انطلق الموسم الكروي السعودي وجاء عنوانه الابرز «الهلال» بعدما غرد بأول ثلاث نقاط في افتتاحية دوري عبداللطيف جميل امام الوحدة في لقاء قدم خلاله مستوى جلب له النتيجة التي تطمئن جماهيره العريضة في بداية المشوار. بداية الهلال جاءت من حيث نقطة النهاية في الموسم الماضي، حيث اختتم موسمه بكأس الملك، على حساب غريمه التقليدي النصر، وهي المرة الأولى التي يتوج بها بهذه الكأس الغالية، ليدشن موسمه الجديد بالتتويج بكأس السوبر السعودي،التي تدخل الخزائن الهلالية للمرة الأولى أيضاً مع انطلاق نسختها الثالثة. الهلال برهن ان فوزه بسوبر الضباب لم يكن بضربة حظ، ولكن كان نتيجة حتمية للاستعداد الجيد للفريق لبطولات الموسم لاسيما في ظل احتفاظه بالمدرب اليوناني جورجيوس دونيس للموسم الثاني على التوالي، فالمدرب من نوعية المدربين التي تتسم بالهدوء، وتعرف ما تريده وتصل إليه من أقصر الطرق، وهو اعلنها صريحة في أول مؤتمر صحفي له هذا الموسم، حيث أكد ان الفوز بلقب الدوري هو اول أهدافه مع الهلال. كلام دونيس يعني، أنه سيبدأ من نقطة الصفر، بعدما وضع كأسي الملك والسوبر وراء ظهره في سلام بخزائن الهلال، ليبحث عن هدف مقبل، وهو الفوز بلقب الدوري الغائب عن خزائن الزعيم أربعة مواسم متتالية، وهي فترة زمنية كبيرة لم يعتد جمهور الشقردية على غياب لقب الدوري عن خزائن فريقها طيلة هذه المدة على الرغم من عدم غياب الزعيم عن منصات التتويج في هذه الفترة إلا أن لقب الدوري له مذاق خاص لدى جمهور الكرة في المملكة على مختلف ميوله. الهلال أعلن التحدي منذ الإطلالة الأولى ليؤكد أنه المرشح الابرز والاقوى لاحراز اللقب بأداء مقنع في اول جولة من جولات دوري عبداللطيف جميل، ولا يعني ذلك أنه ضمن اللقب من خلال الفوز في اولى مبارياته، فالمشوار لا يزال طويلاً ويصعب علينا ان نحدد فريقا بعينه بطلاً للدوري، لكن الاطلالات الأولى تبعث لنا برسائل نكشف من خلالها من سيكون له القدرة على المنافسة. تعودنا على الصراعات الثنائية في كل موسم.. وأستطيع أن أعلنها بكل صراحة وبلا مواربة، أن هذا الموسم سيكون التنافس على أشده بين الهلال والاتحاد على اللقب في تكرار للسيناريو الذي كان عليه الحال بين الفريقين منذ عدة سنوات، قبل أن ينفض النصر الغبار عن نفسه ويعود للواجهة من جديد ويتوج بلقبين للدوري لموسمين متتاليين، لكن محاولته الاحتفاظ بالبطولة لموسمها الثالث على التوالي ستشهد صعوبة، لاسيما بعد التراجع في المستوى الذي ختم به الفريق النصراوي الموسم الماضي، وأيضاً الأداء الذي دشن به موسم جميل أمام هجر. عوامل عدة جعلت الهلال الجديد مختلف عن هلال المواسم السابقة، وجعلته الأقرب للمنافسة، على اللقب يأتي في مقدمتها أن الهلال حدد أهدافه خلال فترة الإعداد التي قضاها بالنمسا، وايضاً الاستقرار الإدراي والفني الذي عليه الفريق كما أسلفت، فكل هلالي متفائل بإدارة الأمير نواف بن سعد بالمنافسة على كل البطولات الممكنة، هذا الموسم بدءاً من الدوري وانتهاء بلقب دوري أبطال آسيا، ومن ثم تحقيق حلم التواجد بمونديال الأندية الذي يراود الهلاليين منذ سنوات، والإدارة الجديدة ويبقى الأهم ضربة البداية وتحقيق كأسين امام النصر تحديداً. نتائج الهلال الحاليّة مهم ان يكون لها تأثير إيجابي امام لخويا في دوري أبطال آسيا وهذا ما يهم جمهور الهلال والذي بات يردد كثيراً «آسيا آسيا» بعد كل فوز وبعد كل بطولة. أخيراً.. يبقى التنوع في تحقيق البطولات مهما وهذا ما نطمح اليه كمتابعين محايدين لا يهمنا من يفوز بقدر ما يهمنا المستوى والتنافس داخل الملعب.