السؤال: أنا عاقد قراني منذ حوالي ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الوقت وأنا في مشكلات دائمة مع زوجتي؛ بسبب كذبها علي، وخداعها لي، وأيضا طلباتها كثيرة، إضافة إلى عدم اهتمامها بي، وعدم اهتمامها بنفسها، فأنا أحبها، وأريد أن أصدِّق أنها سوف تتغير، ولكن هذا الكذب يجعلني دائما في حالة شك وتردد، وأخشى أن يكون بيننا أولاد ونظلمهم معنا، ولا أعلم ماذا أفعل، فأنا قد دخلت بها في لحظة ضعف، وأخشى أن أتركها فأكون ظلمتها، وأخشى أيضا أن أتم الزواج بها فأعيش حياتي كلها معها في مشكلات وكذب. أرشدوني ماذا أفعل؟ الجواب أولا: استعن بالله -عز وجل- ولا تعجز، وفوّض أمرك إلى الله، وادعه دائما أن يسددك ويوفقك ويصلح زوجتك، فالدعاء سلاح غفل عنه الكثير، فلا تبدأ في عمل إلا ويسبقه الدعاء، ولا تبخل عليها بالدعاء في كل وقت أن يهديها ويصلح حالها. ثانيا: اعلم أن كل شخص فيه نقص أو سلبية معينة، ولكن النقص يختلف بحجمه وسوئه من شخص لآخر، فتجاوز عن الهفوات، واغمض عينيك عن بعض الزلات التي تكون زوجتك قد ابتليت بها. ثالثا: ابدأ بنفسك لتكون قدوة لزوجتك، فحافظ على الصلوات المكتوبة في أول وقتها في المسجد، وشجعها على ذلك، وهيئ لها المناخ المناسب لطريق الاستقامة. رابعا: شجِّع زوجتك واصطحبها لحضور المحاضرات التي تعقد في المساجد. خامساً: شجع زوجتك للالتحاق بدور تحفيظ القرآن، وعرفها ببعض الأخوات الصالحات اللائي يكون لهن التأثير الإيجابي عليها بفضل الله، لأن تأثير المرأة على المرأة قوي. سادساً: عليك بالتوازن في التعامل معها. سابعاً: اشعرها بحبك لها، وأنك راغب فيها، وامدحها بصفات هي فيها، واطلب منها أن تتعاون معك لتأثيث بيت الزوجية على الثقة والاحترام المتبادل. ثامناً: لا تجبر زوجتك على الكذب عليك، بمعنى لا تضعها في موقف يدفعها دفعا للكذب عليك وإخفاء الحقيقة، والزوج الذكي هو الذي لا يضطر زوجته للكذب، وهو الذي يستطيع أن يتعرف على مدى صدق زوجته، وعلى المواطن التي لا ينبغي الاقتراب منها، وهي تختلف من امرأة لأخرى حسب اهتمامات كل واحدة. تاسعاً: إذا قدر الله لكما وأتممتما الزواج، لا تجعلها عند أهلها كثيراً، كن أنت أهلها واشعرها أنك جزء منها، اجلس معها كثيرا وتبادلا أطراف الحديث، وحاول أن تسكن قريباً من أناس مستقيمين متدينين، وابتعد عن السكن قرب أهلها، أو أماكن تخشى فيها على دينها وأخلاقها. عاشراً: إذا لم ينفع شيء مما سبق، فابحث عن امرأة صالحة، من أهلك أو أهلها، ليعظنها ويذكرنها بالله -عز وجل- وإذا أعيتك الحيل، ورأيت أنك بذلت جهداً كبيراً من أجل إصلاح زوجتك، ولم ينفع شيء، استخر الله -عز وجل- واطلب الخِيَرة. حادي عشر: إن قدر الله وحدث الفراق، فليكن تركك لها ابتغاء مرضاة الله عز وجل، فلا تظلمها، وأعلن دخولك بها، مع إعطائها كل مستحقاتها من نفقة ومهر وخلافهما.