شنت روسيا أمس الخميس ضربات جديدة في سوريا، مؤكدة انها تسعى الى ضرب تنظيم داعش» الارهابي. فيما يبحث العسكريون الروس والامريكيون في سبل تفادي اي حادث في المجال الجوي السوري. بينما قالت مصادر لبنانية أمس الخميس إن مئات من القوات الإيرانية البرية وصلت إلى سوريا منذ حوالى 10 أيام للمشاركة في عملية برية في الشمال السوري وإن حزب الله اللبناني يستعد للمشاركة في هذه العملية. وأضافت المصادر إن العملية البرية التي سيقوم بها النظام السوري وحلفاؤه ستواكبها غارات يشنها الطيران الروسي، وقال أحد المصادر «العمليات الجوية الروسية في المستقبل القريب سوف تترافق مع تقدم للنظام السوري وحلفائه برًا في القريب العاجل». وبشأن العراق قالت موسكو إنها لا تخطط لشن ضربات جوية في العراق في حين ذكرت بغداد انها مستعدة لدرس اقتراح بهذا المعنى. واخذ النزاع السوري منحى جديدا مع تدخل روسيا التي شنت اولى غاراتها الاربعاء ضد تنظيم داعش الارهابي. وبات المجال الجوي السوري مكتظا، بين المهام الجوية لدول التحالف بقيادة امريكية وغارات الطيران السوري ومؤخرا سلاح الجو الروسي الذي نشر 50 طائرة ومروحية. وفي بياناتها اكدت وزارة الدفاع الروسية انها استهدفت لليوم الثاني على التوالي تنظيم الدولة الاسلامية. وجاء في البيان «دمر الجيش مقرا عاما لتنظيم الدولة الاسلامية ومستودع ذخيرة في ادلب (شمال غرب)» ومركزا لصناعة سيارة مفخخة في شمال منطقة حمص (وسط) ومعسكرا في حماه (وسط). ومساء شنت غارات جديدة على التنظيم المتطرف في حماه وادلب. واكدت واشنطن ومجموعات متمردة ومنظمة سورية غير حكومية ان الغارات الروسية تركز على مجموعات متمردة تهدد نظام الاسد وليس تنظيم داعش. واستهدفت الغارات الروسية الخميس مقرات لجيش الفتح في جسر الشغور وجبل الزاوية في ريف ادلب كما استهدفت اهدافا للجماعات المسلحة بينها مقرات ومخازن اسلحة في قرية الحواش عند سفح جبل الزاوية بريف حماة (وسط) الغربي»، بحسب مصدر امني سوري. ويضم «جيش الفتح» جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، ومجموعات سلفية على غرار «احرار الشام». وتخوض هذه المجموعة مواجهات مع قوات النظام السوري وتنظيم الدولة الاسلامية. لكن السناتور الامريكي جون ماكين، اكد ان الغارات الروسية الاربعاء في سوريا استهدفت معارضين دربتهم ومولتهم وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية خصوصا. واعلنت مجموعة معارضة مدعومة من الولاياتالمتحدة هي «صقور الجبل» لفرانس برس انها تعرضت لصواريخ الطيران الروسي في محافظة ادلب. واشارت مصادر امنية وخبراء الى ان الروس لم يستهدفوا اي موقع لتنظيم الدولة الاسلامية، لان هؤلاء المتطرفين لا وجود لهم في ادلب، ونشاطهم لا يذكر في حماة. اما في حمص فهم في منطقة تدمر الصحراوية. ويشتبه الغربيون في سعي موسكو قبل اي شيء الى تخفيف ضغط المعارضة عن المناطق الخاضعة للنظام في غرب البلاد ووسطها تحت غطاء محاربة «الارهاب». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس إن روسيا تضرب اهدافا في سوريا لتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات المتطرفة «تماما كما يفعل» التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. واضاف في مؤتمر صحافي «نحن متفقون مع التحالف في هذه النقطة لدينا المقاربة نفسها» بشأن الضربات. لكن الفارق في تصنيف «الارهابيين» بين روسيا والغرب لا يزال قائما ومن المتوقع ان يستمر. فالاوروبيون والعرب والامريكيون يميزون بين تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، والمعارضة السورية المعتدلة التي يدعمونها، فيما تعتبر موسكو ان كل مسلح معارض لنظام الرئيس السوري «ارهابي». وتفاديا لوقوع اي حادث بين المقاتلات الامريكية والروسية اتفق الامريكيون والروس على عقد مباحثات عسكرية للتنسيق بين انشطتهم. من جهته، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس انه لا يمكن ارغام سوريا على الاختيار بين الرئيس بشار الاسد و»المجموعات الارهابية» كتنظيم الدولة الاسلامية. واردوغان الذي طالما رفض فكرة التعاون مع الاسد لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، كان يتحدث امام البرلمان التركي غداة الغارات الجوية الروسية في سوريا دعما لنظام الاسد. وقال إنه «لا يمكن ارغام الشعب السوري على الاختيار بين نظام يرتكب مجازر بحقه ومنظمات ارهابية».