ليتك سمعته يا سعد يوم ناداك وليتك ذكرت أنه في بيتك وصيه وليتك رحمت اللي على العز رباك جرحت قلبه يوم عيد الضحية «تكفى سعد» جريمة آثمة سافلة لم يعرف مجتمعنا جريمة مثلها، ولقد رأينا المقطع وظننا أنها مزحة ثقيلة كما هي بقية المقاطع المتداولة، وما توقعنا أن يغدر الابن بابن عمه، وفي وضع ينم على خسة وغدر بعد أن كبله بالقيود والسلال أو الحبال، جريمة روّعت قلوبنا وآلمتنا وأغضبتنا؛ لأنها لم تكن جريمة قتل عادية ولم نعرف مثلها في البشاعة، إن هذا لم يكن من شيم العروبة، ولا حتى أخلاق العرب، حتى قبل الإسلام، جريمة لم تقدر فيها القرابة ولا معنى الرجولة والشجاعة. هذا عضديك يا أسود الوجه ينخاك ضاعت عزومك يا الردي والحمّية أبو بكر يضحك على مثل شرواك باعك بشربة ماء والنفس حية نعم يصبح المرء حائرا مشتت العقل شريد الذهن، لا يدري ماذا يقول من هول المصيبة.. ونسأل كيف استرخصت واستبيحت الدماء المعصومة، كيف نتصور أن المجرم يقدم على مقتل أقاربه، ويوثقها بالصوت والصور بكل فخر وعلو! وما هو فخر وعلو، بل تلبيس إبليس والعزة بالإثم، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، وللأسف تبعث في النفس الحسرة والألم والحزن على شباب غرر بهم ولبسوا لباس إبليس وغسلت عقولهم وحركت أجسادهم كما تحرك الأجهزة من تحكم آلي بعيد، وبدوا ينفذون أوامر خبيثة لا يراعون حرمة الدم ولا الأيام المباركة، بعد اعتناق فكر ضال هدام كافر، ومبايعة لرمز الظلال لرمز يقود لأبشع الخسة والدناءة والغدر يعيث في الأرض فسادا ويهلك الحرث والنسل، وقد فضح الله سترهم وكشف خزيهم فهم يتناقلون الخزي والعار في تاريخ يلعنهم بصورهم ومقاطعهم بلا زيادة ولا نقصان.. أين انتم يا داعشيون من تلك الآيات والأحاديث التي تحملون أسفارها مثل الحمير، أيها الخارجون الضالون المظللون وما تلك الوعود والشبهات التي تبثونها يا خفافييش الظلام، وكيف استلمت مفاتيح الجنة وغررتم بعقول الجاهلين الغافلين! ما هذا الخرف والضياع! وما هذا التيه والانقياد من شبابنا لتلك الفئات المجرمة القاتلة من قتل في أطهر الأماكن (المساجد) إلى أن ترتكب جرائم القتل في الأهل والأقارب في أيام العيد المباركة. إننا لا بد أن نحزم الأمر، ولا بد من وقفة ضد خبثاء الدواعش والخوارج ومن هم على شاكلتهم، وأن نعد العدة لحربهم ومواجهة فكرهم وأساليبهم التي تمرق كما يمرق السهم من الرمية، إذن كيف استطاع الملثم الجبان وخفافيش الظلام من وراء الهضاب والصحاري والوديان البعيد أن يسيطر على عقول فتية شباب، وهم تحت أنظارنا وأسماعنا ليل نهار، إن هذا الفكر الخبيث وراءه طاقم يعمل ليل نهار.. آلا هل من علو همة يا أصحاب الرأي آلا من صرخة مدوية يصدح بها كل من على المنبر؛ ليستيقظ كل أب وأم وكل مسئول عن رعيته، آلا من وقفة من أصحاب التعليم وكل مرب قبل أن يكون مدرسا وكل ذي علم ورأي أن نقف كلنا صفا واحدا ونعمل كما علمنا الله ورسوله، ونقبل على الشباب ولنبين فضل الإسلام وسماحته بالجد والعمل نصلح لهم دينهم ونبين أن الدين الإسلامي دين عقل ومنطق، وأن نعمل عمل رجل واحد وجماعة ونجلس مع أبنائنا وشبابنا، وأن نجمع بينهم في السعي إلى رضا الله، ونؤلف قلوبهم على محبة الله والتنافس على الطاعات وترك الشبهات، وأن تكون دعوتنا بالأفعال قبل الأقوال، ونملأ قلوبهم بمحبة وفهم الإسلام الصحيح خاليا من آراء المتكلمين الجاهلين وخلافات المبتدعين المضللين ليتعلم الشاب ما يصحح به عقيدته ويسلم دينه ويكون داعيا للإسلام داعيا له مبشرا ومعلما وحامل لواء الدعوة، ليس حامل لواء قتل وكفر!. رحم الله من قتل غدرا وألهم أهله الصبر والسلوان، وحفظ الله أمننا وبلدنا وأصلح شبابنا وأبعدهم عن كل سوء ومكر. **الأبيات من شعر أم فهد زوجة الشهيد بإذن الله مدوس العنزي