اذا كنت تحب عملك اليومي ولا تنظر كثيرا الى ساعتك تنتظر نهاية "الدوام" فلا تضيع وقتك في قراءة هذا المقال. أما اذا كنت تقوم متثاقلا لعملك اليومي وتصل متأخرا في الغالب ثم تحاول أن تشغل وقتك في غير شؤون عملك وتنظر لساعتك كثيرا تنتظر وقت نهاية الدوام الذي غالبا ما تنصرف قبل أوانه فأنت حتما لا تحب ما تعمل، وهذه مشكلة يجب أن تعمل على حلها سريعا، فثلث عمرك تقريبا يحتله وقت العمل، ومن المحزن جدا أن تقضي ثلث عمرك في أداء عمل لا تحب! وهنا تتساءل وتقول: وماذا تريد مني أن افعل؟ عملي لا احبه، وهو ما استطعت الحصول عليه من عمل وليس أمامي مجالات اخرى! وهنا اقول لك حسنا، الخطوة الاولى للاستمتاع بما تعمل ان تعتقد حقا انه قدرك في هذه الحياة، ثم تبدأ بيوم واحد فقط تتخيل فيه أنك في اختبار عملي وأن أداءك في ذلك اليوم سيكون مقياس نجاحك للحصول على منصب المسؤول الأعلى في عملك، فإن كنت مدرسا فستصبح بناءً على ادائك المبدع ذلك اليوم وزيرا للتعليم، وان كنت في شركة فتخيل أنك قد تكون رئيسها إن أحسنت التصرف والأداء، وهكذا، تصرف في جميع نواحي عملك لذلك اليوم على هذا النحو، فاحضر مبكرا جدا كما يفعل رؤساء الشركات، وان رأيت في بيئة عملك خللا تسمح لك صلاحياتك بإصلاحه فأصلحه ولا تتأخر، ابدأ بمكان عملك حتى لو كان كوخا للحراسة! رتب المكان واجعله مريحا لك قدر المستطاع، تذكر انك ستكون المسؤول الأعلى والمسؤول الأعلى لن يضيع وقت العمل في التذمر أو تبادل الأحاديث الجانبية وسيكون اول الحاضرين للعمل وربما آخر المنصرفين منه! جرب فقط ليوم واحد هذه الفكرة التي قد تبدو هستيرية، تخيل أن مجلس الإدارة يراقبك من بعد ليقيم أداءك في ذلك اليوم، ففي وقت فراغك لا تريدهم ان يروك تذهب لزميل آخر تحاول تمضية الوقت في احاديث جانبية معه ولا تريدهم ان يروك منشغلا على هاتفك أو تضيع وقتا طويلا في تناول الإفطار أو القهوة أو الغداء، فكر في طريقة لتحفيز زملائك في العمل وتحسين بيئة عملك، أنجز كل اعمالك على وجه السرعة وعلى افضل وجه، جرب ذلك ليوم واحد فقط وستأتي ساعة نهاية دوام ذلك اليوم دون أن تدري، وحينها أعدك بشعور عجيب من الرضا عن النفس، فإن نجحت التجربة وخالجك ذلك الشعور العجيب الجميل فكررها مرة اخرى في اليوم التالي، حاول أن تنظر الى كل ما هو إيجابي لتطوره وكل ما هو سلبي لتصلحه على قدر صلاحياتك، وإياك ومجالسة المتذمرين والمتشائمين من زملائك، استمتع بكل دقيقة تتخيل فيها أن مجلس الإدارة يراقبك وحاول أن تبهرهم أكثر من خلال جميع تصرفاتك، مارس هذا التدريب ليومين أو ثلاثة، واستمر إن أحسست بتغير إيجابي ولو كان طفيفا، واعمل بكل ما لديك من قدرات ومهارات وقوة، بعد ذلك يا عزيزي ستكون طريقتك الجديدة في أداء عملك ونظرتك المتفائلة إليه هي طبيعتك التلقائية، تمسك بها جيدا مهما كانت الظروف قاسية حتى لا تخسر شعور الرضا الجميل.