكن تخطيها". كما طالب الحكومة السورية وقوات المعارضة بالسماح "بدخول المساعدات الانسانية بالكامل وفورا لكل المناطق المحتاجة". وأضاف "مئات الآلاف من الناس حرموا من اي مساعدات طوال أشهر مع ورود تقارير مثيرة للقلق عن سوء التغذية وأوضاع صحية بائسة. يجب السماح بدخول الطعام والمعدات الطبية والجراحية كما يجب السماح بخروج المرضى والجرحى". كيري: الأسد عقبة أمام العملية الانتقالية أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يشارك في الحكومة الانتقالية في سوريا. وقال كيري "علينا ان نتعامل مع الواقع هنا.. ان التوافق المتبادل الذي كان ما جاء بنا جميعا الى هنا، على حكومة انتقالية يعني ان الحكومة لا يمكن ان يشكلها شخص يعترض عليه اي من الطرفين". وتابع "هذا يعني ان بشار الاسد لن يكون جزءاً من اي حكومة انتقالية. من غير الوارد ومن المستحيل تصور ان يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم". وقال كيري الذي قاد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف منذ مايو الجهود لعقد مؤتمر جنيف-2 "لم يعد بوسع رجل واحد واولئك الذين دعموه احتجاز بلد بكامله والمنطقة رهينة". وتابع "ان الحق في قيادة البلد لا يأتي من التعذيب ولا من البراميل المتفجرة ولا صواريخ السكود" بل "يأتي من موافقة الشعب ومن الصعب ان نتصور كيف يمكن ان تستمر هذه الموافقة في هذه المرحلة الهامة". لكن كيري شدد على انه في سوريا الجديدة لن يكون هناك مكان "لآلاف المتطرفين الذين يعتمدون العنف وينشرون ايديولوجيتهم الحاقدة ويزيدون من معاناة الشعب". وشدد على ان هناك طريقاً الى الامام حددها بيان مؤتمر جنيف-1 الذي تم الاتفاق عليه ودعا الى حكومة انتقالية في سوريا بالتوافق المتبادل. وقال ان بيان جنيف هذا "خارطة طريق سلمية لعملية انتقالية، والعثرة الوحيدة التي تقف في طريقها هي تمسك رجل واحد، عائلة واحدة بالسلطة". الصين توصي بتفادي أية حلول من الخارج إلى ذلك دعا وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى ضرورة تجنب فرض أية حلول سياسية خارجية للأزمة السورية، مؤكداً على حل النزاع بطريقة سلمية معتبراً أن استقرار سوريا أساسي للاستقرار بالمنطقة. وقال وانغ إن "مؤتمر جنيف 2 يجب أن يمثّل بداية لتاريخ سوريا"، وأكد على ضرورة أن يتطلع الجميع إلى حل النزاع السوري سياسياً، وأضاف "مهما كان عنف النزاعات، نستطيع حلها سياسياً إذا وجدت النوايا الصادقة والتحرك الجدي". وتابع "هدفنا وقف العنف في سوريا تمهيداً للمفاوضات السلمية"، مؤكداً على ضرورة "تفادي فرض أية حلول سياسية من الخارج". ودعا لإيجاد "آلية واضحة لتسهيل مشاركة كل الجهات السورية الملتزمة بإيجاد حل سياسي للأزمة"، وقال إن "حل النزاع في سوريا هو حل سلمي ووسطي". وشدّد على أن استقرار سوريا أساسي لاستقرار الشرق الأوسط. لافروف يتحسر على عدم مشاركة إيران قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في كلمته الافتتاحية في المؤتمر "نعول على جميع اللاعبين الخارجيين في تشجيع السوريين على التوصل إلى اتفاق على منع الاطراف من محاولات استباق نتائج الاتفاقات ومن اتخاذ إجراءات أخرى قد تعطل المحادثات". وأضاف أن المعارضة السياسية الداخلية يجب ان تكون جزءا من حوار وطني سوري وأن ايران التي لا تشارك في المحادثات يجب أن تكون جزءا من الحوار الدولي. وتابع لافروف "حتى الآن لم تدرج جماعات المعارضة الوطنية في سوريا المهتمة بالمشاركة في جنيف2 في عملية التفاوض. اعتقد ان هذا الوضع يمكن أن يتغير بإدراجها في المفاوضات وإن لم يكن من اليوم الأول. نأمل في تفهم هذه المهمة أولًا من جانب شركائنا في الجامعة العربية. وكذلك بالنسبة لإدراج إيران في جهودنا المشتركة لتنفيذ بيان جنيف دون أي محاولات لتفسير هذه الوثيقة بأي شكل". وقال لافروف إن المهمة الرئيسة لمؤتمر السلام في سوريا هي انهاء الصراع ومنع امتداده لدول أخرى في المنطقة. واشار كذلك إلى مخاطر يشكلها متطرفون من دول أخرى يحاربون في سوريا. وقال "المشكلة الخطيرة التي نواجهها هي أن تتحول سوريا إلى مركز للارهاب الدولي. المتطرفون تدفقوا على سوريا من مختلف ارجاء العالم ليجلبوا الفوضى ويدمروا الحضارة القديمة للبلاد وانماطها السكانية ويخلقوا مناخا من التعصب غريب تماما على سوريا". وحذر من أن المهمة تواجه صعوبات كثيرة. وقال "المحادثات بين السوريين لن تكون سريعة ولا سهلة. فليس هناك سوى قلة تقول انها ترحب بجنيف2 لكنها في الواقع لا تريد لها النجاح. ومع ذلك يقدم لنا المؤتمر فرصة ليست بنسبة مئة بالمئة لكنها فرصة جيدة فعلا لتحقيق السلام". فابيوس: النظام يزعم مكافحة الإرهاب لكنه يدعمه قال وزير الخارجية الفرنسي إن الحلّ في سوريا لا يمكن أن يكون إلا سياسياً، داعياً إلى وقف اطلاق النار وفتح ممرات إنسانية. وقال لوران فابيوس في كلمته أمام المؤتمر إنه فيما يتعلق بالأزمة السورية "الحلّ لا يمكن أن يكون إلا سياسياً" ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لوصول الغذاء والدواء إلى السوريين". واعتبر أن هدف المؤتمر هو التوصّل إلى سلطة انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية. وحمّل فابيوس النظام السوري مسؤولية تصاعد "الإرهاب" الذي قال إنه "يزعم أنه يحاربه ولكنه في الواقع حليفه". وقال إن المواجهات الدامية في سوريا والمنطقة والجرائم الجماعية والمجاعات المقصودة "أمور لا يمكن نسيانها". وتابع "أمام المعاناة المروعة في سوريا مهمتنا التوصّل على جناح السرعة لتنفيذ مضامين جنيف 1". ودعا الأطراف المعنية وخصوصاً النظام "أن يتخذ إجراءات عاجلة لبناء الثقة". ألمانيا: الأسد يتحمل مسؤولية النزاع في البلاد دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير جميع الأطراف المعنية إلى بذل المزيد من الجهود من أجل وضع حد للحرب الأهلية في سورية. وقال شتاينماير أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "جنيف 2" إن بدء محادثات السلام يمكن أن يكون بمثابة "خطوة مهمة نحو حل النزاع". وناشد الوزير الألماني أطراف النزاع السوري التوصل لوقف للاقتتال الداخلي في مناطق النزاع بسورية وكذلك الاتفاق على تبادل الأسرى في هذه المناطق وتوفير ممرات آمنة للمنظمات الإغاثية للوصول للمنكوبين والمحتاجين في جميع مناطق سورية. ورأى شتاينماير في كلمته أنه "لا يمكن أبداً التوصل للسلام بسهولة" وقال: "أدعو جميع الوفود السورية للبحث بشجاعة وحماسة وجدية عن السلام" وقال إن هذه المحادثات يجب أن تؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية. وأثنى وزير خارجية ألمانيا على حضور ما سماه المعارضة المعتدلة مؤتمر "جنيف 2" وقال إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تتحمل المسؤولية الرئيسية عن النزاع في البلاد. أوغلو: على قتلة السوريين الرحيل اعتبر وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أن من تلطخت أيديهم بالدماء يجب أن يرحلوا عن السلطة في سوريا. وقال داوود أوغلو، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "جنيف 2" بمدينة مونترو السويسرية، إن "كل من تلطخت يده بالدماء يجب ألا يبقى.. ومستقبل سوريا يجب أن يكون ديمقراطياً". وأضاف "يجب تحمّل المسؤولية الضرورية وإطلاق مرحلة إنتقالية من شأنها أن تبني سوريا قوية وديمقراطية". وتابع أن "الفظاعات المرتكبة في سوريا تشير إلى جرائم ضد الإنسانية"، معتبراً أن ما "يحدث في سوريا من عنف عار على جبين البشرية". وسأل ما إذا كانت مدناً باكملها "إرهابية" لذلك يقصفها النظام عشوائياً بالبراميل المتفجرة. وأشار داوود أوغلو إلى أن "الطائفية أصبحت في تفاقم نتيجة سياسات نظام الأسد". وقال "لا بد من محاسبة مرتكبي الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية"، وشدد على الإيمان "بالحل السياسي في سوريا". كما أكد أن تركيا ستواصل تبني سياسة الأبواب المفتوحة أمام السوريين، حتى يعود وطنهم آمنا.