قبل سنوات قليلة، كادت مأساة عائلية تدمر مسيرة المهاجم الأسباني الشاب باكو ألكاسير ولكن اللاعب تغلب على محنته سريعا وفرض نفسه كأحد أبرز المهاجمين في أسبانيا في غضون أربع سنوات فقط. والآن، يبدو أن مسيرة ألكاسير الكروية نالت دفعة هائلة إلى الأمام وأن اللاعب سيشق طريقه من الساحة المحلية إلى أضواء العالمية بعدما أصبح مرشحا لقيادة هجوم الماتادور الأسباني بشكل أساسي في الفترة المقبلة. وجاءت إصابة المهاجمين ديفيد سيلفا وألفارو موراتا في وقت مبكر من مباراة الأمس لتفتح الطريق أمام مشاركة فعالة للمهاجم الشاب ألكاسير (22 عاما) حيث حل مكان موراتا بعد نصف ساعة فقط من بداية المباراة وسجل هدفين رائعين ليرفع رصيده إلى ستة أهداف في تسع مباريات دولية مع الماتادور الأسباني. وأصبح ألكاسير مرشحا بارزا لقيادة هجوم الفريق في مباراته يوم غد الاثنين أمام المنتخب الأوكراني في ختام مسيرة الفريقين بالتصفيات ليس فقط لإصابة سيلفا وموراتا بل أيضا لعدم اقتناع فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني بمستوى المهاجمين المخضرمين فيرناندو توريس وألفارو نيجريدو وروبرتو سولدادو. وأصبح الباب مفتوحا على مصراعيه أمام مشاركة ألكاسير في انتظار مزيد من التألق والسطوع لهذا المهاجم الشاب. وكانت مباراة لوكسمبورج خطوة جديدة على طريق هروب ألكاسير من المحنة التي تعرض لها قبل أربع سنوات فقط والتي كادت تهدد مسيرته الكروية. وبدأ ألكاسير مسيرته ومشاركاته مع فريق فالنسيا من خلال مباراة في كأس ملك أسبانيا عام 2010 وكان لا يزال في السابعة عشر من عمره، وبدا كل شيء جاهزا لتقديم مسيرة سعيدة ومثمرة. ولكن مأساة عائلية كانت تنتظر اللاعب في العام التالي وبالتحديد في 11 أغسطس 2011 عندما سجل ألكاسير الهدف الثالث لفالنسيا في شباك روما الإيطالي ليفوز 3/صفر وديا ثم غادر استاد «ميستايا» الشهير برفقة والديه الفخورين به ولكن والده سقط متأثرا بأزمة قلبية حادة ووافته المنية عن عمر يناهز 44 عاما. وقال ألكاسير، متذكرا هذه اللحظة، «كانت أصعب وأسوأ لحظة في حياتي بالطبع، ما زلت أرفض الحديث عن هذه الليلة المرعبة». ورغم حزنه الشديد وانهيار معنوياته، لم يجد ألكاسير سوى كرة القدم ليدفن فيها أحزانه حيث استأنف التدريبات بعد هذه الواقعة بأسبوع واحد، وقال ألكاسير أمس إن هذا كان ضروريا «لأغراض علاجية». وأعار فالنسيا مهاجمه الشاب إلى خيتافي ثم عاد لصفوف فالنسيا في 2013 ليفرض نفسه سريعا على التشكيلة الأساسية للفريق. وشارك ألكاسير للمرة الأولى مع المنتخب الأسباني في 2014 وسطع سريعا بفضل الثقة بالنفس والجرأة التي تفوق سنه.