أقام المزارعون الأمريكيون العاملون في مجال إنتاج المحاصيل والبساتين دعاوى قضائية تقول: إن مستحضر (راونداب) الذي تنتجه شركة مونسانتو يسبب السرطان، وإن الشركة تعمدت تضليل الجمهور والجهات الرقابية بشأن مخاطر المبيد. تجيء هذه الدعاوى القضائية بعد ستة أشهر من إعلان الوكالة الدولية لأبحاث الأورام التابعة لمنظمة الصحة العالمية إنه بعد مراجعة البيانات العلمية فإنه تم تصنيف مادة جلايفوسات -أحد مكونات راونداب ومبيدات أخرى- على أنها مادة «يحتمل أن تكون مسببة للأورام لدى البشر». ورفع إحدى الدعاوى أمام المحكمة الجزئية الأمريكية في لوس أنجليس انريكو روبيو (58 عاما) -وهو عامل زراعي سابق في كاليفورنيا وتكساس واوريجون عمل سنوات طويلة في مزارع الخيار والبصل والخضروات الأخرى- بوصفه المدعي بالحق المدني. تقول الدعوى: إنه كان من بين واجبات روبيو رش الحقول بمبيد راونداب ومبيدات أخرى للآفات قبل إصابته بأورام في العظام عام 1995. ووردت شكاوى مماثلة في دعوى أخرى أقامتها جودي فيتزجيرالد (64 عاما) أمام المحكمة الاتحادية في نيويورك، وقالت: إنها تعرضت في تسعينات القرن الماضي لمبيد راونداب أثناء عملها في شركة للمنتجات البستانية وأصيبت فيتزجيرالد بسرطان الدم عام 2012. وقالت المدعية روبين جرينوولد، أمس الثلاثاء: إنها تتوقع ورود مزيد من القضايا لأن مبيد الحشائش راونداب أكثر مبيدات الحشائش انتشاراً في أرجاء العالم. وقالت تشارلا لورد المتحدثة باسم مونسانتو: إن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة وإن مادة جلايفوسات آمنة للبشر إذا استخدمت وفقاً للتعليمات. ويستخدم المزارعون مادة جلايفوسات بكميات كبيرة منذ تسعينات القرن الماضي، ويستخدم هذا المبيد على نطاق واسع في محاصيل، منها فول الصويا الذي تم تعديله وراثيا لمقاومة تأثير المبيد بحيث يقضي على الحشائش ولا يضر بالمحصول نفسه. وتعرقل الحشائش المقاومة للمبيدات إنتاج المحاصيل وتجعل الأنشطة الزراعية أكثر صعوبة وباهظة التكاليف. وأشارت دراسات عديدة إلى أن مادة جلايفوسات آمنة إلا أن البعض الآخر قال، إنها مرتبطة بمشاكل صحية للإنسان. ويقول منتقدون: إنهم يخشون من أن تكون هذه المادة منتشرة بشكل كبير في البيئة على نحو يجعل التعرض الطويل لها -حتى بكميات ضئيلة- ضاراً.