قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اتفاقا لوقف اطلاق النار في شمال غرب سوريا أبرم منذ أسبوع يبدو صامدا الأحد بعد انتهاكه لأول مرة أثناء الليل. وقال بيان بث على الانترنت ونسب إلى تحالف جيش الفتح إن مقاتلي المعارضة قصفوا بلدة الفوعة الشيعية ردا على هجمات النظام على مناطق قريبة وعلى مدينة حمص إلى الجنوب. ووفقا لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تدعمه إيران وتركيا وافق الجانبان على وقف الاعتداءات في بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين بمحافظة إدلب ومدينة الزبداني لمدة تصل إلى ستة شهور. وخلال هذه الفترة ينسحب مقاتلو المعارضة من مدينة الزبداني حيث تحاصرهم قوات موالية للحكومة. وفي المقابل سيجري إجلاء المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين تحت حصار مقاتلي المعارضة. وقال المرصد إن المقاتلين قصفوا الفوعة ليلا. وذكر أنه قبل ذلك بوقت قصير قصفت قوات النظام بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تفتناز القريبة. وقال المرصد إن وقف اطلاق النار يشمل أيضا تفتناز. وأضاف إنه خلال الهجوم على حمص السبت بصاروخ أطلق على حي سكني تسيطر عليه المعارضة قتل 17 شخصا. وذكر المرصد "قتل 17 شخصا بينهم 4 أطفال و4 نساء جراء قصف قوات النظام صاروخ من نوع أرض - أرض على منطقة في حي الوعر في مدينة حمص" مشيرا الى مقتل مقاتل من المعارضة على الاقل في القصف. وتمكنت قوات النظام في مايو من السيطرة على احياء حمص القديمة التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة، بعد حصار شديد فرضته عليها لمدة سنتين تقريبا وتسبب بوفاة العشرات جوعا، وحملات قصف متتالية دمرتها. ولم يبق الا حي الوعر الواقع على احد اطراف المدينة بين ايدي المقاتلين، وقد لجأ إليه عشرات آلاف الاشخاص من مناطق اخرى في المدينة هربا من اعمال العنف او من قوات النظام. ويقيم حاليا في الوعر حوالي 150 ألف شخص، وهو يتعرض باستمرار لقصف من قوات النظام، ويطالب سكانه بفتح "الطرق التجارية إليه" وبدخول مستمر للمساعدات. وفشلت محاولات عدة لارساء هدنة في الحي. وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص، باستثناء بعض معاقل المعارضة المسلحة المحاصرة كلها، وبينها الى جانب الوعر مدن تلييسة والرستن والحولة (شمال حمص). وأطلق لقب "عاصمة الثورة" على حمص التي كانت من اول المدن التي شهدت مظاهرات احتجاجية شعبية ضد النظام قبل ان يتحول الى نزاع مسلح، اسفر عن مقتل اكثر من 240 ألف شخص منذ مارس 2011 ودفع بنحو نصف السكان الى الفرار من منازلهم. براميل من جهة اخرى، ألقى طيران النظام عدة براميل متفجرة على مدينة داريا في ريف دمشق الغربي. وتحدث ناشطون سوريون عن 14 غارة جوية نفذتها طائرات النظام على الأحياء السكنية بمدينة داريا، ما أدى إلى دمار واسع في الأبنية والممتلكات. يذكر أن قوات النظام صعدت قصفها الجوي والمدفعي على داريا منذ أول أيام العيد، حيث أحصى الناشطون سقوط أكثر من ثمانين برميلا متفجرا عليها، بالإضافة إلى مئات القذائف والصواريخ. اما جنوب البلاد، فقد قالت مصادر محلية في ريف القنيطرة إن المعارضة المسلحة قطعت الطريق المؤدي إلى بلدة حضر التي تعد من أهم معاقل قوات الدفاع الوطني التابعة للنظام. يأتي ذلك بعد اشتباكات اندلعت بين الجانبين أوقعت خسائر في صفوفهما.