حث رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي السبت الكتل السياسية على القيام بمهامها ومحاسبة المسؤولين الفاسدين في كتلهم السياسية وإقالتهم وفق الطرق القانونية والدستورية. وقال العبادي، عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أنا استوعب أن هناك مطالب لتغيير المسؤولين وهذا من حق المواطنين، والكتل السياسية عليها القيام بمهمتها بهذا الشأن، فإذا كانوا يريدون تغيير مسؤولين فإن هناك طرقا قانونية ودستورية للتغيير، وليس تحميل المسؤولية على الآخرين، ويصبحون مثلهم مثل المتظاهرين، وليس من حق الشخص المنتخب الخروج في المظاهرات لأن ذلك يعني انه خارج لإدانة نفسه". وأضاف: إن المتظاهرين يريدون خدمات ومكافحة الارهاب وعلى الكتل السياسية محاربة الفساد بداخل الكتل السياسية وليس مطالبة الآخرين بذلك، باستخدام الطرق القانونية والتصويت وفتح ملفات فساد حقيقية، وليست تسقيطية بحيث تأخذ مجالها القانوني السليم". وقال: "أدعو في حال إقالة مسؤولين اتباع هذه الآلية واذا كنتم عاجزين فإننا قادرون؛ لأن المواطن لا يريد مسؤولين عاجزين". واحتج آلاف العراقيين الجمعة في بغداد ومدن بجنوب العراق للمطالبة بإصلاح القضاء والبرلمان والهيئات الحكومية المحلية. وساعدت الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي بسبب انقطاع الكهرباء في ظل موجة حارة شديدة في أن يطلق العبادي حملة إصلاحات شاملة. ومبادرة الإصلاح هي أكبر تحرك من العبادي لإحكام قبضته على السلطة حتى مع سقوط ثلث العراق تقريبا في أيدي متشددي تنظيم داعش، فيما تواجه الحكومة المركزية أزمة اقتصادية من انهيار أسعار صادراتها النفطية. وأقال العبادي ثلث حكومته الأسبوع الماضي وقلص عدد الوزارات إلى 22 بإلغاء مناصب أو دمج وزارات. وألغى العبادي في وقت سابق مناصب نواب ثلاثة للرئيس وقلص الترتيبات الأمنية ومزايا أخرى للساسة وشجع التحقيقات في الفساد ومنح نفسه سلطة عزل المحافظين والمسؤولين بالمحافظات. وتأتي التحركات التي تهدف للقضاء على الفساد وعدم الكفاءة، حيث يقول منتقدون إنهما تسببا في تحويل العراق إلى بلد غير قابل للحكم تقريبا في أعقاب نداء من المرجع الشيعي علي السيستاني للضرب بيد من حديد ضد الفساد. وأيد السيساتي الجمعة إصلاحات العبادي وقال إنها ينبغي أن تركز على القضاء. وفي سياق متصل، قال مسؤولون السبت إن محتجين يطالبون الحكومة بإصلاحات قطعوا الطريق إلى ميناء أم قصر الجنوبي للبضائع، مما أدى إلى تعطل الأنشطة في الميناء الذي يستقبل شحنات الحبوب والمعدات الثقيلة المستخدمة في صناعة النفط. وقال عمار الصافي المتحدث باسم الشركة العامة لموانئ العراق إن عشرات المحتجين الذين أغلقوا بوابتي الميناء الرئيسيتين منذ صباح الجمعة نصبوا خياما خلال الليل ورفضوا السماح بعبور الشاحنات ومنعوا الموظفين من دخول المنشأة. وقال الصافي ومصدر أمني إن قوات الأمن حرصت على إبعاد المحتجين عن الميناء لكنها لم تفرقهم.