أعاني من مشاكل أسرية عميقة، كما أعاني من الخوف وعدم التكيف مع المجتمع، وعدم مسايرتي لنمط واحد من السلوكيات، وأخاف كثيراً وتتراءى لي صور الموت بمختلف أشكالها. إضافة إلى هذا فقد أردت تكوين عائلة؛ وهذا لتحقيق نوع من الاستقرار النفسي، غير أنني لم أستطع لظروف كثيرة، أهمها رفض الوالد القاطع حسب قوله إنني غير قادر على المسؤولية، وأنا حاصل على شهادة جامعية، رجاء أعينوني أعانكم الله؟ الجواب: أولا: بالنسبة لمسألة الخوف وترائي صور الموت لك في كل مكان..!! فدعني أسألك سؤالاً هاماً جداً.. ما هي علاقتك بربك؟ وما مدى اتكالك عليه ويقينك بأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله عليك؟ وأين أنت من قراءة القرآن الكريم وذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وقراءة الأوراد اليومية وهي "حصن المسلم" كما جاء في الحديث؟ إذاًَ صدقني راحتك هي في العودة إلى الله والالتجاء إليه والثقة به.. ودعائه بصدق فتضرع وتذلل أن يوفقك الله ويحفظك ويعينك ويهديك ويهدي لك ويهدي بك والله تعالى قريب مجيب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. ثانيا: أما مسألة الزواج، فإنه يحتاج إلى قدرة مادية تستطيع من خلالها تكوين أسرة والإنفاق عليها والاستقلالية في سكنك إذا لزم الأمر، وغير ذلك مما تدركه وأنت أدرى بظروفك. فأسأل الله العون والتوفيق. ثالثاً: الله الله بكثرة الاستغفار، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا). وجاء في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب). رابعا: إن الحياة قد لا تناسبنا ولا تتماشى مع أهوائنا، ولكنها في النهاية تسير ولا تتوقف، فيجب أن نتعامل معها من خلال هذا الفهم ونكيف أنفسنا معها بأي طريقة مع إدراكنا أنها دار ممر واستعداد للآخرة، فلا ننتظر منها الكثير، وتذكر قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، واعلم أن هذه الحياة لم تصف قبلنا للأنبياء والرسل وهم صفوة الخلق عليهم السلام.. وأنها لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء.. كما جاء في الحديث.. وفقك الله وحماك وسدد على طريق الخير والحق خطاك.