ارتفعت حصيلة قتلى الغارات التي شنتها قوات النظام السوري السبت على مدينة دوما أبرز معاقل المعارضة في محافظة دمشق الى 34 شخصًا بينهم 12 طفلًا، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس. وقتل 11 شخصا واصيب 56 اخرون الاحد جراء سقوط قذائف استهدفت سجن دمشق المركزي، بحسب حصيلة اوردها الاعلام السوري الرسمي. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «ارتفعت حصيلة غارات وقصف يوم السبت الى 34 مدنيا بينهم 12 طفلا وثماني مواطنات»، مضيفًا: «من السبت حتى الأحد عثر على جثث تحت الأنقاض وهناك جرحى فارقوا الحياة». وشنت قوات النظام غارات جوية وقصفًا مدفعيًا وصاروخيًا كثيفًا على مدينة دوما، وأعلن المرصد في حصيلة اولية مقتل 20 شخصًا. وأوضح عبدالرحمن ان رجال الانقاذ عثروا على مزيد من القتلى والجرحى تحت الانقاض ليلًا، لافتًا الى ان بعض الغارات أدت الى مقتل عائلات بأكملها. وقال المرصد: إن فرق الدفاع المدني ومتطوعين محليين واصلوا جهودهم صباح الاحد للعثور على سبعة اشخاص ما زالوا في عداد المفقودين. ونشرت تنسيقية دوما على صفحتها على فيسبوك اسماء وصور القتلى. ويأتي استهداف دوما السبت رغم التنديد الدولي الذي اعقب الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام الاحد الماضي على سوق شعبي مكتظ داخل المدينة، وتسببت بمقتل 117 شخصًا على الاقل بينهم 16 طفلًا، وفق المرصد. وشن الطيران الحربي التابع لقوات النظام امس 11 غارة جوية على الغوطة الشرقيةلدمشق. مدينة منكوبة واشار المرصد الى اصابة عدد من الاشخاص بجروح دون مزيد من التفاصيل. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها أن "سلاح الجو دمر مستودع ذخيرة وراجمة صواريخ ومدفع23 للتنظيمات الارهابية التكفيرية فى عربين وحرستا في الغوطة الشرقية». وأعلن المجلس المحلي في مدينة حرستا والدفاع المدني فيها الأحد أن حرستا «مدينة منكوبة»، وذلك في بيان نشر على صفحة المجلس على موقع «فيسبوك». وجاء في البيان أن المجلس والدفاع المدني يعلنان حرستا مدينة منكوبة، بعد حملة القصف الجوي غير المسبوقة عليها، واستهدافها بصواريخ الراجمات وصواريخ أرض-أرض وقذائف الهاون إلى جانب استهداف مقرات المجلس المحلي والدفاع المدني «بشكل مقصود». واعتبر البيان أن قوات النظام «توغلت في تدمير المدينة بشكل ممنهج، من خلال هدم الأبنية السكنية، إما عبر تفخيخها وتفجيرها أو باستهدافها بالصواريخ»، وتابع القول: «يتزامن ما يحدث في الغوطة الشرقية مع صمت دولي عما يدور في البلاد، وغض البصر من قبل منظمات المجتمع المدني عن قتل الأطفال والنساء والأبرياء». وتضمن البيان إدانة لصمت المجتمع الدولي خاصة بعد مجزرتي دوما في 16 و22 من الشهر الجاري، والقصف غير المسبوق على حرستا، الذي راح ضحيته 60 شخصًا خلال أسبوع واحد، إلى جانب الحصار المفروض على مدينة التل منذ نحو شهر، وقطع الطرق ومنع إدخال المواد الغذائية إليها. يذكر أن الاشتباكات بين قوات النظام وبين الجيش الحر وكتائب إسلامية، في محيط إدارة المركبات العسكرية في حرستا متواصلة، أسفرت امس عن مقتل اثنين من عناصر «لواء فجر الأمة» التابع ل«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» حسب ما أفادت وكالة «سمارت». من جهة اخرى، سقطت قذائف مصدرها مواقع الفصائل المقاتلة المحيطة بالعاصمة في محيط سجن دمشق المركزي المعروف باسم سجن عدرا. واشار التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل نقلا عن وزارة الداخلية الى «سقوط قذائف هاون اطلقتها التنظيمات الارهابية التكفيرية على سجن دمشق المركزي ومحيطه ومخيم الوافدين في ريف دمشق». ونقل عن مدير السجن قوله: «أدت قذائف الحقد الارهابي الى ارتقاء 11 شخصًا واصابة 56 بينهم نساء واطفال» موضحا ان احدى القذائف اصابت باب السجن. واحصى المرصد من جهته مقتل تسعة اشخاص على الاقل جراء سقوط القذائف على محيط السجن بالاضافة الى اصابة العشرات بجروح. وقال عبدالرحمن: «إن عناصر من قوات النظام في صفوف القتلى بالاضافة الى بعض القتلى المدنيين» من دون تفاصيل اضافية. جبهات القتال وفي حلب قال ناشطون: إن قوات المعارضة التابعة لغرفة عمليات الفتح استهدفت معاقل قوات بشار الأسد بحيّ الخالدية بقذائف محلية الصنع، كما استهدفت تجمعات جيش النظام على جبهات البريج. في جبهات القتال مع تنظيم داعش في الريف الشمالي فقد تصدى مقاتلو المعارضة لتقدم عناصر التنظيم على جبهات قرية الوحشية وقتلوا عددًا منهم، واستهدفوا معاقل عناصر التنظيم في عدد من المناطق بالريف الشمالي بقذائف الدبابات. يأتي ذلك في وقت شنّت طائرات النظام غارات جوية على أحياء ومناطق عدة بحلب وريفها، مما أدى إلى سقوط قتيلة على الأقل وعدد من الجرحى. وفي حماة شنّت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في بلدة خطاب شملت عددًا من المطلوبين للنظام، حيث بلغ عدد المعتقلين أربعين، بحسب شبكة شام. أما في حمص فقد قتل شخص وأصيب آخرون بجروح نتيجة استهداف عناصر النظام برصاص قناصته تحركات المدنيين في حي الوعر. من جهة أخرى دارت اشتباكات بين عناصر تنظيم داعش وقوات النظام على أطراف منطقة جزل ومدينة القريتين، وسط شن الطيران غارات جوية عدة على المنطقتين ومحيطهما. وتشهد سوريا نزاعًا داميًا تسبب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل اكثر من 240 الف شخص.