أصبح العمل التطوعي ركيزة في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، والعمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل، لكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع الى آخر ، ومن فترة زمنية إلى أخرى. فمن حيث الحجم يقل في الجهد يدوياً وعضلياً أو مهنياً أو النكبات والحروب والدوافع، ويبقى التساؤل عن دور العمل التطوعي في تعزيز الهوية الوطنية؟ إن للعمل الاجتماعي التطوعي فوائد جمة تعود على الفرد المتطوع نفسه وعلى المجتمع بأكمله وهي تؤدي الى الاستغلال الأمثل لطاقات الأفراد خاصة الشباب في مجالات غنية ومثمرة لمصلحة التنمية الاجتماعية. كما إن العمل التطوعي له دور كبير في صقل شخصية الإنسان وتحقيق التواصل بين الأجيال فضلاً عن النظم والممارسات الاجتماعية التي ينخرط فيها أبناء المجتمع ويرسخ مفهوم الهوية الوطنية ويكرس الوحدة والترابط والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد. كما أن العمل التطوعي يعزز أدوار الفئات الاجتماعية المختلفة في تحقيق التنمية والتقدم في المجتمع. عزوف الشباب وعن أسباب عزوف الشباب عن العمل التطوعي ذكر قائد فريق الشرقية التطوعي حسن الشهري ان عدم الشعور بالمسؤولية على عاتق كل فرد بالمجتمع ضعف الوازع الديني لدى الافراد وقلة الوعي بأهمية العمل التطوعي وضعف الايمان بالفوائد المرجوة منه وقصور التغطية الاعلامية للعمل التطوعي وغياب العقلية الادارية والرؤى المؤسساتية التنظيمية عن هيكلة العمل التطوعي بسبب الركود الفكري والثبات غير التجددي واستقطاب كوادر غير مؤهلة ومتناسبة مع التغييرات الجارية لمواقع صنع القرار وتنحي الشباب عن المشاركة في اتخاذ القرارت ما تسبب في انتزاع الثقة من قلوب أولئك الراغبين في الانخراط بالعمل التطوعي وتدني الحافزين المادي والمعنوي وقلة تشجيع العمل التطوعي والظروف الاقتصادية السائدة وضعف الموارد المالية التي تدعم المنظمات التطوعية. تطوير التطوع ومن المقترحات لتطوير العمل التطوعي قال حسن الكاف قائد فريق دراج للعمل التطوعي: يجب تنشئة الأبناء تنشئة اجتماعية سليمة من خلال قيام وسائط التنشئة المختلفة كالأسرة والمدرسة والإعلام بدور منسق ومتكامل الجوانب لغرس قيم التضحية والإيثار وروح العمل الجماعي في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكرة، وان تضم البرامج الدراسية للمؤسسات التعليمية المختلفة بعض المقررات الدراسية التي تركز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي وأهميته ودوره التنموي. ويقترن ذلك ببعض البرامج التطبيقية ما يثبت هذه القيمة في نفوس الشباب مثل حملات تنظيف محيط المدرسة او العناية بأشجار المدرسة أو خدمة البيئة ودعم المؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال العمل التطوعي ماديا ومعنويا بما يساعدها في تأدية رسالتها وزيادة خدماتها واقامة دورات تدريبية للعاملين في هذه الهيئات والمؤسسات التطوعية ما يؤدي الى إكسابهم الخبرات والمهارات المناسبة ويساعد على زيادة كفاءتهم في هذا النوع من العمل، وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال. إشباع الحاجات وذكر أيضاً عبدالعزيز الرويشد قائد فريق فنار التطوعي في الأحساء ان من ضمن المقترحات لتطوير العمل التطوعي التركيز في الانشطة التطوعية على البرامج والمشروعات التي ترتبط بإشباع الاحتياجات الاساسية للمواطنين الأمر الذي يساهم في زيادة الاقبال على المشاركة في هذه البرامج ومطالبة وسائل الإعلام المختلفة بدور أكثر تأثيرا في تعريف أفراد المجتمع بماهية العمل التطوعي ومدى حاجة المجتمع اليه وتبصيره بأهميته ودوره في عملية التنمية، وكذلك ابراز دور العاملين في هذا المجال بطريقة تكسبهم الاحترام الذاتي واحترام الآخرين وتدعيم جهود الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول العمل الاجتماعي التطوعي ما يسهم في تحسين واقع العمل الاجتماعي بشكل عام والعمل التطوعي بشكل خاص واستخدام العمل التطوعي في المعالجة النفسية والصحية والسلوكية لبعض متعاطي المخدرات والمدمنين أو العاطلين أو المنحرفين اجتماعيا واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتنسيق العمل التطوعي بين الجهات الحكومية والاهلية لتقديم الخدمات الاجتماعية واعطاء بيانات دقيقة عن حجم واتجاهات وحاجات العمل التطوعي الأهم للمجتمع. قانون موحد وطالب بضرورة عقد اجتماع عربي في اطار جامعة الدول العربية للخبراء القانونيين من دول الجامعة مع خبراء اجتماعيين ومتطوعين للجنة التشريعات العربية الخاصة بالعمل الاجتماعي التطوعي يطرح على الدول العربية للاسترشاد به في صياغة القوانين والعمل على بلورة إطار قانوني ملائم للمؤسسات الأهلية العربية ينسجم مع الإعلان العالمي لحقوق الانسان والمبدأ الديمقراطي والتجارب التنموية الخاصة للمؤسسات الاهلية ومنح الجمعيات والهيئات التطوعية في الدول العربيه مزيداً من حرية الحركة من خلال ما قد تحتاجه من تعديلات على القوانين القائمة وكافة النصوص التي تحد من انطلاق هذه الجمعيات نحو آفاق التنمية الاجتماعية، ومنح الجميعات التطوعية مزيداً من الامتيازات والاعفاءات من الرسوم والجمارك والضرائب أسوة بمشاريع الاستثمار الاقتصادي المحلي الاجنبي باعتبارها استثماراً أجنبياً، ودراسة توحيد الجهات الادارية المشرفة على الجنعيات وحصرها في وزارات الشؤون الاجتماعية لما تتمتع به هذه الوزارات من قدرات وامكانات بشرية قادرة على الاشراف والمتابعة والتوجيه، وتطوير التشريعات المنظمة للعمل الاجتماعي التطوعي بما يتناسب مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وبما يحقق التنسيق والتكامل والفاعلية لهذا القطاع.