كشف الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي، العميد الركن أحمد عسيري، عن سيطرة القوات السعودية على جبل «طور الهشيم» وقرية «الفرع» التابعة لمحافظة صعدة معقل مليشيات الحوثي، بعد تكرار حوادث إطلاق صواريخ من الجانب اليمني. وأكد سكان يمنيون في المنطقة لمراسل وكالة الأنباء الألمانية أن قوات سعودية توغلت نحو منطقة العطيفين وجبل طور الهشيم، وقريه الفرع، عقب اعتراضها لصاروخ من طراز سكود أطلقه المتمردون من الأراضي اليمنية باتجاه المملكة، بحسب مصدر رسمي. وقال عسيري: إن الدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة، اقتضى توغل قواتنا لمهاجمة مواقع انطلاق الهجمات الحوثية على أراضي المملكة، مؤكدًا أنه لا أطماع لقوات التحالف في الأراضي اليمنية، مضيفا أن استهداف «قوات الحوثي علي صالح» الحدود السعودية هدفه رفع الروح المعنوية لأفرادهم بعد الخسائر التي طالتهم في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أنه يجب القضاء على مصدر هذه العمليات ومنع التمركز بها حمايةً لحدود المملكة. وأوضح أن الهدف من هذه العمليات تكتيكي، يتمثّل في منع مليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح من الاستفادة من المواقع التي تشرف على أراضي المملكة. وأكد أن هذا العمل مستمر منذ بداية العمليات العسكرية ولا جديد فيه، واصفا هجمات الحوثي على المواقع الحدودية بأنها عمل «عبثي» لا طائل منه، فمعظم من يهاجمون المراكز الحدودية للمملكة يُقتلون. وعن تصعيد العمل العسكري على صعدة معقل الحوثيين، قال عسيري: «إن هناك تدرجا أفقيًّا من الجنوب إلى الشمال، ابتداءً من عدن ومحيطها، والآن في الخط الواصل من تعز إلى مأرب»، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية تتم بسرعة لكن من غير تسرُّع. وأكد أهمية القضاء على المواقع التي يقصف منها الحوثيون المدنيين قبل الانتقال إلى مراحل أخرى. وبشأن إمكانية مهاجمة قوات التحالف صعدة (معقل الحوثيين)، قال: «من الصعب التعليق على عمليات مستقبلية، لكن نؤكد أن قيادة وقوات التحالف سوف تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع المليشيات الحوثية من استمرار في هذه الأعمال العبثية». ولكن «سوف يأتي الدور -إن شاء الله- وتؤمن الحدود السعودية ويتم التعامل مع من في صعدة بإذن الله». وأوضح عسيري: «تواجه المليشيات الحوثية صعوبات داخل اليمن في أكثر من محافظة وخسائرهم كبيرة، وبالتالي يعتقدون الآن أنهم بحاجة لرفع معنويات جنودهم من خلال استهداف مواقع حدودية سعودية والتي ازدادت وتيرتها خلال الفترة الماضية»، موضحاً طبيعة العمل التكتيكي الذي يتمثل في هذه الفترة في القضاء على مصدر هذه النيران التي يطلقها الحوثيون وطردهم من التمركز في المواقع القريبة من الحدود السعودية والعمل على منعهم من الاقتراب منها»، واصفاً إرسال المليشيات المتمردة وقوات المخلوع صالح لجنودها إلى الحدود السعودية بالمحرقة والعمل العبثي المستمر، لافتًا إلى أن المليشيات الحوثية هدفها تحقيق نصر إعلامي ومعنوي وهو بحمد الله لن يتحقق. وقد اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي، صباح أمس الأربعاء، صاروخ سكود أطلقته مليشيات التمرد في اليمن باتجاه منطقة جيزان المحاذية للحدود اليمنية. وأعلنت القوات المسلحة في بيان أنها تمكنت من اعتراض صاروخ سكود في جازان ودمرت منصة للصواريخ في الجانب اليمني. وأوضحت أن «قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت حوالي الساعة السادسة والنصف صباح الأربعاء صاروخا بالستيّا من نوع سكود بقطاع جازان، إذ تم اعتراضه وتدميره بدون أي أضرار». وأكدت أن قوات الدفاع الجوي السعودية «بادرت في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية». وأكد مراسلون أن القوات السعودية أرسلت تعزيزات من الدبابات والآليات العسكرية شوهدت باتجاه قطاع الحرث قرب منطقة جازان، وتوغلت عدة كيلومترات في محافظة صعدة «بهدف وقف إطلاق القذائف من جانب مليشيات الحوثي». وأشارت المصادر إلى أنه تم تدمير الصاروخ الحوثي بصواريخ باتريوت دون وقوع أضرار. وتعرضت المناطق السعودية المحاذية للحدود مرارا لقصف عبثي من مليشيات التمرد. وفي وقت لاحق أمس، شنت طائرات التحالف العربي، سلسلة غارات على مواقع التمرد في محافظة البيضاء، وبحسب المصادر، قصف طيران التحالف «معسكر الدفاع الساحلي» ومنطقة «المحجر» في المخا بتعز، حيث تم تدمير مخازن ضخمة للأسلحة والآليات العسكرية، وسط أنباء عن وصول قوة سعودية إلى عدن ومروحيات إلى محافظة مأرب. ونقل مراسلون عن مصادر عسكرية قولهم: إن 6 مروحيات «أباتشي» تابعة للتحالف، الذي تقوده المملكة، هبطت في مطار صافر بمأرب، التي تشهد منذ أيام عدة وصول تعزيزات عسكرية. يأتي ذلك، بعد وقت قصير على وصول قوة عسكرية سعودية إلى مطار عدن الدولي في جنوب اليمن، وذلك في إطار عملية «إعادة الأمل» الساعية إلى دعم الشرعية وعودة الاستقرار إلى البلاد. وقالت المصادر: إن قوة تضم 100 جندي سعودي مدعومة بآليات وكاسحات ألغام، وصلت إلى عدن التي نجحت المقاومة في تحريرها من المتمردين. وكانت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي نجحت في تحرير محافظة عدن في منتصف يوليو الماضي، وذلك بعد أيام قليلة على إطلاق التحالف عملية «السهم الذهبي». وقال الشهود: إن غارة عنيفة استهدفت معسكر جبل النهدين ودار الرئاسة ومعسكر 48 في السواد جنوبصنعاء. وهز دوي انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء، وارتفعت أعمدة الدخان بكثافة، وسط إطلاق المضادات الأرضية من قبل الحوثيين وقوات صالح من مواقع مختلفة. وأفادت المقاومة الشعبية الموالية لقوات الشرعية بمقتل 145 متمردا من مليشيات «الحوثي صالح» خلال نصف شهر من المعارك في محافظة إب. وقالت في بيان إلكتروني: إن من بين القتلى ستة قادة إضافة إلى إصابة 451 آخرين. وأشارت إلى مقتل31 من مقاتلي المقاومة، إلى جانب ثلاثة مدنيين، لافتة إلى تدمير 22 دورية عسكرية وإعطاب ست مدرعات ودبابات، وجرى تحرير ثماني مديريات من قوات التمرد، مضيفة أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في 12 مديرية أخرى، حيث تم تحرير أجزاء منها، وسط قصف عنيف يشنه التمرد على قرى محافظة إب. وفيما تمكنت المقاومة الشعبية من قتل أكثر من 20 عنصرا من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في محافظة تعز، صرح وزير الإدارة المحلية اليمني، عبدالرقيب سيف فتح، بأن مليشيات «الحوثي صالح» تمارس تدميرا ممنهجاً لمدينة تعز وتستهدف المنازل وأعلنها مدينة منكوبة. وبدورها، أكدت منظمات حقوقية أن عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، قتلوا في القصف المتواصل الذي تشنّه مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على الأحياء السكنية في تعز، موضحين أن تلك المليشيات قصفت مستشفى الثورة ومحطة توليد الكهرباء، كما استهدفت طواقم الإسعاف، كما فجرت الكثير من المنازل بالديناميت.