لا أعرف السر وراء الخلطة السرية لتفريخ القادسية المستمر للمواهب الفذة في عالم كرة القدم، فكلما غادرهم نجم أوجدوا آخرين في ربيع العمر. قبل انطلاقة الدوري كنت ألوم الصديق العزيز عبدالله بادغيش في نقاش ودي لقراره الذي اعتبرته خطأ كبيرا وفادحا بعدم جلب أي لاعب من الأندية الأخرى بعد الصعود من دوري الدرجة الأولى، وكنت أرى أن هذا القرار نابع عن عجز إداري ولا مبالاة، وكان بادغيش يخالفني بقوله إن القادسية تمتلك مواهب ستفاجىء الجميع. انتهى النقاش وكنت أظن أن القادسية سيكون محطة استراحة في (جميل). ظني خاب من الطلة الأولى للقدساويين في جميل، فما شاهدته في مباراتي الفيصلي والنصر من مواهب قدساوية واعدة داخل المستطيل الأخضر أبهرني كما أبهر غيري ليس للنتائج التي تحققت بفوز وتعادل، ولكن للمستوى والأداء وثقة نجوم صغار في أعمارهم بإمكانياتهم وقدراتهم بدليل تأخرهم أمام حامل اللقب بهدفين ونجاحهم بالتعادل والمبادرة للفوز في الدقائق الأخيرة. النجوم الواعدة لم تيأس ولم تستسلم لمن أكد أن الفريق سيكون محطة عبور الفرق، وكشر عن أنيابه منذ البداية، وظهر بمستوى قوي أمام النصر حامل اللقب، ولم يستسلم للهزيمة بالرغم من أن المبادرة كانت للضيوف، وسجل هدفيه في أول عشرين دقيقة، وهو ما كان كفيلا بالنيل من عزيمة لاعبي القادسية والاستسلام للأمر، فالواقع يقول إن سيناريو المباراة من المفترض أن يسير في اتجاه اللعب الدفاعي؛ لتفادي تسجيل أهداف أخرى في مرمى القادسية، ومن ثم تفادي الهزيمة التاريخية، لكن هذه اللغة لا يوجد لها مكان في القاموس القدساوي، وقالت النجوم الواعدة كلمتها في وجه البطل وفرضت عليه التعادل وكان الاقرب للفوز في الدقائق الاخيرة. القادسية ناد يجيد تفريخ النجوم بامتياز، ويجيد التنازل عنهم بامتياز أيضا، والمطلوب في هذه المعادلة الصعبة ونحن في عصر الاحتراف لا إفراط ولا تفريط، بمعنى ألا يكون ملء الخزينة من جراء بيع العقود هدفا أساسيا، ولا يكون العناد وخسارة مبالغ يسيل لها اللعاب لبقاء بعض النجوم قرارا نهائيا، فالمصلحة والتدبر هما الأصل في هذه المعادلة. نعود للسؤال الأهم.. ما هي الأسباب التي تجعل القادسية ناديا مفرخا للنجوم دون أن تكون له أكاديمية وما شابه ذلك؟ هل بيئة الخبر عامل أساسي في هذا التميز؟ أترك الإجابة لكم..