بعد أسبوعين على بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، تتعالى أصوات لحمل الولاياتالمتحدة على توسيع نطاق تدخلها في هذا البلد، والذي لا يزال يقتصر على شن غارات جوية ضد تنظيم داعش. وتؤكد وزارة الدفاع الأميركية أن الغارات الروسية لن تغير النهج العسكري للولايات المتحدة. إلا أن بعض المحللين يرون أن تدخل روسيا من شأنه أن يغير المعادلة ميدانيا لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بحيث لا يمكن أن تظل الولاياتالمتحدة على موقفها. وقال باتريك سكينر من مجموعة "صوفان غروب" لتقييم المخاطر التي أسسها عملاء سابقون في مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس: إن "روسيا ستخرجنا من السبات الذي نغرق فيه منذ أكثر من عام عندما اعتبرنا أن تنظيم داعش هو أكبر التهديد بينما لا أحد يشاطرنا هذا الموقف". وتابع سكينر: "إنها حرب أهلية بمعسكرين مع الأسد أو ضده، وهذا لا يفسح مجالا كبيرا للتركيز على تنظيم داعش". وأوضح جوشوا لانديس مدير مركز الدراسات حول الشرق الأوسط في جامعة اوكلاهوما، إن تردد إدارة باراك اوباما في الالتزام عسكريا بشكل أكبر مرده عدم توافر حليف يمكن الوثوق به في سوريا لتدعمه عسكريا. وأوضح لانديس، إن "المشكلة هي أن الولاياتالمتحدة غير قادرة على إيجاد شريك" في سوريا، فالمجموعات المسلحة السورية التي تحارب النظام يمكن أن تنتقل في أية لحظة إلى "التعاون" مع تنظيم القاعدة. إلا أن الإدارة الأميركية لم تبق بعيدة تماما عن النزاع في سوريا ومحاربة نظام بشار الأسد. فمنذ العام 2013، قامت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" بتدريب وتسليح مقاتلين يحاربون النظام فيما قال سكينر: إنه "أكثر البرامج السرية علانية" لدى الوكالة. وزودت الاستخبارات الأميركية وحلفاؤها في المنطقة من بينهم السعودية، المقاتلين المسلحين بصواريخ "تي او دبليو" المضادة للدبابات التي يتم توجيهها عند بعد والقادرة على تدمير الدبابات السورية. وتناقلت المجموعات المسلحة مؤخرا صور هذه الصواريخ على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير مما ينذر باندلاع "حرب جديدة بالوكالة" بين موسكووواشنطن بعد ثلاثة عقود على انتهاء الحرب الباردة.