تفاعلت مصر أمس مع أصداء قضية الفساد الكبرى، التي عصفت بوزير الزراعة، الاثنين، وأدت للقبض عليه بعد دقائق من إقالته، وإيداعه مع آخرين السجن للتحقيق، فيما سربت معلومات تورط مسؤولين ووزراء آخرين في القضية وقضايا أخرى، رجحت معها التكهنات بتعديل وزاري يطال 8 حقائب وزارية، وربما يُعلن غداً الخميس، بعد عودة رئيس الوزراء من زيارة رسمية لتونس، بالتوازي مع كشف قضية رشوة كبرى، تورط فيها برلماني شهير وسجلتها مباحث الأموال العامة بالصوت والصورة. وفيما وجهت الرئاسة المصرية في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية أجهزة الرقابة بتفعيل أدائها وعدم التستر على أي فساد بالدولة. كشفت النيابة العامة التي حظرت النشر بعض ملامح الفساد الذي تورط فيه مسؤولو وزارة الزراعة، وقالت في بيان إعلامي، مساء الاثنين، إن المتهمين قبلوا رشوة عينية، تمثلت في عضوية بأحد أندية القاهرة الكبرى، وملابس فاخرة، وتحمل نفقات حج 16 فرداً من أسر المتهمين، إضافة لفيلا فاخرة بأكثر من 8 ملايين جنيه، مقابل تقنين وضع 2500 فدان لصالح أحد رجال الأعمال. تكهنات كلف رئيس الوزراء وزير الري د. حسام مغازي بتسيير أعمال وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إضافة إلى عمله، لحين تعيين وزير للزراعة. ورغم اعتراف رئيس الحكومة إبراهيم محلب، في تصريحات صحفية، بوجود مشاورات لتغيير 4 وزراء عقب عودته من زيارته التي يقوم بها إلى تونس، إلا أن بورصة التكهنات اشتعلت في الساعات الأخيرة وفق مصادر خاصة لتطال محافظين أخرى يتم فيها استبعاد محافظين ليسوا على مستوى الأداء وتلاحقهم الشبهات. ارتباك وتوتر بالسياق، تصاعدت حدة التوتر والقلق بالعديد من الوزارات التي تطالها شبهات الإقالة أو التغيير، منذ الإعلان عن كشف القضية، وبينما سادت حالة من الارتباك والقلق الشديدين داخل مبنى ديوان عام وزارة التعليم العالي؛ بسبب الغموض الذي يكتنف مصير الوزير، نفت وزارة التربية والتعليم ما تم تداوله بشأن استقالة الوزير الدكتور محب الرافعي على خلفية قضايا الفساد بوزارة الزراعة. وأيضاً، وفي الوقت الذي التزمت فيه وزارات العدل والصحة، والتموين، الصمت، كشفت معلومات من داخل وزارة الأوقاف أن رحيل وزيرها، مختار جمعة بات مؤكدا، وأضافت إن مجلس الوزراء أبلغ الوزير بأنه سيكون ضمن التعديل الوزاري المرتقب. وفيما أكدت مصادر وثيقة الصلة بوزير التنمية المحلية، اللواء عادل لبيب، أكبر وزراء حكومة محلب سناً: «أنه يجمع أوراقه للرحيل وبدا واضحاً عليه الاكتئاب، حينما علم بإلقاء القبض على وزير الزراعة صلاح هلال، في قضية الرشوة والفساد». قالت مصادر غير رسمية إنه تم رفع اسم وزير الأوقاف محمد مختار جمعة من قوائم بعثة الحج الرسمية، ووضعه على قوائم الممنوعين من السفر، بناءً على توجيهات رئيس الوزراء قبل سفره، إلى تونس، حيثُ كان مقرراً أن يرأس «جمعة» بعثة حج الأوقاف الرسمية لهذا العام. ضربة موجعة واستمراراً للأزمات، تلقت العملية الانتخابية البرلمانية ضربة موجعة، ربما تجعلها في مهب الريح، عقب حكم القضاء الإداري أول أمس بإلغاء قرار اللجنة العليا للانتخابات بسريان الكشوف الطبية التي سبق أن أجراها المرشحون، وكذلك بطلان قرار مجلس الوزراء بتقسيم الدوائر بالقاهرة، وبمحافظة قنا (صعيد مصر). وفيما عقد وزير العدالة الانتقالية، وشؤون مجلس النواب، المستشار إبراهيم الهنيدى، جلسة مصغرة، الثلاثاء، مع اللجنة الفنية لقوانين الانتخابات، لبحث كيفية الرد على قرار المحكمة، اعتبر مصدر قضائي رفيع الحكم "مخيفاً" ومهدداً للعملية الانتخابية، وأوضح أن الحل الوحيد للتغلب على مشكلة قانون تقسيم الدوائر، في يد الرئيس السيسي، الذي بات عليه أن يُبادر لإنقاذ الانتخابات بإصدار التعديل في قرار رئاسي بقانون جديد، تنفيذا لحكم محكمة القضاء الإداري. من جهتها، اعتبرت الحركة الوطنية، في بيان حصلت «اليوم» على نسخة منه، أن «أحكام القضاء الإداري بإعادة الكشوف الطبية على جميع المرشحين، يؤثر سلباً على العملية الانتخابية ويؤدي حتماً إلى تأجيلها، مطالبًا بسرعة تعديل قانون تقسيم الدوائر وإرساله إلى مجلس الوزراء ثم للقضاء للإقرار بصحته، في وقت وصل فيه عدد المرشحين للانتخابات البرلمانية قرابة 4232 مرشحا، معظمهم أجرى كشوفات طبية سابقة ويحتاج وقتا لإجراء كشوفات جديدة». بيان عسكري من جهة أخرى، قالت القوات المسلحة المصرية: إنها بدأت فجر الاثنين عملية عسكرية شاملة بعنوان "حق الشهيد" لمواجهة العناصر الإرهابية بمناطق العريش والشيخ زويد ورفح في شمال سيناء، وأضافت في بيان مقتضب ظهر أمس، إنها تمكنت من قتل 29 تكفيرياً، وتدمير مناطق تمركزهم، وكذا عربات وأدوات مستخدمة في العمليات الإجرامية. وأشارت إلى استشهاد ضابط ومجند وإصابة 4 جنود آخرين خلال انفجار عبوة ناسفة أثناء تأمين المنطقة وتطهيرها من العبوات الناسفة.