بحث قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – يوم أمس الأول، مع ضيفه دولة رئيس الوزراء بجمهورية فرنسا ايمانويل فالس، مستجدات الأوضاع في المنطقة لاسيما ما يتعلق بالوضع الساخن في سوريا، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولفرنسا ثقلها السياسي الذي يمكن توظيفه لحلحلة العديد من الأزمات العربية والإسلامية والدولية والمشاركة في إيجاد حلول عقلانية لها. وفرنسا مدعوة ضمن الدول المؤثرة الكبرى في العالم للمشاركة في معالجة العديد من الأزمات، ولا شك أن تبادل وجهات النظر بين المملكة وبين فرنسا حيال مجمل القضايا العربية والإسلامية والدولية له دوره الفاعل في إيجاد الصيغ المناسبة والمأمولة لمعالجة معظم القضايا الساخنة في المنطقة، وقد كان لفرنسا دائما دورها الريادي في إبداء رأيها وتصوراتها حيال تلك القضايا والمشاركة في حلها . ولاشك أيضا أن دور المجموعة الأوروبية، وفرنسا عضو فاعل فيها، له أهميته القصوى في معالجة الأوضاع المتأزمة في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما ما يتعلق بالوضع السوري والوضع المتفجر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد ساهمت فرنسا في إبداء آرائها ومرئياتها حول معالجة الكثير من القضايا الشائكة في العالم، ولها دور فاعل في المساهمة مع دول المجموعة في إيجاد المخارج المناسبة لقضايا العالم الساخنة. إن المملكة وفرنسا بثقلين سياسيين مهمين، يمكن توظيفهما لحلحلة قضايا المنطقة، فتبادل الرأي بينهما فيما يتعلق بتلك القضايا أمر حيوي في الوقت الذي تنادي فيه معظم دول العالم في الشرق والغرب بتسوية المسائل العالقة وإنهاء الحروب الدائرة في أكثر من بقعة من بقاع الأرض، لتنعم المجتمعات البشرية بالاستقرار والأمن والحرية، وتمنح الفرص المواتية لبناء شعوبها. والوضع المتأزم في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة يتطلب تضافر كل الجهود لوضع النهاية المناسبة للأزمتين، ولغيرهما من الأزمات الطاحنة في العالم، وتبادل الرأي والمشورة بين المملكة وفرنسا، وبين المملكة وسائر الدول الكبرى، له أهميته القصوى في الوصول إلى حلول ناجعة سواء فيما يتعلق بالأزمتين القائمتين أو غيرهما من الأزمات العالقة التي لابد من إيجاد تسويات معقولة لها. ومن الواضح، أن العلاقات القوية القائمة بين الرياض وباريس في شتى المجالات تمنح البلدين الصديقين فرصة للمشاركة في معالجة قضايا المنطقة المتأججة، كما أن فرنسا لها دور حيوي داخل مجموعة الدول الأوروبية، ويمكنها أن تطرح مرئياتها حيال معالجة قضايا المنطقة، فالتعويل على الدور الفرنسي له أهميته في بحث قضايا العالم، ومنها قضايا الشرق الأوسط التي يهم فرنسا الوصول إلى حلول عاجلة لتسويتها. تلك العلاقات يمكن استثمارها بشكل جيد لمعالجة قضايا المنطقة، ويبدو واضحا أن وجهات النظر حيال معظم القضايا الساخنة في المنطقة متجانسة ومتقاربة بين الرياض وباريس، وهذا التجانس والتقارب يعطي فرصة سانحة للمشاركة في طرح المرئيات الصائبة لحلحلة قضايا المنطقة، ويعطي فرصة سانحة كذلك لطرح وجهات المملكة أمام فرنسا حيال تلك القضايا، وأهمية الوصول بها إلى بر الأمان. وزيارة دولة رئيس الوزراء الفرنسي للمملكة لها أهمية خاصة في الظروف الحرجة التي تمر بها قضايا المنطقة، وبحث ملفاتها الشائكة وأهمها الملفان السوري والفلسطيني وبقية الملفات العالقة .