وقف توم فان روين في حفرة ابتلع عمقها نصف جسده وفي يده معول صغير يحفر به في جنباتها. نفض الفلاح الجنوب افريقي الذي يزرع الذرة الغبار المكتسي بلون الأرض الأحمر عن يديهوقال "توجد رطوبة على عمق 25 سنتيمترا لكن ليس بعد ذلك. إذا بلغت الأمطار مستويات أقل من المتوقع فستكون كارثة." ومن المتوقع ضعف الأمطار في حزام الذرة بجنوب افريقيا بسبب ظاهرة النينيو المناخية التي من المتوقع أن تؤدي إلى مزيد من الجفاف في مناطق الجنوب الافريقي التي تعاني بالفعل من الجفاف مع احتمالات حدوث فيضانات في الشرق. وسيزيد هذا الأمر معاناة القارة الأفقر في العالم التي تعاني بالفعل جراء انهيار أسعار السلع الأولية بسبب تباطؤ النمو في الصين. وحذرت منظمة أوكسفام هذا الأسبوع من أن عشرة ملايين شخص معظمهم في افريقيا يواجهون خطر الجوع بسبب الجفاف وقلة هطول الأمطار على غير المعتاد بسبب ظاهرة النينيو. والنينيو عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة سطح الماء في شرق ووسط المحيط الأطلسي يتكرر كل عدة أعوام وحدث النينيو "الفائق" آخر مرة في عامي 1997 و1998. وأدى الجفاف إلى انخفاض محصول الذرة الأساسي في جنوب افريقيا أكبر منتج للذرة في المنطقة نحو الثلث في الموسم الماضي. ومن المرجح أن يستمر هذا الجفاف خلال فترة الصيف في نصف الكرة الجنوبي حيث تشتد ظاهرة النينيو. وتضرر محصول السكر في جنوب افريقيا من الجفاف إذ يتوقع اتحاد منتجي قصب السكر تراجع المحصول إلى 14.9 مليون طن في موسم 2015-2016 من 17.7 مليون طن العام الماضي بانخفاض 15 بالمائة. وتعاني منطقة ليمبوبو الجنوبية التي تنتج نحو ثلث المحصول من قيود تتعلق بالمياه بحسب مصادر من القطاع. وتضررت زيمبابوي هي الأخرى كثيرا من الجفاف الذي أدى إلى تراجع محصول الذرة إلى النصف ليبلغ 742 ألف طن هذا العام بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وفي غرب افريقيا أدى عدم هطول الأمطار على حزام الكاكاو إلى زيادة المخاوف من احتمال تعرض ثاني أكبر منتج في العالم لموسم حصاد ضعيف مرة أخرى. وفي أثيوبيا يحتاج 4.5 مليون شخص لمساعدات غذائية بسبب النينيو والتغيرات المناخية على المدى الطويل بحسب وكالات تابعة للأمم المتحدة. إلا أن الوضع في كينيا أكبر اقتصاد في شرق أفريقيا سيكون أكثر تعقيدا بحسب بيتر امبينجي مساعد مدير إدارة الأرصاد في البلاد. وتؤدي ظاهرة النينيو إلى هطول مزيد من الأمطار على شرق أفريقيا.