في إجراء استثنائي، استخدمت السلطات الإسرائيلية سلاح الاعتقال الإداري ضد يهودي متطرف ثان، بعد أربعة أيام على مقتل الرضيع علي دوابشة حرقاً في هجوم استهدف منزله شمال الضفة الغربيةالمحتلة، ويشتبه في وقوف مستوطنين متطرفين خلفه. في الوقت ذاته، تبين أن جندياً مستوطناً ساعد في تسهيل تنفيذ الجريمة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون وقع أمراً استثنائياً باعتقال إداري بحق يهودي متطرف يدعى مردخاي ماير، وهو مستوطن اعتقل في يوم الجريمة بسبب «ضلوعه في أنشطة عنيفة وهجمات إرهابية وقعت أخيراً»، كما أعلنت وزارة الدفاع في بيان لم يوضح إن كان هذا المستوطن المتشدد الذي يقطن في مستوطنة «معاليه أدوميم»، على صلة مباشرة بالهجوم على منزل دوابشة. كما مددت محكمة إسرائيلية أول من أمس اعتقال زعيم مجموعة يهودية متطرفة يدعى مئير أتينغر. ولم تقل الشرطة ولا «شين بيت» ما إذا كان أتينغر مشتبهاً فيه بالتورط مباشرة في مقتل الرضيع الفلسطيني. ووفق القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، فإن المدعي العام الإسرائيلي وافق مساء السبت على وضع ثلاثة يهود متطرفين قيد الاعتقال الإداري، من دون أن تكشف عن هويتهم. لكن هذه الموافقة لا تزال في حاجة إلى توقيع وزير الدفاع عليها كي تصبح سارية. من جهة أخرى، ذكر موقع «واللا» العبري، أن الجيش الإسرائيلي عاقب أمس جندياً متديناً من وحدة «ناحل» لأنه شجع المستوطنين الذين حاولوا اجتياز حاجز للشرطة باتجاه قرية دوما التي وقع فيها حادث إحراق الطفل علي دوابشة الجمعة الماضية. وأفاد الموقع بأن الجندي وبخ رجال الشرطة لأنهم منعوا المستوطنين من المرور، موضحاً أنه تم إقصاء الجندي من كتيبة «نيتساح يهودا»، وحكم عليه بالحبس داخل قاعدته لمدة 28 يوماً. وبيّن من التفاصيل أن المستوطنين حاولوا الوصول الأحد الماضي إلى قرية دوما للدخول في مواجهة مع السكان الذين تظاهروا هناك احتجاجاً على قتل الطفل علي دوابشة وإحراق منزل أسرته. ووفق إحدى الروايات، فإن الجندي، وهو من مستوطنة «يتسهار»، كان موجوداً عند الحاجز مع جنود آخرين، ووبخ قوة الشرطة لأنها منعت تقدم المستوطنين نحو القرية، وشجع المستوطنين على عدم الانصياع لأوامر الشرطة.