تواصلت معاناة المواطنين المتضررين من انقطاع المياه في أحياء غرب الدمام لليوم الرابع على التوالي، وقالوا ل"ليوم" إن اتصالاتهم لم تهدأ صباحاً ومساءً مع مديرية المياه بالشرقية عبر الهاتف المخصص لشكاوى المواطنين وبعضهم لا يجد الرد المقنع عن أسباب الانقطاع، اضافة لتسويف مستقبلي الاتصالات لموعد عودة المياه لحالتها الطبيعة. ومن جانبه أوضح المتحدث الإعلامي لمديرية المياه بالشرقية عبدالله الدوسري ل" اليوم" أن المديرية خاطبت المدراس المتضررة من الانقطاع المؤسف لأخذ احتياطها اللازم في تعبئة الخزانات الاحتياطية من مياه الآبار المتوفرة حالياً، وقال إن شاحنات المديرية المجانية متوقفة عن العمل في فترة انقطاع مياه التحلية؛ لأنها لا تتحرك لتعبئة منازل المواطنين المستفيدين إلا بالمياه المحلاة فقط. وقال: إن المصلحة قامت بتشغيل جميع مياه الآبار بكامل طاقتها لتعويض النقص الطارئ. وأكد أن المديرية تقوم بالتنويه مسبقاً عن أي انخفاض مبرمج يخص أعمالها، بينما يكون الانخفاض العائد لمصدر انتاج المياه المحلاّة خارجا عن ارادتها كجهة توزيع لا جهة انتاج. وأوضح عدد من سكان حي بدر في الدمام أن الأسبوع العصيب الذي يمرون به خلال أزمة المياه التي أصحبت حديث الناس في الأحياء المتضررة بغرب الدمام دفع البعض الى عمل مناوبات مسائية لمتابعة الاتصال المستمر على المستثمر في مجال المياه المحلاة ويواجهون استغلالا متعمدا في رفع الأسعار خصوصاً بالأحياء الداخلية البعيدة عن الرقابة، داعين المسؤولين في الجهات المختصة الى التدخل في ظل استمرار الأزمة الحالية وضبط الأسعار وعدم تكرارها مرة أخرى. وتزايدت مطالبات المتضررين بعد استمرار الأزمة الى مديرية مياه الشرقية بتوفير السيارات المخصصة لتعبئة المياه المحلاة المجانية بأعداد كبيرة؛ لتغطية المنازل المتضررة التي تفتقد بعضها إلى خزانات أرضية احتياطية، لمواجهة الأزمات التي تكررت في السابق ومخاوف وقوعها مستقبلا، وعبروا عن استيائهم من غياب شاحنات المصلحة وتوقفها بسبب عطل أنابيب مياه التحلية، فيما يسعى مواطنون هذه الأيام إلى شراء الخزانات الأرضية بعد إحباطهم من الانقطاع، بينما اعتبر بعض المواطنين من وقف إمدادات المياه المحلاة في الأشهر الماضية وقاموا بتأمين منازلهم بعد الذهاب المتكرر لمديرية المياه ومقابلة المسؤولين هناك وشعورهم بأن المياه قد تعاود الانقطاع مستقبلاً. وقال أبو خالد الغامدي إن أزمة المياه لن تحل خلال الشهور المقبلة في كثير من أحياء الدمام؛ وذلك لخبرته السابقة في أسباب الأعطال الفنية بأنابيب المياه من جهات الإنتاج، مشيرا الى اجتماعه مع أهالي حي "بدر" لطرح الحلول العاجلة لتلافي الأزمة التي يتضررون منها كل فترة، وأشار إلى أن التعويض بمياه شاحنات المديرية قد يخفف الأزمة التي يمر بها كل مواطن متضرر. ويرى أبو ناصر العتيبي أن التنبيه المتأخر من الجهات المختصة بوقف المياه يعطل مصالح الناس ويجعلهم يفكرون بالخروج من منازلهم للشقق المفروشة أو لدى الأقارب في الأحياء التي لم تتضرر، وأعرب عن معاناته من رفض أطفاله الذهاب إلى المدرسة إثر انقطاع المياه، وأضاف: يشغلني التفكير في عملي من كثرة شكاوى المنزل في فترة الأزمة التي عمت الكثير من المنازل المجاورة وبعض الأحياء القريبة منهم. وأوضح محمد بن صالح أنه تلقى رسالة من مدرسة ابنه الابتدائية تطالبه بالحضور لاستلامه قبل صلاة الظهر وعدم احضاره لحين انتهاء أزمة المياه، معبراً عن أسفة لهذه المشكلة التي عجزت عن الحل سنوات ماضية، وقال إن المواطنين في آخر الشهر لا يملكون إلا القليل من المال لسد احتياجات الأسرة الضرورية، مستغرباً غياب وايتات مديريات المياه المجانية في الأحياء المتضررة، وطالب أحمد شنان بمراقبة شاحنات تعبئة المياه والابلاغ عن التي تتعمد استغلال حاجة المتضررين في الخداع بنوعيه الماء، حيث يوهمون المواطن بأنها "محلاة" رغم انها مالحة، وأضاف إن بعض المواطنين لا يسأل عامل التعبئة عن نوعية المياه والجهة التي تأتي منها. "اليوم" رصدت مدارس متضررة في الدمام من الانقطاع، قامت بصرف طلابها في ساعات مبكرة من اليوم الدراسي وتنبيه الأهالي بأن الأزمة قد تستمر حتى عودة المياه إليها. وفي رأس تنورة لا تزال الاحياء تشهد انقطاعات في المياه من المصدر الرئيسي بشركة مرافق بالجبيل، فيما كشفت مصادر مطلعة ل"اليوم" عن إنهاء العطل المتسبب في انقطاع المياه الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الاربعاء، وإصلاح الكسر وعودة المياه بتدفقها المعتاد. وقال مدير فرع المياه بمحافظة رأس تنورة متعب الحسيني إنه تم تشغيل 7 خزانات مياه بسعة 17 ألف متر مكعب وبئرين، إضافة إلى خط مغذٍ من شبكة ارامكو السعودية الى الشبكة من الساعة الخامسة فجراً وحتى الثالثة عصراً في أوقات الذروة، وستتوفر المياه في المنازل خلال تلك الفترة، بينما يحدث انقطاع بسيط للمنازل التي لا توجد بها خزانات، وفي الفترة المسائية سيتم ضخ المياه في أوقات متفاوتة حسب توفر وتجمع المياه. وذكر الحسيني أن فرع المياه يقوم بتأمين مياه طارئة عن طريق مكتب البلاغات والطوارئ على الرقم المجاني "939" على مدار 24 ساعة، وتأمين صهاريج مياه لأي عدد مطلوب من المواطنين، مطالباً بعدم هدر المياه واستهلاكها لحين إصلاح العطل. وطالب المواطن نواف الجفال بربط الخزانات المغذية برأس تنورة وتوفير محابس في حال وقوع خلل أو عطل من خارج المحافظة لحين اصلاحه دون حدوث انقطاع بالمياه، داعيا الى تشغيل الآبار وصيانتها والاستفادة منها في الري وعدم الاعتماد على الشركة الأساسية في التغذية. وقال فرحان عامش عمدة رأس تنورة إنه على مدى عامين وقعت 7 انقطاعات في المنطقة الشرقية من قبل شركة "مرافق"، وفي كل مرة نحمل فرع المياه السبب، مطالباً بحلول لهذه الانقطاعات المستمرة وتجديد شبكة المياه بشكل كامل.