يتعين على إسبانيا بعد تأهلها إلى بطولة أوروبا لكرة القدم العام المقبل بذل الكثير من الجهد لاستعادة أمجاد عصرها الذهبي قبل الفشل في كأس العالم 2014 في البرازيل. وفازت إسبانيا (4 - 0) بسهولة على لوكسمبورغ أمس الجمعة، لتحجز مكانها في البطولة التي تستضيفها فرنسا العام المقبل بعد الفوز في ثماني مباريات من أصل تسعة في التصفيات بالمجموعة الثالثة. وتأخرت الأهداف أمام لوكسمبورغ مجدداً حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، لكنها جاءت بطريقة مختلفة عن الأسلوب المعهود بتبادل التمريرات القصيرة السريعة التي تربك المنافسين. وكانت إسبانيا تعثرت أمام المنتخبات الكبرى في مباريات ودية، إذ خسرت أمام فرنسا وألمانيا وهولندا العام الماضي، وبذلت جهداً أكبر في الفوز على فرق أقل منها، ولم تكن الإنتصارات سهلة. وقال مدرب إسبانيا فيسنتي ديل بوسكي للصحافيين «حصدنا الكثير من النقاط للتأهل، لكن المهمة لم تكن سهلة. مررنا بلحظات عصيبة». وفاز الماتادور الإسباني في بطولة أوروبا في العامين 2008 و2012، وبينهما توج بكأس العالم في العام 2010، لكن تعين على ديل بوسكي إعادة بناء الفريق بعد المشاركة المتواضعة في البرازيل. وعجز المنتخب عن اجتياز دور المجموعات، وهو ما تسبب في تنحي وجوه قديمة مثل تشابي وتشابي الونسو لإفساح المجال أمام دماء جديدة. وعلى رغم وفرة البدائل في خط الوسط، يعاني لاروخا من ندرة الخيارات في الهجوم، ولم تجد حتى الآن بديلاً لديفيد فيا وفرناندو توريس في أوج تألقهما التهديفي. ودفع بوسكي بفرناندو يورينتي والفارو نيغريدو وروبرتو سولدادو في الهجوم، ودييغو كوستا الذي لم يتمتع بكثير من النجاح. ويبرز من بين المرشحين لقيادة الهجوم حالياً الفارو موراتا وباكو الكاسير. ويمر موراتا بفترة رائعة مع نادي «السيدة العجوز» (يوفنتوس) الإيطالي، وهو ما جعله يبدأ مباراة لوكسمبورغ على حساب الكاسير، وكان مفعماً بالنشاط أمام الدفاع الضعيف، لكنه ترك أرض الملعب بعد نصف ساعة للإصابة. وفتحت الإصابة المجال أمام مشاركة الكاسير، الذي لم يكن يلعب بانتظام مع فالنسيا هذا الموسم، لكنه استغل الفرصة ليسجل هدفين. وفي الدفاع، تعاني إسبانيا من أجل إيجاد بدلاء لسيرجيو راموس وجيرار بيكي في قلب الدفاع، وتقتصر الخيارات على انيغو مارتينيز من ريال سوسيداد، إضافة لمارك بارترا من برشلونة وناتشو فرنانديز من ريال مدريد اللذين لا يتمتعان بخبرة كبيرة.