افتتح الهلال موسمه ببطولة من غريمه التقليدي، كما اختتم موسمه السابق ببطولة منه، بكرنفال سعودي أُريدَ منه تحسين صورة الكرة السعودية والتسويق لها عبر مباراة السوبر السعودي، والتسويق للاعب السعودي لفتح مجال الاحتراف له في الدوري الإنجليزي، بالرغم من احتلال منتخبنا موقعاً متأخراً (فوق المائة في تصنيف الفيفا). المباراة حضر فيها الهلال بنجوم قدموا كرة جماعية متناسقة متناغمة متوجة بحضور ذهني وتركيز وقتالية، وانتشار ولياقة ترجمت جهداً بذله الطاقم الفني والإداري بمعسكر اكتسى بالجدية والأهداف المحددة لفريق متكامل العناصر، الأجنبي منها قبل المحلي، وفرض شخصيته على اللقاء فتسيّده وحقق مبتغاه بحصد بطولة سوبر لفريق سوبر. في ذات الوقت غاب النصر بنجومه، فقد كانوا تائهين ومتخبطين تغلب عليهم العشوائية وكأنهم حديثو العهد بالكرة وليس بالفريق فقط، فغابت القتالية وغاب الانسجام والتفاهم بين عناصر الفريق الذي افتقد للقائد الميداني في ظل غياب القائد الفني الذي بدأ كعادته بتشكيلة لا تتناسب مع المباراة، ولا يحسن قراءة الفريق المقابل. داسيلفا خسر المباراة بقراراته غير المحسوبة ببداية المعسكر في وقت متأخر جداً، انعكس على لاعبيه في ليلة المباراة، ولم يعط المباراة أهميتها التي تستحقها من استعداد بدني وذهني لعناصر فريقه. الانتقادات لم تتوقف طوال فترة المعسكر النصراوي لعدم توفر الجدية التي يجب أن تهيمن على المعسكر، والتي عكستها «سنابات» نجوم الفريق الذين حضروا في «السناب» وغابوا في الملعب، فالدور الإداري كان حاضراً في المعسكر الهلالي وغائباً في المعسكر النصراوي، وهذا الكلام كان طوال فترة المعسكر، مما انعكس على ما قدم في المستطيل الأخضر، فقد غاب التحضير والتهيئة النفسية لأهمية هذا اللقاء لدى عناصر النصر. المعسكر الهلالي (مكتمل الدسم) بمشاركة جميع الأسماء التي يحتاجها الفريق، والتي بُنيت عليها إستراتيجية المعسكر للوصول للأهداف المنشودة لتحقيق البطولات المستهدفة. في المقابل المعسكر النصراوي (قليل الدسم)، فإدارته لم تستطع إنهاء ملف اللاعبين الأجانب حتى الآن، لتستنجد «بفابيان» المنقطع عن التمارين لتغطية النقص الحاصل بالفريق، والذي التحق بالمعسكر متأخراً عن زملائه، فلا «إليونسي» حضر ولا «مورا» جاء، فهل ضعف المفاوض النصراوي له الدور؟ وهل سيحلّ هذا الملف بأسماء تكون داعمة للفريق لا عالة عليه؟ وأختم بالغائب الأكبر وهو «الأهداف»، التي زُعِم أنها ستتحقق بفضل تنظيم هذا اللقاء في أرض منبع كرة القدم، فحضر سوء التنظيم باختيار الملعب مروراً بتنظيم استقبال الفريقين، واختيار الفنادق التي تبعد عن مقر التمارين والملعب، وانتهاءً بطريقة التتويج الذي بخل المنظمون بإعداد منصة له. من جهة أخرى، شاهدنا جميعاً حضور العنصر النسائي في المدرجات، والذي تفنن المخرج في إظهاره والتركيز عليه أكثر مما ركز على الملعب وعلى سير المباراة لدرجة مبالغ فيها. وكما اعتدنا من الاتحاد السعودي، فإنه يفقد الفرصة تلو الأخرى لتقديم نفسه كاتحاد محترف يعمل ضمن إستراتيجية وأهداف محددة وواضحة .. فإلى متى؟