تشهد مزارع واحة الأحساء حاليا حراكا فلاحيا خصوصا في المزارع الشمالية من المحافظة، حيث دأب فلاحو الأحساء منذ أسابيع في عادة موسمية، على أعمال نقل شتلات «الرز الحساوي» من مواقع شتلها الأولية والتي تسمى ب «النقص» إلى الضواحي المخصصة لزراعتها بشكل دائم. وأشار المواطن أبو حمد الهزاع الى أن موسم نقل الشتلات انطلق منذ الأسابيع الأخيرة لشهر رمضان المبارك، ولا تزال عملية النقل جارية، حيث يقوم المزارع بعملية «التسنية» وهي نقل شتلات الأرز من موقعها المؤقت بعد مرور 45 يوما على بذرها، إلى موقعها الدائم. بدوره اعتبر الباحث المتخصص في الرز الحساوي المهندس حجي العاشور، أن الرز الحساوي من النباتات الصيفية ويحتاج إلى جو حار خلال مراحل نموه بحيث تتراوح الحرارة من 30- 40 درجة مئوية، ويحتاج إلى مدة ضوء طويلة، ويفضل محصول الأرز التربة الطينية الثقيلة ذات الحموضة الخفيفة التي تحتفظ بالماء كما أنه من المعروف أن الأرز يستهلك كمية كبيرة من الماء، مبينا أن زراعته في الاحساء تكون على طريقة الضواحي التي تكون محاطة بالنخيل حيث يساعد ذلك في استهلاك كميات أقل من المياه، منوها ان مرحلة الزراعة تتم على مرحلتين، الأولى اختيار مكان للشتل وزرعها خلال شهري مايو ويونيو، بينما المرحلة الثانية، تبدأ بعد شهرين تقريباً حيث يتم نقل الشتلات إلى الأرض التي سيزرع بها زراعة دائمة ويتم ذلك خلال شهري يوليو وأغسطس (يختلف حسب النوع) حيث تغرس الشتلات في أرض مغمورة بالماء، مضيفا أن الرز الحساوي ثلاثة أصناف تختلف فيما بينها في موسم الزراعة وحجم الحبة وكذلك حجم المجموع الخضري والرز يحمل اللون الأحمر، وهي الأرز الحساوي المحلي (وهو الأرز الأصلي)، والحساوي رقم (1) والحساوي رقم (2) وكلاهما يطلق عليه (هجين). ويُعد الرز الحساوي من أهم المحاصيل الزراعية الموسمية التي تجود بها أرض هذه الواحة، إلى جانب أهميته الاجتماعية والاقتصادية أيضا، وتتركز زراعته في المزارع الشمالية بالأحساء لتوافر كميات المياه ولا تزال بلدات القرين، والشعبة، وجليجلة، من أهم المناطق التي تنتج الرز الحساوي الذي يتميز عن غيره بلون حبوبه الأحمر وقيمته الغذائية العالية.