في أوقات الذروة وفي أغلب مدن المملكة تتعطل حركة المرور بشكل شبه تام، وذلك نتيجة الكثافة المرورية الشديدة التي تشهدها معظم المناطق، ويرجع الزحام إلى الإغلاقات والإنشاءات والتحويلات، وأحياناً وقوع عدد من الحوادث المرورية، وتتوقف الحركة المرورية، وإدارات المرور في كل المناطق لم تساهم في حل الزحام اليومي الذي تشهده الطرق، وبخاصة في الصباح الباكر عند الذهاب إلى الأعمال والمدارس وفي المساء كذلك. وقد طالبت في مقالات سابقة الإدارة العامة للمرور بسرعة نشر أفرادها في الأماكن التي تشهد زحاماً؛ لتنظيم الحركة المرورية ووضع الحلول المناسبة التي تسهم في القضاء على تكدس السيارات لمدة طويلة في الكباري والأنفاق، وتواجد المرور بشكل مستمر؛ لفرض العقوبات على المخالفين من المستهترين الذين يسيرون بعكس حركة السير ولكن لم يحدث تجاوب ولا تفاعل مع ما نكتب؟! الأسبوع الماضي تم تعيين مدير جديد للمرور في المملكة، هو اللواء عبدالله الزهراني، ونتمنى له التوفيق في تطوير العمل واجراءاته، فجهاز المرور لم يواكب التطوير الذي تشهده أجهزة وزارة الداخلية، فالمرور جهاز ظل ولسنوات طويلة عاجزا عن وضع أنظمة حضارية تعيد للطريق ولقائد المركبة طمأنينته، فقد تجاوزت حوادث المرور القاتلة أرقاما عالمية، فيما أصبح من النادر أن تجد بيئة مرورية كاملة داخل مدن ومحافظات السعودية رغم مئات الملايين التي تضخها الدولة -أعزها الله- لهذا القطاع. استهتار بالأرواح.. واسطات في كل مكان.. تفحيط بكل شارع.. حتى الأجانب تجدهم يتجاوزون الإشارة المرورية الحمراء دون أدنى خوف من رجال المرور (إن وجدوا)..!! اللواء المقبل واحد من قيادات الوطن الأمنية لا يمكن أن نقلل من حرصه ووطنيته، لكننا بالتأكيد نقف وبكل شفافية أمام الجانب العملي الواضح بالتزامن مع قيادات الإدارة العامة للمرور بالسعودية، حيث ظللنا طوال سنوات عمله مديرا عاما للمرور نأمل في إيجاد ملامح للأنظمة المرورية وكذلك زيارة المناطق والوقوف على معاناتها واحتياجاتها بشكل دوري ومباشر، والقرارات التي تنقض بعضها البعض ومنها تطبيق مضاعفة المخالفات في نظام ساهر الذي لم يحل مشكلة السرعة وتقليل الحوادث والوفيات، ناهيك عن عدم القدرة على تطوير رجل المرور، والذي لا يزال يستخدم عبارة (على جنب يا راعي السيارة)..!! آمل ألا يغضب رجال المرور فهم منا وفينا ونحبهم ونقدر عملهم، ولكن حينما ننتقد عملهم وزملائهم فنحن نمارس حقا مشروعا لنا ككتاب رأي ومواطنين متأملين أن تصل حروفنا إلى مدير عام المرور الجديد؛ ليعرف أننا نعاني من تواضع عمل جهاز المرور، والذي من وجهة نظري لم يصل إلى درجة رضا سالكي الطرقات، كما نأمل من المدير الجديد أن يعيد النظر بجدية بقراري ربط المخالفات بالقطاعات الخدمية للمواطن والمقيم رغم تحريم سماحة المفتي لمضاعفة قيمة المخالفات المرورية. أنا وغيري الكثير وصلنا إلى قناعة أن نظام ساهر لم يحم سالكي الطرق من الحوادث.. نعم لا ننكر أن الحوادث المرورية أزهقت الكثير من الأنفس بسبب السرعة، ولكن ليس الحل في كاميرات ساهر؟ فوزارة الطرق تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية والإدارة العامة للمرور تتحمل هي كذلك المسئولية بافتقاد الطرق السريعة للوحات الإرشادية ووسائل السلامة المرورية، فالمرور يجب عليه تكثيف الحملات المرورية التثقيفية بخطورة السرعة في وسائل الإعلام المختلفة وأماكن تجمع الشباب، وأزيد على ذلك أن تقوم الإدارة العامة للمرور بالتنسيق مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس بتبني الهيئة للحد الأعلى للسرعة في السيارات الواردة للمملكة، وليكن الحد الأعلى لها (140) فهذا قد يكون حلاً في تخفيف الحوادث المرورية الناتجة عن السرعة الزائدة عن المعدل المسموح به.