أعلن جيش الاحتلال الجمعة حالة التأهب والاستنفار القصوى في الضفة والقدس المحتلتين وعلى حدود قطاع غزة؛ استعدادًا لجمعة الغضب التي دعت لها الفصائل الفلسطينية، وعمت المواجهات الاراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في الخليل ونابلس والقدسالمحتلة، فيما أبلغت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي عائلة الشاب محمود خالد محمود غنيمات (20عامًا) باستشهاده متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في بلدة "بيت شيمش" داخل الأراضي المحتلة عام 48، وأفادت عائلة الشهيد أنّ مخابرات الاحتلال أبلغت الوالد باستشهاد نجله بعد استدعائه للمقابلة، مشيرة إلى أنّها ساومته بتسليم الجثمان مقابل تسليم نجله ضياء لهم. وأشارت إلى أنّ الشهيد محمود اعتقل عامًا ونصف في سجون الاحتلال، فيما عرضت إسبانيا استضافة حوار بين الأديان ومؤتمر جديد للسلام سعيا لاتفاق سلام نهائي في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحذر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مارغايو في مجلس الأمن من الوضع الراهن، مؤكدا أن التصاعد المقلق للعنف يضعف الثقة في جدوى المسار التفاوضي وحل الدولتين، مؤكدا أن بلاده ستعمل بالتعاون مع الشركاء الآخرين على دراسة مقترح عقد مؤتمر "مدريد2" من أجل التوصل إلى حل للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إجراءات مشددة وحالت إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المشددة في مدينة القدسالمحتلة وإغلاقه للأحياء وبلدات وشوارع المدينة الجمعة دون وصول آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك. وأدى نحو 23 ألفا فقط من مواطني القدسالمحتلة وداخل الأراضي المحتلة عام 1948 وبضع عشرات من قطاع غزة من كبار السن صلاة الجمعة برحاب المسجد المبارك. وكانت قوات الاحتلال فرضت منذ فجر الجمعة إجراءات مشددة في مدينة القدسالمحتلة، خاصة في بلدتها القديمة ومحيط بواباتها الرئيسية وبوابات المسجد الأقصى المبارك، وحوّلت المدينة الى ما يشبه الثكنة العسكرية بفعل الانتشار الواسع لعناصرها ودورياتها وحواجزها ومتاريسها العسكرية والشرطية في كافة أنحاء المدينة. وأوقفت قوات الاحتلال العديد من الشبان للتفتيش الجسدي وللتدقيق ببطاقاتهم الشخصية وتحريرها والتنكيل بهم والاعتداء عليهم بالضرب، في صورة استفزت المواطنين الوافدين إلى الأقصى المبارك. وشملت إجراءات الاحتلال نشر دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في الشوارع والطرقات المحيطة بسور القدس التاريخي، وأخرى راجلة في الشوارع والحارات والطرقات والأسواق داخل البلدة القديمة. مجرد دعاية واعتبر مواطنون حديث الاحتلال عن عدم فرض قيود على الاعمار، أو أية قيود أخرى عبر وسائل الإعلام مجرد دعاية، وبخاصة أن الإجراءات المطبقة على الأرض حرمت أعدادا كبيرة من حقهم في الصلاة في هذا المسجد. وسمحت سلطات الاحتلال الجمعة ل170 مواطنا فقط من قطاع غزة بالتوجه إلى القدسالمحتلة عبر حاجز "بيت حانون/إيرز" للصلاة في المسجد الأقصى. وفي المقابل، عاد عدد كبير من الحاخامين وأنعشوا أمس الحظر اليهودي لدخول اليهود المسجد الاقصى المبارك. حوادث متفرقة ميدانيا أيضا، أصيب فتى يعمل مزارعا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة بزعم أنه طعن جنديا إسرائيليا قرب جدار الفصل العنصري في بلدة "صوريف" غرب الخليل في جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وأفاد شهود عيان أن الفتى المصاب هو مصعب غنيمات (17 عاما) وتم إطلاق النار عليه بشكل مباشر من قوات الاحتلال خلال توجهه لقطف الزيتون في أرضه المجاورة لجدار الفصل. وذكر أن حالة المصاب وصفت بالمتوسطة. وأشار الجيش إلى أن الجندي المصاب يعمل في وحدة قصاصي الأثر. وعقب الحادثة احتجزت قوات الاحتلال عشرات المزارعين بغرض استجوابهم. منع مؤقت من جهة أخرى، أصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية الخميس أوامر احترازية مؤقتة تمنع فيها الجيش الإسرائيلي من هدم ستة بيوت في الضفة الغربيةالمحتلة لفلسطينيين متهمين بقتل إسرائيليين. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد في وقت سابق من هذا الشهر بتسريع عملية هدم المنازل كإجراء عقابي تنتهجه اسرائيل منذ احتلالها الاراضي الفلسطينية في يونيو1967. واعتبرها نتنياهو جزءا من تدابير مكافحة عمليات الطعن والهجمات الفلسطينية الاخيرة. ومنذ 15 اكتوبر، اصدرت السلطات الاسرائيلية تسعة اوامر بهدم منازل نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، بعضهم قتل في هجمات والآخرون معتقلون ولم تتم ادانتهم. قرر الجيش الخميس هدم اربعة منازل لفلسطينيين من منطقة نابلس يشتبه بأنهم قتلوا المستوطنين ايتام ونعمة هانكين بداية هذا الشهر. وكان جهاز الامن العام "شين بيت" أكد في بيان مشترك مع الجيش أن "المجموعة تنتمي الى حركة حماس". كذلك قرر الجيش هدم بيوت فلسطينيين اتهموا بقتل ملاخي روزنفيلد يوم 29 يونيو وداني جونين في 19 يونيو. ولكن بعد عدة التماسات من قبل عائلاتهم وجيرانهم اصدرت المحكمة "اوامر احترازية مؤقتة" تمنع هدم او مصادرة هذه البيوت الى حين اصدار قرارت جديدة. وإثر صدور قرار المحكمة شدد نتنياهو على ان هدم البيوت "من الادوات الاكثر فعالية" في ردع الهجمات التي ينفذها فلسطينيون حتى في حالات العمليات الانتحارية، وأعرب عن أمله في أن تصدر المحكمة قرارها بهذا الشأن في أقرب وقت.