خسر النصر جولة ولم يخسر معركة الموسم الكروية، والعقلاء في «العالمي» يعرفون هذه الحقيقة، ويعتبرون محطة السوبر ما هي إلا إعداد لموسم طويل، وهم الأعرف بهذه المعادلة فقد خسروا في الموسم الماضي لقب السوبر أمام الشباب لكنهم حافظوا على لقب الدوري وهو الأهم ووصلوا لنهائي كأس ولي العهد. المستغرب في خسارة النصر للسوبر أن هناك سيوفا سلت من غمدها وهي تكتسي اللونين الأصفر والأزرق، وراحت تهول الخسارة في صحراء قاحلة لايوجد بها ماء ولا كلأ، حتى وصل الأمر بهم لجعل ما تحقق للنصر في الآونة الأخيرة سرابا في صحرائهم. فتحوا ملف المدرب ديسلفا بأنه لا يملك الجديد، وعرجوا على ملف الأجانب، ونالوا من الصفقات، وسخروا من الإعداد لمجرد خسارة في تسعين دقيقة لا أكثر ولا أقل. والمضحك المبكي في آن واحد ذلك الهشتاق الغبي المعنون تحت اسم، ارحل ياكيحلان، وهو تفكير عقيم يؤسس لمرحلة بؤس إذا لم يجد له رادعا من قبل النصراويين. في اعتقادي أن النصر يسير في الطريق الصحيح في إبقاء حظوظه فارسا مهيبا في هذا الموسم رغم تعثر البداية. مشكلة أنديتنا الجماهيرية أن أنصارها يطيرون في العجة مع كل إخفاق ويتصورون أن البطولات والألقاب وجدت لهم فقط لا لغيرهم ممن يعمل للحصاد، لذلك لا غرابة من ردة فعل بعض النصراويين عندما تعرض فريقهم لهزة البداية برفع سقف المطالبات حتى وصل الأمر ببعضهم بالمطالبة بإبعاد صانع فرحتهم بعد غياهب السنين. وردة الفعل التي يصاحبها أكشنة قريبة من الأفلام الهندية لا تختص بجماهير النصر فقد سبق أن فعلها جمهور الهلال والاتحاد والأهلي، لذلك نرى التناقضات الكبيرة مابين الإطراء والقدح خلال فترة زمنية قصيرة جدا سواء فيما يخص الإدارة أو الجهازين الفني والإداري أو اللاعبين وحتى النجوم. وما يثير الغرابة في عدم تحقيق النصر للقب السوبر، ليس ردة فعل بعض الجماهير، بل ردة فعل بعض الأقلام التي ذهبت بعيدا في تحليل الأمور بحجة التنبيه والتحذير لما هو قادم في الساحة النصراوية، وهو في اعتقادي تضخيم لخسارة أراها طبيعية عطفا على مجريات المباراة أولا، وغياب ذهنية اللاعب النصراوي داخل الملعب، والسبب الأهم من وجهة نظري غياب قائد محنك مثل حسين عبدالغني. مهم جدا أن يتدارك النصراويون الأخطاء ولكن بدون مبالغة ولا تهويل، وموضة أننا لا نرضى إلا بالأول ونرفض حتى الوصافة جربها الهلاليون ونالت منهم كثيرا، فلا داعي ليخوض الجمهور النصراوي نفس التجربة فهي (هياط) لا تسمن ولا تغني من جوع.