من أطيب مخلوقات الله وأجملها، فهي تطعم البشر وغير البشر، إن استمتعت بها خضراء سرك منظرها، وان تذوقتها جافة بعد عجنها وخبزها حمدت خالقك عليها، وإن أطعمتها للأنعام فنعم الطعام. السنبلة لا ضرر منها أبداً، فهي سهلة التكيف والتأقلم تجيد فن الانحناء غير الكاسر، وتقف زاهية أمام الريح العاتية التي تهب عليها من كل حدب وصوب، تمتص الصدمات التي تأتي بها الرياح السطحية والاستوائية ومثيرة الأتربة، فتعيد توازنها مع كل انحناء واعوجاج، جميل أن تتلذذ بمنظر السنبلة وهي تحيد يمنةً ويسرة محاولةً الابتعاد عن الخطر القادم من الريح الشديدة، وتحسدها على قدرتها في التعايش بسلام مع كل الظروف المناخية، حتى قطرات الندى تلامس خد السنبلة ملامسة خجولة لتنجو السنبلة من الغرق بالماء المشبع به قطرات الندى. السنبلة إذاً هي السهل الممتنع، انسيابية الحركة، موازية لتقلبات الحياة وقلما يأتيك منها ضرر، فالسنبلة منزوعة الضرر. أصحاب الرأي والتجربة ينصحون الإنسان بتقمص أسلوب السنبلة في الحياة درءاً للضرر، فلا تكن ليناً فتعصر ولاً يابساً فتكسر، تعلم أن تُربي نفسك على تقبل كل المؤثرات الخارجية قدر استطاعتك، تفاعل معها ومع مصدرها بالرغم من الأسى في قلبك والإحباط بداخلك، خصوصاً إذا كان المصدر يملي عليك نظريته أو فكره أو قناعته - إن جادلته خسرته وإن جاملته كسبته-. وبناء على ما تقدم، عليك بنظرية السنبلة فهي تقيك آلام الرأس والرقبة والعنق؛ لأنك تصبح متحركاً في كل الاتجاهات، وهذه من أنواع الرياضة الموصى بها، تناغم مع الحان من حولك في محيطك حتى لو كان العزف حزينا أو كان شديد الصخب أو مزدوجا، أغمض عينيك بعد أن تبدى رأيك وتبرئ ذمتك، امض في طريقك استمتع باللحن المعزوف، قم بواجبك على أكمل وجه وقدر استطاعتك، واعلم أن القيام مع القدرة، دع الرياح تهب كيف تشاء وتذكر أن السنبلة تعيش هانئة إذا هي تراقصت مع الهواء من حولها.