لم يمنح النصر والشباب منتظري انطلاقة البطولات السعودية الفرصة لالتقاط الأنفاس حين قدما واحدة من المباريات السريعة المثيرة المملوءة بالفرص السانحة للتسجيل، مواجهات البدايات عادة ما تكون رتيبة، يعقبها تفنن في إيجاد الأسباب التي لا تخرج عن كونها طبيعية بعد فترة راحة طويلة تتطلب ارتفاعا تدريجيا في اللياقة البنية، وحاجة المدربين للوقت، ولاعبيهم للانسجام. نهائي «السوبر» السعودي كان خير بداية لانطلاق الموسم، الجماهير الكبيرة والحماس الواضح وما قدمه الفريقان أشعر المتابع وكأننا في منتصف النشاط، التحكيم وحده هو من شوه الحدث؛ خصوصا في الحالات المتكررة داخل منطقة الجزاء الشبابية من شأنها تغيير كل شيء، وتحويل البطل وصيفا والوصيف بطلا. تفوق النصر داخل الميدان وكانت له السيطرة وظهرت رغبته في البحث عن هدف تقدم، ولاعبوه أدوا بثقة متناهية وتحقق لهم الأسبقية، في وقت اختفى فيه منافسه تماما؛ حتى أخطأ المدافع خالد الغامدي خطأ بدائيا يمكن تفاديه وبواسطته عاد الشباب للملعب، وأشعر لاعبيه بقدرتهم على مجابهة بطل الدوري رغم فارق الاستعدادات والإمكانات في ذلك المساء، كان روجيرو وحده مصدر خطر «الليث»، وحتى بعد طرد لاعب المحور إبراهيم غالب ظلت السيطرة والفرص الأخطر ل «الأصفر»؛ في وقت بدا فيه الشبابيون مقتنعين بأهمية التراجع وجرّ منافسهم لركلات ترجيح جلبت لهم اللقب. الشباب لم يكن مقنعا لجماهيره البتة داخل الميدان؛ لكنه أحرز الأهم، هذه البطولة يحتاجها الشبابيون أكثر من النصراويين في ظل التغييرات الإدارية بعودة الأمير خالد بن سعد لرئاسة النادي بعد طول غياب، وسيشكل «السوبر» دفعة معنوية لهم، وهم الذين سيجدون صعوبة بالغة في المنافسة على الدوري. النصر خسر «السوبر» لكن جماهيره خرجت مطمئنة على مستقبل فريقها، اتضح أنه معدّ بشكل جيد، وأن لاعبيه يملكون إمكانات عالية تؤكد أن نصر اليوم سيكون أفضل من نصر الأمس، لقد كانوا بالفعل يستحقون لقب «السوبر»، لا يجب أن تتوقف المسببات عند أخطاء حكم المباراة فقط حتى وإن تسببت في الخسارة، فما ارتكبه غالب يحتاج لوقفة إدارية حازمة، وتدارس خطأ الغامدي القاتل قد يوقف ما يعانيه لاعبون من غرور، إدارة النصر قدمت كل شيئ للاعبيها، سلمتهم مكافآت بطولة الدوري الكبيرة قبل مواجهة «السوبر»، لا أدري لماذا يخرج بعضهم عن طوره بطريقة مضرة لفريقه وصادمة لجماهيره، أما المدرب كانيدا فبدايته جيدة، ويبدو أن لديه كثير بالنظر لطريقتي اللعب المختلفتين اللتين انتهجهما أمام العين في المباراة الودية ثم أمام الشباب، والحكم بفشله أو حتى نجاحه يبدو متعجلا، نصر كانيدا خسر بطولة من مباراة واحدة؛ لكنه حتما طمأن النصراويين على مستقبل منافستهم الشرسة على باقي الألقاب. مقال للكاتب عبدالله الفرج – الرياض