من لهفة الحضور قد انطفأ بريق حديثنا والضحك والجدل "قبل عدة أعوام كان الاجتماع مع الناس في جميع الأماكن ومع مختلف الطبقات والفئات وطريقة التفكير كانت هذه الأماكن تٌكِسب مرتادها من الثقافة والجرأة والأدب وحسن الحوار أكثر من تلك التي يكتسبها المرء الذي يسعى للدراسة هنا وهناك ليلٌمّ بهذه الشهادات كأخصائي اجتماعي ونفسي ويطور الذات ويحاكي الجسد وما شابهها والفارق بينها غَني عن التفصيل دون انحيادية تامة، لكن مع تطور التقنية وكان للسوشيال ميديا وقع بين أيدينا انحرفت المسارات فأصبح للمرء شخصيتان إحداهما أساسية والأخرئ متقمصة أو بالاصح افتراضية. فتجدهٌ نبعاً للعاطفة في أوحال هذه البرامج فاقداً النضج العقلي .. هٌنا يسٌقط كلمة، وهنا يٌزجي برأي ولديه نقدٍ سلبي ولربما كان نقَدهٌ مفسدة فقط حتى لو وصل به الأمر الى حدود عقيدته - وهذه قِلة وأنا أعيّ ما أقول - فقط من أجل تصَدر قائمة الشخصيات الافتراضية هذا من جانب. ومن جانب آخر - وهو المؤسف - أننا بوجود ما يٌقال له سوشيال ميديا افتقدنا - حقاً - بريقٌنا ولم يعد لكوب القهوة - الذي نحتسيه قبل وفي جلساتِنا المتكررة - أي طعم لم نحس بمرارة القهوة ولو طَغت نجتمع مع الأشخاص جسدياً فقط وباقي المدركات عقلياً وقلبياً. مع هذه البرامج لم نَعد نشتاق لاحِباء عنَّا اغتربوا...! وحتى وإن سَنحت لنا الفرصة باللقاء لا يكون في هذا اللقاء مشاعر حارةَ رغم بٌعدِنا عنَهم سنوات عديدة فقط لأننا نراهم في هذه البرامج الافتراضية دائما فأفقدتنا لٌب الفرحة الحقيقية عندما نٌقابل أشخاصا طالت غٌربتهم. لم يِعد في القلبِ عزاء فكلما عَزمنا على القٌرب من الاشخاص والاحبِاء القٌدامى وعودة بريقنَا ولهفةٍ حديثَنا نجد في المقابل ان هنَاك شركات تتنافس عشيةً وضٌحاها في انتاج برامجَ جديدة وتغيير البرامج السابقة وجعلها في قالب مختلف يكسر روتيننا المٌمِل اتجاهٌها. ونحن علينا ان نتلهف متنافسين خلف هذه البرامج سعياً هنٌا وهٌناك ونتخاذل في عزَمِنا الذي أردناه، فمهلاً على مشاعِرنا فقد بدأت تفقد مصداقيتها خلف ما يسمى «السوشيال ميديا».