في الوقت الذي يقترب فيه العيد ويبدأ كل رب أسرة في تجهيز أفراد أسرته بكسوة العيد وتبدأ كل عائلة في الاستعداد للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، هناك فئة من مواطنينا سيحتفلون بهذا العيد بعيدا عن الأهل والزملاء. وسيحتفلون بهذا العيد وهم في جبهات وثغور على حدود مملكتنا الحبيبة. ويساهمون في حماية تراب هذا الوطن بعد الله سبحانه وتعالى والذود عنه. هؤلاء الجنود البواسل الذين أتوا من كل بقعة من بقاع بلادنا الطاهرة وأتوا من كل شريحة اجتماعية في المملكة ولكنهم انصهروا في بوتقة واحدة وأصبحوا العيون الساهرة على أمن حدودنا. الكل مستعد. سواء أكان جنديا صغيرا أم رتبة كبيرة تم إسناد القيادة لها. ولكن في نهاية المطاف فهم كلهم جنود شرفهم الله سبحانه وتعالى أن يكونوا في تلك الجبهات التي تردع العدو وتخيفه. إن المملكة العربية السعودية هي دولة سلام وتنادي للسلام منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - ولكنها في نفس الوقت دولة لها كيانها القوى الذي لا يسمح لكائن من كان أن يمس تراب هذا الوطن. ولهذا نراها ومنذ القدم بها جنود مؤمنون بالله سبحانه وتعالى ومخلصون لولاة أمرهم وجاهزون للدفاع عنه في أي وقت. وعلى مر الأيام والسنين أثبت الجندي السعودي قوة عزيمته وحسن تدريبه وصلابة موقفه من العدو، ولكنه في نفس الوقت يتمتع باحترامه لكل قواعد المعارك وتعاليم الإسلام في كيفية التعامل مع أرض المعركة، وأيضا اتباعة تعليمات أي اتفاقية تمليها عليه القوانين الحديثة التي تكون المملكة هي جزء من منظومتها. وأصبح الجندي السعودي معروفا بصلابة وشجاعة موقفه ولكنها تكون بثقة الإنسان الذي يعتز بإسلامه وعروبته، وانتمائه لوطن حباه الله بتواجد المقدسات الإسلامية التي شرف الله سبحانه وتعالى هذه البلاد بأن تكون راعية لها بعد الله سبحانه وتعالى. إننا في هذا الوقت وفي كل وقت قلوبنا ومشاعرنا مع جنودنا البواسل وقلوبنا وجوارحنا مع آبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم الذين سيحتفلون بهذا العيد ولهم فلذات أكباد في جبهات القتال يسهرون لكي ننام بأمان. إنهم جنود قد لا يعرف الكثير فرحتهم بهذا الشرف عندما يكونون في وضع الاستعداد المستمر لحماية مقدرات هذا البلد. فهم جنود يعلمون أننا معهم قلبا وقالبا وقيادتنا معهم في ظل متابعة دائمة من قادتهم، وعلى رأس هذه القيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله. وفي هذا الوقت ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحمي جنودنا البواسل من كل شر ويحمى بلادنا من كل معتد وتظل هذه الدولة تنعم بالرخاء وبالأمن والأمان.