قبل أن أدلف إلى الموضوع, لابد من تعريف أصل ومصدر (الكاميكاز) وماذا تعني لانها قد تبدو غريبة عند البعض. الكاميكاز يا جماعة الخير مشتقة من كامي التي تعني "الروح" وكاز التي تعني "الريح" وهي كلمة يابانية، تعني الرياح المقدسة. ولقد اشتهرت هذه الكلمة أكثر في الحرب العالمية الثانية عندما التصقت بما يقوم به الطيار الياباني من عمليات انتحارية بطائرته التي يقودها نحو البارجات الأمريكية كي يدمرها، ستكتشفون مع نهاية المقال ان لدينا (كاميكاز سعوديين) بالهبل.! الله لا يكثرهم. اذا كان الياباني ينطلق بطائرته نحو البوارج الامريكية وهو يعلم علم اليقين انه لن يعود, لان في موته دفاعا وحياة لبلده, الياباني يقلع ووطنه في قلبه ووهب نفسه وأنفاسه للامبراطورية والدفاع عنها. يا لها من شجاعة ويا له من إصرار، بل يا له من حب وتضحية عملية ترجمت حب اليابانيين الى واقع.. (أقول: فديتك يا وطني وفديت كل وطني). بعد السرد المطول أعلاه عن الياباني وتضحياته دعونا نتأمل في وضعنا مع سلوكيات شبابنا خلف المقود وما يخسره بلدنا من (كاميكازات) على الطرقات نتيجة تهور والنتيجة المؤلمة اننا نفقد ما يزيد على 7000 نفس كل عام نتيجة للحوادث المرورية ونسبة ليست بسيطة من ضحايا الحوادث المرورية نتيجة تهور وانتحار السائقين على طريقة ال (كاميكاز) وشتان بين من يضحي بنفسه من أجل بلاده ومن أنهى حياته بلا هدف ! وقد تسبب في نصب خيام العزاء مخلفاً لأهله الألم والأسى! وحتى تقترب الصورة أكثر ويتضح المعنى من العنوان, دعونا نعمل بعض المقارنات فاذا كان هناك من أمور مشتركة بين (الكاميكاز) السعودي والياباني فهما يشتركان في السرعة والانتحار، لكن شتان بين من انطلق بطائرته وبكل سرعة حاملا روحه على راحته في سبيل رفعة وانتصار بلده وفي نفس الوقت تلقين من يعادي بلده أن الروح والدم فداء تراب الوطن قولا وعملا, ومن ينطلق بمركبته بلا هدف وبسرعة جنونية وقد أنهى حياته وربما كان سببا في نهاية حياة الابرياء ممن يشاركونه نفس الطريق أو ممن كانوا معه على نفس المركبة. ختاما : نحن في يوم وطني وغدا عيد الاضحى وطبيعي ان تكثر الزيارت والاحتفالات ومعها ستحدث الازدحامات, وعليه لابد ان نتحمل بعضنا البعض وتذكروا جيدا مفعول الابتسامة السحري على اخوانكم, لا تكونوا "كاميكاز" تخسرون حياتكم وتفسدون الفرحة على غيركم.