مهما حاول البعض من الذين يقفون موقف عداء من المملكة العربية السعودية، فلن تغير محاولاتهم شيئا في قيمة الموقف الإنساني النبيل والواضح الذي تتبناه المملكة العربية السعودية شعبا وقيادة من اخواننا السوريين؛ خاصة بعد أن استغلت صور الغرقى لمهاجمة السعودية وتحميلها جزءا من المسؤولية؛ كعادة هذه الأبواق الإعلامية المأجورة التي تستغل كل أحداث الدنيا لمهاجمة السعودية والنيل منها ومن سمعتها لدوافع متباينة. موقف المملكة العربية السعودية من الإخوة السوريين ليس بحاجة إلى إثباتات وأدلة وحجج؛ فهو موقف مشهود ومعروف؛ فمنذ أن بدأت الأزمة السورية؛ والمملكة العربية السعودية تقوم بدورها وواجبها الذي يمليه عليها الدين والعروبة والرابطة الأخوية المتينة مع هذا الشعب العزيز؛ وقد تسامت المملكة العربية السعودية في أبسط الأمور لتؤكد هذا الموقف وتترجمه عمليا؛ فلم يهن عليها تسمية السوري القادم إلى أراضيها بحثا عن الأمن والأمان والحياة الكريمة باللاجئ؛ بل هو الأخ المقيم بين أهله بكل كرامة وتقدير؛ بعد أن ضاقت عليه رحابة وطنه الأصل؛ وطاردته قبضة الظلم والقهر والاستبداد. هذا الكلام لا يصدر عن موقف عاطفي أو محاب للمملكة العربية السعودية إنما تدعمه الموضوعية والحقائق، "فقد استقبلت المملكة منذ اندلاع الأزمة في سوريا، ما يقارب المليونين ونصف المليون مواطن سوري، ومنحت لمن أراد البقاء منهم في المملكة الذين يبلغون مئات الألوف، الإقامة النظامية أسوة ببقية المقيمين، بكل ما يترتب عليها من حقوق في الرعاية الصحية المجانية والانخراط في سوق العمل والتعليم، بقبول الطلبة السوريين الزائرين للمملكة في مدارس التعليم العام، واحتضنت ما يزيد عن مائة ألف طالب سوري على مقاعد الدراسة المجانية". يؤلمك بحق أن تعمل بصمتٍ حفاظا على مشاعر إخوانك في الدم والدين والإنسانية ليستغل الحاقدون حرصك على احترام تلك المشاعر فيؤججوا الرأي العام وينفثوا سموم التهم؛ متجاهلين حجم الدعم الذي تقدمه السعودية حبا وكرامة للإخوة السوريين حتى الفارين منهم إلى دول الجوار "كالأردن ولبنان وغيرها من الدول؛ مقدمة المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع حكومات الدول المضيفة لهم، وكذلك مع منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية، دعما ماديا وعينيا؛ حيث بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين نحو سبعمائة مليون دولار، بحسب إحصائيات المؤتمر الدولي الثالث للمانحين، المنعقد في الكويت بتاريخ 31 مارس 2015م". ونحن إذ نقول هذا ونذكر به إنما نفند تهم المرجفين والأقلام المأجورة والمواقف المعادية للمملكة؛ ونقوله للتاريخ وللسجل الإنساني المشرف لهذا البلد؛ خاصة وأن المملكة منذ بداية الأزمة لم تتخذ وضع الإخوة السوريين مجالا للمزايدات أو الادعاء أو الاستعراض؛ بل تعمل وعلى جميع المستويات لإعادة التوازن لبلد شقيق، وتسهم في استقرار شعبه العزيز.