يواصل مزارعو الأحساء، عملية نقل شتلات الرز الحساوي الشهير، من مواقع شتلها الأولي، وتسنيتها في الضواحي المخصصة للزراعة الدائمة، حيث انطلقت العملية منذ أسابيع، فيما تشهد مزارع شمال الواحة حركة نشطة في بلدة القرين، والشعبة، وجليجلة، والبطالية وكذلك مخطط الغويبة الزراعي جنوبالهفوف، وغيرها من البلدات التي تتوفر فيها المياه بكميات كبيرة يتطلبها زراعة هذا المحصول. إلى ذلك أكد عبدالله العبود، من بلدة القرين والذي يتعامل في بيع الرز الحساوي، بارتفاع سعر الكيلو ما بين 40و42 ريالا في هذا الموسم لارتفاع تكلفة الزراعة، والتي من بينها زيادة أجور العمالة، وكذلك ارتفاع فاتورة تكاليف الصيانة الدورية لمضخات المياه التي يتطلب تشغيلها باستمرار، إلى جانب تنمية الآبار باستمرار، إلى جانب ارتفاع قيمة المبيدات الحشرية، كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى هذا الارتفاع التدريجي موسما بعد موسم، مشيرا إلى أن سعر الكيلو حاليا يتراوح بين 38و40 ريالا، وبين بأن عملية زراعة الرز الحساوي من إعداد الأرض، مرورا بعملية الشتل إلى موسم الحصاد حتى وصوله منتجا جاهزا للبيع تستغرق 6 شهور كاملة، لافتا بأن محصول الرز الحساوي باتت كمياته في انخفاض بشكل سنوي، بعد أن تقلصت المساحات المزروعة منه بشكل كبير، وبالرغم من أن أسعاره في تصاعد إلا إن الإقبال عليه كبير، حيث ينفذ المحصول محليا، ويجد سوقا رائجة على مدار العام خصوصا في الشتاء. بدوره أكد أخصائي النباتات الحقلية الباحث المتخصص في الرز الحساوي المهندس حجي العاشور، بأن الرز الحساوي من النباتات الصيفية، ويحتاج إلى جو حار خلال مراحل نموه، بحيث تتراوح الحرارة من 30- 40 درجة مئوية، ويحتاج إلى مدة ضوء طويلة، ويفضل محصول الأرز التربة الطينية الثقيلة ذات الحموضة الخفيفة، التي تحتفظ بالماء، كما أنه من المعروف بأن الأرز يستهلك كمية كبيرة من الماء، مبينا بأن زراعته في الأحساء تكون على طريقة الضواحي التي تكون محاطة بالنخيل، حيث يساعد ذلك في استهلاك كميات أقل من المياه، منوها بأن زراعته تتطلب القيام بعملية حرث التربة وتنظيفها من كل الشوائب، وتترك للتشميس لعدة أسابيع، بعدها تأتي مرحلة الزراعة التي تتم على مرحلتين، حيث الأولى يتم اختيار مكان للشتل والتي من خلالها تزرع الشتلات خلال شهري مايو ويونيو (برجي الثور والجوزاء)، وتكون بنثر الحبوب، ثم تغطى بطبقة من الطين السميك ثم يروى بالماء كل يوم كبداية، ثم ينظم الري كل 3- 4 أيام يروى مرة، بينما المرحلة الثانية، تبدأ بعد شهرين تقريباً عملية نقل الشتلات إلى الأرض التي سيزرع بها زراعة دائمة، ويتم ذلك خلال شهري يوليو وأغسطس (يختلف حسب النوع)، حيث تغرس الشتلات في أرض مغمورة بالماء، ويجب أن تستمر عملية الري بشكل كل 3- 4 أيام والتوقف لمدة تصل إلى خمسة أيام ويعاود الري مرة أخرى، مضيفا بأن الرز الحساوي ثلاثة أصناف، تختلف فيما بينها في موسم الزراعة، وحجم الحبة وكذلك حجم المجموع الخضري والرز يحمل اللون الأحمر، وهي الأرز الحساوي المحلي (وهو الأرز الأصلي)، والحساوي رقم (1) والحساوي رقم (2) وكلاهما يطلق عليه (هجين).