دعا المفوض الأعلى للامم المتحدة للاجئين، انطونيو غوتيريس، الجمعة، الى توزيع مئتي الف طالب لجوء على الاقل في الاتحاد الاوروبي، وطلب الزام كل دول الاتحاد المشاركة في هذا البرنامج، واعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان نحو 5600 مهاجر ولاجئ دخلوا الخميس الى مقدونيا من اليونان، أي اكبر بمرتين من الرقم العادي ليوم واحد، الذي يتراوح بين الفين وثلاثة آلاف شخص. وقالت ميليسا فليمينغ الناطقة باسم المفوضية في لقاء مع صحافيين: ان «5600 شخص دخلوا الخميس». عملية إيواء جماعية وقال غوتيريس: ان "الاشخاص الذين يملكون طلبات حماية صالحة (...) يجب ان يستفيدوا بعد ذلك من عملية ايواء جماعية بالمشاركة الالزامية لكل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي"، موضحا ان "تقديرات اولية تشير الى الحاجة لرفع امكانيات الايواء الى مئتي الف". واضاف: إن رد فعل الاتحاد الأوروبي على أزمة اللاجئين سيكون بمثابة "لحظة فارقة" للاتحاد، محذرا من أن انقسام الاتحاد لن يفيد سوى مهربي البشر. وأضاف: إن الاتحاد الأوروبي بحاجة لمساعدة المزيد من المهاجرين على دخول أراضيه بشكل قانوني. الضغط على أمريكا وتعزز ازمة المهاجرين في اوروبا وصورة طفل سوري لقي حتفه غرقا، الضغط على واشنطن من اجل استقبال مزيد من اللاجئين السوريين الذين لجأ 1500 منهم الى الولاياتالمتحدة خلال اربع سنوات من النزاع في بلدهم. وسيبلغ عدد هؤلاء السوريين حوالى 1800 في نهاية ايلول/سبتمبر، بينما وعدت وزارة الخارجية الاميركية بأن يكون هناك بين خمسة آلاف وثمانية آلاف سوري على الارض الاميركية بحلول خريف 2016. وهذه الارقام تبدو ضئيلة جدا بالمقارنة مع عدد اللاجئين السوريين البالغ اكثر من اربعة ملايين، ونظرا لتاريخ الولاياتالمتحدة التي بنيت بفضل اجيال من المهاجرين وطالبي اللجوء الفارين من الاضطهاد. وردا على سؤال لشبكة سي ان ان الاربعاء حول عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يتدفقون على اوروبا، اكتفى وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالقول: انها "مسألة بالغة الخطورة لكل منا". واضاف: ان "الولاياتالمتحدة تفكر حاليا في مختلف الوسائل لمحاولة المساهمة من اجل تسوية" الازمة. لكن خبراء يرون ان عملية اعادة ايواء اللاجئين على الارض الاميركية بطيئة جدا. وقال لاري يونغ المسؤول في المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة: "في السنوات الاخيرة ادت اجراءات اضافية في مجال الامن الى اطالة امد عملية الايواء التي كانت تستغرق بين تسعة اشهر و12 شهرا، الى 18 شهرا او اكثر". وقد ارسلت هذه المنظمة الدولية الى السلطات الاميركية حوالى 17 الف ملف للاجئين سوريين. ويعتبر وزير الخارجية البريطاني الاسبق ديفيد ميليباند الذي يترأس المنظمة الدولية "انترناشيونال ريسكيو كوميتي" (آي آر سي) ان القوة الاولى في العالم لا تفعل ما بوسعها من اجل اللاجئين السوريين. وقال لشبكة ام اس ان بي سي: "العام الماضي وصلنا الى الرقم القياسي البالغ 20 مليون لاجئ في العالم. هناك حوالى 150 الفا اسكنوا في الدول الغنية والولاياتالمتحدة استقبلت حوالى سبعين الفا منهم". واضاف: "لكن بالنسبة لسوريا لا اعتقد ان الاداء كان بمستوى المسؤولية. فمند اندلاع النزاع السوري استقبلت الولاياتالمتحدة 1234 لاجئا اي حوالى 250 سنويا". واعترف الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر الخميس بأن فتح مزيد من الابواب "امر ملح بالتأكيد"، لكنه ذكر ان "الاولوية الاولى هي حماية الامن القومي للولايات المتحدة ومواطنيها". واكد تونر ايضا ان الولاياتالمتحدة هي المصدر الرئيسي للمساعدة الانسانية لضحايا الحرب في سوريا، وقدمت منذ 2011 اربعة مليارات دولار لوكالات الاممالمتحدة ومنظمات غير حكومية. ورأت آنا غرين من منظمة "انترناشيونال ريسكيو كوميتي" ان هذا ليس كافيا. وقالت لفرانس برس: ان "الناس يشعرون انه ليس هناك اي مخرج منظور للنزاع. قبل سنتين او ثلاث سنوات لم يكن هذا اليأس موجودا". اعتداءات وادى تزايد اعتداءات اليمين المتطرف على اللاجئين في المانياالشرقية السابقة الى تجدد النقاش حول المانياالشرقية السابقة التي يشتبه بأنها اكثر عنصرية من المناطق الاخرى في البلاد، على خلفية فوارق تاريخية واجتماعية اقتصادية. فمنذ بضعة اشهر، دأبت المانيا التي تواجه تدفقا غير مسبوق لطالبي اللجوء، على اعادة تقويم متصاعدة لتوقعاتها في مجال استقبال طالبي اللجوء. وتفيد آخر التوقعات ان عددهم الذي سجل رقما قياسيا، بلغ 800 الف في 2015. في المقابل، تزايدت الاعتداءات (حرائق وتهديدات وضرب...) على طالبي اللجوء او مراكز استقبال اللاجئين خصوصا في شرق البلاد، في مقاطعات اقليمية كانت تشكل قبل سقوط جدار برلين في نوفمبر 1989، المانياالشرقية (براندبورغ وميكلمبورغ وساكسونيا-انهالت وساكسونيا وتورينغن). ودان رجال السياسة بشدة هذه التصرفات، وتحدث بعضهم عن المانيا شيوعية سابقة، بعد 25 عاما على اعادة التوحيد، مشيرين الى انها اكثر عنصرية من انحاء البلاد الاخرى؛ لأن التخلص من الارث النازي كان معدوما فيها الى حد كبير خلال فترة ما بعد الحرب، ولأن "الاجانب" لم يكونوا إلا قلة قليلة فيها. وقال الخبير السياسي هاجو فونكي، الاستاذ في جامعة برلين الحرة: ان استمرار ايديولوجية اليمين المتطرف في المانيا، بعد 70 عاما على سقوط الرايخ الثالث، هو جزئيا "نتيجة الاضطرابات" التي تعرضت لها المانياالشرقية في التسعينيات. واضاف: ان "جيلا من الاهالي وجد نفسه حائرا على الصعيد الاقتصادي، ووجد ابناؤهم انفسهم ضائعين وخائفين ومحبطين". وفي سياق الازمة، اعلن رئيس وزراء مقاطعة كيبك فيليب كويار الخميس ان كيبك على استعداد لاستقبال "مئات وحتى آلاف" اللاجئين السوريين، داعيا الاحزاب السياسية الكندية الى التعبير بوضوح عن موقفها من هذه المسألة. واضاف: "من المأساوي ان نحتاج صورة طفل ميت لإيقاظ ضمائرنا"، في اشارة الى صورة الطفل السوري الصغير الذي مات غرقا وجابت صورة جثته على شاطئ تركي العالم. وتابع كويار: "بالنسبة له (الطفل) فات الاوان، لكن (..) لا يزال امامنا الوقت للتحرك ازاء الآخرين، ولمد اليد لهم كما فعلنا في كيبيك مرارا، وكما يجب ان نفعل هذه المرة ايضا"، مذكرا باستقبال آلاف الفيتناميين نهاية سبعينيات القرن الماضي. من جهته، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للإذاعة الرسمية امس الجمعة: إن تدفق المهاجرين على أوروبا لا نهائي، وإن عشرات الملايين منهم سيأتون إذا لم يحم الاتحاد الأوروبي حدوده. وأضاف: "الواقع هو أن أوروبا مهددة بتدفق بشري هائل. يمكن أن يأتي عشرات الملايين من الناس إلى أوروبا. إننا الآن نتحدث عن مئات الآلاف، لكننا سنتحدث العام المقبل عن الملايين ولا نهاية لهذا. "سنجد نفسنا فجأة أقلية في قارتنا". وحث أوربان أوروبا على "إظهار القوة في حماية حدودنا".