في كرة القدم الخسارة واردة، وقد تحضر في ظروف مختلفة، لا يمكن لأي إنسان أن يجزم بفوز فريقه إذا ما قابل فريقاً يوازيه في القوة من جميع النواحي، لكن تبقى الخسارة موجعةً لأنصار الخاسر، فالفوز طقوسه مختلفة عن الخسارة، والفائز لا يمكن أن يحقق الفوز إلا إذا قدّم عملاً جيداً ومنظماً، والخاسر يخسر لأنه لم يقدم عملاً يوازي عمل الفائز، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ، حيث تتجلى هذه الصورة في نهائي السوبر بشكل واضح، فمَن تابع المباراة يلاحظ فرقاً في الأداء بين الهلال ومنافسه النصر، فالهلال استحوذ تماماً على كل المباراة، وكان بالإمكان أن يظفر بنتيجة كبيرة في المباراة لولا سوء الطالع الذي لازم الفريق أثناء مجرى المباراة، وهذا نتيجة عمل واستعداد مبكر واختيار جيد وحرص من قبل مسيري الفريق على أن تكون بداية الموسم بلقب جديد، كل تلك العوامل ساعدت الهلال على الظهور بالشكل المميز، بقليل من التفصيل في العمل الهلالي، فالفريق آثر الصمت ومضى يعمل في صمت، فاختار أجانبه وفق ما يحتاجه الفريق، وأبقى على مدربه ليكمل عملاً بدأه في الموسم الماضي، ورتّب أوراقه بالشكل الصحيح، ويبدو أنه وضع خططه لموسم طويل، وأعدّ نجوم فريقه من كل الجوانب إعداداً جيداً، فظهر الهلال في أول مباراة بشكل جميل، رغم أن البدايات في كرة القدم لا تكون مميزة؛ لأن أي فريق يحتاج إلى وقت حتى يظهر بالأداء المقنع. أما منافسه التقليدي النصر فقد ظهر في مباراة السوبر وهو مدجّجٌ بالتوقعات والتكهنات، على أنه الأقرب لكأس السوبر، فحالة الاستقرار الفني والعناصري التي يعيشها الفريق تجعل حظوظه أكثر من الهلال، فالوضع الفني لنجومه المحليين يميزه كفريق عن غيره من الأندية، لكن المتابع لفترة إعداد الفريق لا يمكن أن يمنح النصر تلك التوقعات بالفوز، فالفريق بدأ فترة الإعداد متأخراً جداً، ولم تكن هناك جدية في تنفيذ برنامج الإعداد، كما كان يظهر على بعض اللاعبين أثناء حصص التدريب، فقد لمس المشجع النصراوي كمية الضحك والتهاون التي كانت تأتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي من معسكر الفريق، وكأن الجميع ذهب للنزهة فقط. فالجدية في أداء العمل مطلبٌ مهمٌّ، والحماس للعمل جزءٌ من نجاحه، والرغبة في تقديم الإنجازات فكر احترافي يجب أن يحضر في كرة القدم. إن خسارة النصر في السوبر يشترك فيها فريق عمل بأكمله دون استثناء من الرئيس إلى اللاعبين والإداريين، وهذه حقيقة الموقف الآن..!! فمن يريد أن يحافظ على مكتسباته يجب أن يتواصل عمله، فإدارة النصر بقيادة فيصل بن تركي من أهم عيوبها فشلها المستمر في اختيار العنصر الأجنبي..!! ولا أحد يفهم لماذا يتكرر الخطأ في هذه الجزئية تحديداً، إلى أن أصبح البعض يضع فرضيات معينة تنحصر حول المفاوض النصراوي الضعيف، وبعض السماسرة الفاشلين..!! وأجانب النصر لا يمكن أن يضيفوا للنصر هذا الموسم أي شيء باستثناء أدريان الذي كان غائباً في السوبر تماماً، أما البقية وجودهم قد يعيق تفوق العنصر المحلي في الفريق، فمحمد حسين مدافع النصر صرَّح في الموسم الماضي أنه قدّم كل شيء، ولم يعد لديه شيء يقدمه للنصر أو لمنتخب بلاده، إذاً ما الحكمة من التجديد معه!؟ وكذلك فابيان الذي ذهب من السعودية بعد نهاية الموسم وهو لا يعلم عن مصيره شيئاً، ولو كان لاعباً مؤثراً لما انتظر النصر طوال فترة الصيف حتى يحدد موقفه منه..!! والخطأ الأكبر الذي وقعت فيه إدارة النصر هو التوقيع مع الأجنبي الرابع مورا بعقدٍ مبدئيٍّ، والسماح له باللعب مع فريقه الذي كان من المفترض أنه باع عقده، ليأتي في نهاية الأمر ويعلن عدم رغبته بالانتقال إلى النصر، وكأنه وضع النصر «كاستاند باي» إن حقق فريقه الأساسي ما يتمنى ويرجو ترك النصر، وإن لم يحقق أتمّ عملية الانتقال إلى النصر..!! «الحقيقة المهمة» تقول: إن موسم النصر سيكون صعباً جداً، وبهذه الوضعية سيعاني النصر كثيراً، خصوصا أن الآمال معقودة على النسخة القادمة من بطولة آسيا؛ لهذا من المهم أن تكون خسارة السوبر جرس إنذار مبكر يتلافى فيه مسيرو الفريق كل الأخطاء في الفترة القصيرة القادمة. ودمتم بخير...