اعتبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان عودته الى عدن بعد ستة اشهر قضاها في المملكة بمثابة مرحلة اساسية على طريق استعادة السلطة الشرعية وتحرير بقية المناطق اليمنية من المتمردين. وعقب عودته مساء الثلاثاء على متن طائرة للخطوط الجوية السعودية، ترأس اجتماعا لاعضاء حكومته الذين سبقوه بعدة أيام الى المدينة الساحلية عاصمة الجنوب اليمني، بهدف ترسيخ سلطته في هذا القسم من البلاد الذي استعادته القوات الموالية للشرعية، بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وبحسب وكالة انباء سبأ التي تسيطر عليها الحكومة، اشاد هادي ب "تضحيات" الجيش ومجموعات "المقاومة الشعبية" التي قاتلت الى جانبه. وجدد تأكيد "شرعية" السلطة في مواجهة "الميليشيات الانقلابية" التي سيطرت على صنعاء قبل عام. وذكر مصدر في الحكومة لرويترز في وقت سابق أن هادي سيقضي عطلة عيد الأضحى في عدن ثم يسافر جوا إلى نيويورك لإلقاء كلمة في الأممالمتحدة. وقال هادي في بيان "إن العودة الى العاصمة صنعاء ستكون قريبا بعد أن يتم تحرير كافة المدن والمحافظات من المليشيا الانقلابية... وإن مرحلة البناء وإعادة الإعمار والنهوض بالوطن قد بدأت على أرض الواقع". وطلب الرئيس المعترف به دوليا من الحاضرين في اجتماع عدن تسوية مشاكل السكان "من مياه وكهرباء وصحة وسكن وامن"، وذلك بعد تحرير خمس محافظات في الجنوب هذا الصيف. ويطالب سكان عدن الحكومة بتسريع ورش اعادة الاعمار. وشدد هادي على ضرورة دمج عناصر المقاومة الشعبية داخل الجيش والقوى الامنية. وقال "نحن اليوم في عدن، سنكون غدا في تعز (ثالث مدن اليمن) ثم في العاصمة صنعاء"، واعدا بإرساء "الاستقرار" في كل انحاء البلاد. ووجه هادي الحكومة بسرعة العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية لمحافظة عدن واستئناف عمل مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات للمواطنين وفي مقدمتها المياه والكهرباء والصحة. وفي اول تصريح بعد وصوله الى عدن اشاد الرئيس اليمني بالتحالف العربي الذي تدخل في اذار/مارس في اليمن، اولا عبر غارات جوية ثم برا لمساعدة الحكومة الشرعية. ولفت خصوصا الى المملكة والامارات، مؤكدا ان "تحرير" المدن والمحافظات التي لا تزال في ايدي "الميليشيات الانقلابية" بات وشيكا. وقال ماتيو غيدير المتخصص في الشرق الاوسط واستاذ علوم الاسلام في جامعة تولوز الفرنسية "انها اشارة موجهة الى جميع الافرقاء، سواء كانوا في معسكر الحوثيين او ذلك المناهض لهم، عن عودة الحكومة الشرعية". واضاف ان هذه الخطوة "ستفتح طريق صنعاء امام التحالف بناء على دعوة رسمية من الحكومة القائمة". ولاحظ ان "الهدف يظل عودة الحكومة الى صنعاء. ان العودة الى عدن موقتة بالنسبة الى الجميع". وبعدما استعادت زمام المبادرة في جنوب البلاد، شنت القوات الموالية للشرعية بدعم من القوات العربية في 13 ايلول/سبتمبر هجوما واسع النطاق في محافظة مأرب (وسط) الواقعة شرق صنعاء بهدف التقدم في اتجاه العاصمة. ومنذ أيام تشتبك قوات الشرعية مع المتمردين الحوثيين في محافظة مأرب. وقال الجندي خير الدين صلاح لرويترز "اليوم تم التقدم نحو صرواح والجيش يحرر مواقع كانت تابعة للحوثيين وتم السيطرة عليها." وصرواح من المناطق الحيوية والسيطرة عليها مهمة للتقدم نحو صنعاء. وجدد طيران التحالف العربي أمس غاراته الجوية على مواقع الحوثيين وحلفائهم من جنود المخلوع علي صالح في العاصمة صنعاء. وقال سكان لوكالة الأنباء الألمانية إن عدة غارات عنيفة استهدفت التباب الغربية في محيط مبنى التلفزيون، إلى جانب معسكر الصيانة شمال صنعاء. ولفتت إلى أن دوي انفجارات عنيفة هزت تلك المناطق، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع منها بكثافة. وبينما تحلق طائرات التحالف العربي في أجواء العاصمة تسمع أصداء المضادات الأرضية من قبل الحوثيين وقوات صالح من مواقع متفرقة. وأغار طيران التحالف العربي، أمس، على مواقع ومخازن أسلحة تابعة للواء الرابع للحرس الرئاسي، الذي يسيطر عليه المتمردون في محيط مبنى التلفزيون بمنطقة الجِراف، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء. وأدت الغارات إلى تدمير عدد من الآليات والعربات، التابعة لمليشيات الحوثي وقوات صالح، فيما أشارت مصادر إلى سماع دوي انفجارات عدة، جراء قصف مخزن للذخائر في الموقع. وفي تعز، أسفرت اشتباكات مع القوات الموالية للشرعية عن مقتل 9 مسلحين، وإصابة العشرات من الميليشيات الحوثية وقوات صالح، بحسب مصادر محلية.