خفضت السعودية أسعار الخام لشهر نوفمبر إلى آسيا والولاياتالمتحدة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى المحافظة على أسعارها تنافسية مع الموردين الآخرين وسط تراجع الطلب. وقالت أرامكو السعودية في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني إنها خفضت سعر البيع الرسمي للخام المتوسط إلى آسيا في الشهر القادم، بخصم مقداره 3.20 دولار للبرميل دون السعر المرجعي الإقليمي، مقارنة مع خصم مقداره 1.30 دولار للبرميل في مبيعات أكتوبر. وقد توسع الخصم على الخام المتوسط إلى آسيا، التي هي السوق الرئيسية للخام السعودي، بأكبر قدر له منذ أن خفضت الشركة أسعارها بمقدار دولارين للبرميل في فبراير من عام 2012، وفقا لبيانات من تجميع بلومبيرج. يشار إلى أن خام برنت، الذي يعتبر الخام المرجعي العالمي، تراجع بنسبة 50% تقريبا في السنة الماضية حين قررت أوبك حماية حصتها السوقية من الناتج المتناقص بهدف تعزيز الأسعار. وتراجع خام برنت من أكثر من 100 دولار للبرميل في يوليو 2014 إلى أقل من النصف بعد 6 أشهر، وكان متوسط سعر التداولات في سبتمبر هو 50 دولارا للبرميل. قال روبن ميلز، وهو محلل لدى شركة المنار لاستشارات الطاقة في دبي: «احتاجت السعودية إلى إبقاء الخام السعودي تنافسيا في مقابل الأنواع الأخرى. كان الطلب ضعيفا إلى حد ما، وهو ما أدى إلى هذه التخفيضات». وفي كلمة ألقيت في اسطنبول، قال علي النعيمي، وزير النفط السعودي، إن المملكة سوف تستمر في الاستثمار في إنتاج النفط حتى وسط الأسعار الضعيفة. وقال إن أسعار النفط المتقلبة تؤثر على الاستثمارات، ما يؤدي إلى وضع ليس جيدا بالنسبة للمنتجين أو المستهلكين. ووفقا لبيان أرامكو السعودية، زادت الشركة الخصم على الخام العربي الخفيف إلى آسيا بمقدار 1.70 دولار إلى 1.60 دولار للبرميل دون السعر المرجعي. وهذا الخصم كان أدنى من التقدير المتوسط البالغ 1.90 دولار للبرميل الذي توقعته 7 شركات للتداول ومعامل التكرير في آسيا استطلعت بلومبيرج آراءها في الأسبوع الماضي. يشار إلى أن هذا التخفيض هو الأقوى منذ يناير. كذلك خفضت الشركة أسعار نوفمبر لأنواع الخام الخفيف والمتوسط والثقيل إلى الولاياتالمتحدة بمقدار 30 سنتا للبرميل لكل نوع من الخام. وسوف يباع الخام المتوسط بخصم مقداره 85 سنتا للبرميل دون السعر المرجعي الإقليمي، وهو أوسع تخفيض منذ آذار. من جانب آخر رفعت الشركة مستويات الأسعار للأنواع الثلاثة من الخام للمشترين في شمال غرب أوروبا. وقلصت أسعار الخام الخفيف والمتوسط والثقيل الذي يباع في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقررت أوبك في ديسمبر ومرة أخرى في يونيو الإبقاء على هدف الإنتاج لديها بمعدل 30 مليون برميل يوميا. وقد تجاوزت أوبك هذا الهدف الرسمي في كل شهر منذ مايو 2014. وفي يونيو عززت السعودية الإنتاج ليصل إلى رقم قياسي مقداره 10.48 مليون برميل يوميا، وفقا للوكالة الدولية للطاقة. وقد ضخت المملكة 10.3 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي، في الوقت الذي خرجت فيه من الذروة الصيفية للطلب المحلي، بحسب بيانات من تجميع بلومبيرج. يشار إلى أن هناك منافسة متزايدة بين المنتجين من الشرق الأوسط وبين الشحنات القادمة من أمريكا اللاتينية وشمال إفريقيا وروسيا والمتوجهة إلى آسيا. ومن المعروف أن المنتجين في الخليج العربي يبيعون معظم الكميات بموجب عقود طويلة الأجل مع معامل التكرير. وتحدد معظم شركات النفط الخليجية أسعار الخام لديها بإضافة علاوة أو خصم على الأسعار المرجعية. وبالنسبة إلى آسيا، يعتبر الخام المرجعي هو متوسط خام عُمان ودبي.