تواصلت المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في عدة أحياء وبلدات مقدسية استمرت حتى ساعات فجر يوم أمس الجمعة، وأسفرت عن إصابة عدد كبير من الفلسطينيين بجروح متفاوتة، واعتقال 16 شاباً على الأقل. وجاءت هذه المواجهات استمراراً لهبة المقدسيين بوجه الاحتلال بعد خطف الطفل المقدسي محمد حسين أبو خضير، 16 عاماً، وقتله والتمثيل بجثته وحرقها بغابة غربي القدسالمحتلة. وقالت مصادر الجزيرة في القدس: إن قوات الاحتلال اعتقلت خلال هذه المواجهات ما لا يقل عن 16 شاباً مقدسياً،كما أصابت قوات العشرات من الشبان وتم نقل بعضهم مستشفى المقاصد لتلقي العلاج. إلى ذلك قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع الرجال من مدينة القدسالمحتلة من دخول المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك بذريعة الحد من خروج مسيرات وتظاهرات فلسطينية غاضبة ضد الاحتلال من قلب المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر في مدينة القدسالمحتلة، خصوصاً في محيط البلدة القديمة وبوابات المسجد الأقصى بفعل إجراءات الاحتلال المشددة التي تمنع دخول المصلين المسلمين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً إلى القدس القديمة وإلى المسجد الأقصى. وادعت شرطة الاحتلال في بيان عممته أن هذه القيود لا تشمل النساء.. وبدأ تأثير الحصار الخانق على الحركة في المسجد الأقصى وباحاته خلال ساعات صباح الأولى من الجمعة الأولى من رمضان بفعل هذه الإجراءات الصهيونية. من جهة أخرى كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية فجر أمس الجمعة عن اتخاذ المستوى السياسي في إسرائيل القرار بالعودة لسياسة هدم المنازل، حيث تم تخويل الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لهدم عشرات المنازل التي تعود لمنفذي العمليات في الضفة الغربية، وذلك رداً على عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة بالخليل. وقالت الصحيفة العبرية: إن القرار النهائي لم يصدر بعد ولكن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينت» طلب من الجيش الاستعداد لتنفيذ هذه المهمة بعد تجميد سياسة الهدم منذ العام 2005م.. وأضافت هآرتس «إن الجيش الإسرائيلي بدأ فعلياً بالاستعداد لهدم عشرات المنازل التي تعود لمنفذي العمليات كمنزل منفذي عملية «إيتمار» من سكان قرية عورتا شرقي نابلس حيث حضر ضباط من الجيش للمكان خلال الليلة قبل الماضية، وأجروا القياسات اللازمة تمهيداً للهدم بعد أن سبق وصدر قرار الهدم وتم تأجيله. وتحدثت الصحيفة العبرية عن قيام قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي «نيتسان الون» مؤخراً بتقديم تصريح لمحكمة العدل العليا بأن هدم المنازل ضروري وذلك على ضوء الارتفاع في معدل العمليات الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية.. كما تدرس القيادة الإسرائيلية وفي إطار خطواتها العقابية ضد حماس هدم بيوت قادة الحركة بالضفة والذين اعتقلوا خلال الأيام الماضية التي أعقبت عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية بينما، تم هدم بيوت قادة الجناح العسكري في حماس والمعتقلين في إسرائيل في وقت سابق.