أُسدل في ساعة متأخرة من مساء الأحد الستار على أنغام "الليوة"، وأهازيج وأنغام الأطفال بأنشودة الدوخلة التراثية الشهيرة «دوخلتي حجي بي، ليمن يجي حبيبي، حبيبي راح مكة، ومكة المعمورة، فيها السلاسل والذهب والنورة»، في أحد أهم المهرجانات في المنطقة الشرقية وهو «مهرجان الدوخلة الوطني الحادي عشر»، الذي رعاه صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وافتتحه محافظ القطيف خالد الصفيان، برعاية إعلامية من "اليوم" بعد 7 أيام من الفعاليات والأنشطة المتنوعة المتواصلة، وسط حضور جماهيري زاد على 39 ألف زائر، مسجلا أرقامًا قياسية في عدد الحضور والزوار من أهالي المحافظة ومن خارجها ومن دول الخليج العربي ومن دول عربية أخرى. ورصدت لجنة الإحصاء والرصد دخول 13 ألف زائر في اليوم الاول، و15 ألف زائر في اليوم الثاني و14 ألف زائر في اليوم الثالث، و9500 زائر في اليوم الرابع، ليرتفع إلى 22 الف زائر في اليوم الخامس، وفي اليوم السادس 11500 الف وفي اليوم السابع 8 آلاف زائر للمهرجان الذي اختتم الاحد. وشهد المهرجان في لحظاته الأخيرة ازدحاما بالأطفال والرجال والنساء الذين استمتعوا بفعالياته، وجسّد المهرجان مزيجاً بين الماضي والحاضر، وأتاح التنوّع والتجاور بين الأجنحة، وتقاربا في أوقات الفعاليات، وفرصاً عائلية للترفيه. وجمع المهرجان بين مضامين اجتماعية وتراثية وثقافية تناسب الجنسين دون تفضيل أو تمييز، وفي موقع مميز بيئياً وسط أجواء دافئة. وتوافد الزوار لمتابعة المهرجان التراثي الوطني، مشيدين بالقرية التراثية والمعارض التجارية ومعرض الأسر المنتجة والخيمة الثقافية وخيمة الفنون، وشهد المهرجان العديد من البرامج النوعية الفريدة التي تضمنت أنشطة ترفيهية ومسرحية وثقافية وتراثية ومسابقات وعروضًا فلكلورية. ورصدت عدسات الشباب والفتيات صور الأطفال أثناء احتفالاتهم بالعيد في المهرجان، وكذلك المعروضات بالقرية التراثية، وتسابق الجميع في التقاط الصور لتوثيق المعروضات في القرية التراثية. وجذب معرض الأسر المنتجة الكثير من الزوار وتم خلاله عرض منتجات الأسر، مثل فن الكورشيه، الطباعة على الأقمشة، العطور، الديكورات الأوروبية وغيرها من البضائع منزلية الصنع. واستمتع الزوار أمس بمشاهدة الفعاليات المختلفة والمعارض المتنوعة التي انتشرت في أنحاء المهرجان، إضافة إلى المعارض الخاصة بالأطفال، وشارك الحضور في البرامج الترفيهية والمسابقات التي وزّعت خلالها الجوائز على المشاركين. وأكد محافظ القطيف خالد الصفيان ل «اليوم» أن المهرجان شهد نجاحا وتطورا عبر الاستفادة من تجارب السنوات الماضية، والتي نتج عنها زيادة الفعاليات في كل عام. وأشار إلى أن هذا الحضور الجماهيري الكبير يعد «دليل نجاح» للمهرجان والفعاليات الجاذبة التي استطاع أن ينظمها خلال هذه الفترة. وأعرب مدير عام التخطيط العمراني في أمانة المنطقة الشرقية سابقًا المهندس شاكر آل نوح عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على رعايته الكريمة للمهرجان، وتوجيهاته السديدة التي ذللت وسهلت جميع الصعاب، والجهات الحكومية المشاركة والمتطوعين والمتطوعات. مشيدا بفعاليات المهرجان وأركانه التعليمية والتربوية والعلمية والثقافية والفنية والصحية والترفيهية. وأشاد رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان حسن الطلاق برعاية أمير الشرقية، مضيفا: إنها ستعطي للمهرجان قيمة وثقلا كبيرين على المستويين الرسمي والاجتماعي. واعتبر رئيس بلدية محافظة القطيف، المهندس زياد مغربل، أن مشاركة البلدية في مهرجان الدوخلة العاشر تُعد مساهمة في جهود إدارة المهرجان في غرس القيم الوطنية والسياحية التي تحملها هذه المهرجانات. وقال: إن البلدية تشارك كل عام في المهرجان الوطني "مهرجان الدوخلة"، مشيدا بدور إدارة المهرجان في رسم ووضع لمسات رائعة في التنظيم والأداء والإشراف، مؤكدا أن تنامي عدد الزوار دليل على قوة المهرجان التراثي والتاريخي، وما له من معطيات للسياحة الوطنية. وأضاف مغربل: إن البلدية تُعتبر الداعم الاساسي، والشريك الرئيسي للمهرجان لدعمها الكبير له، وساهمت في هذه الفعالية، كما ستعمل البلدية أثناء المهرجان على تقديم أعمال النظافة.