(وكلّ يدّعي وصلا بليلى ... وليلى لا تقرّ لهم بذاكا) هذا البيت ينطبق إلى حد - ما - مع بعض الفوارق على كل من يدعي انه الوطني الوحيد وإن لم يقلها تصريحا، يبقى للأفعال التي يصدرها البعض صوت يسمعه كل من يريد ان يستمع او يصغي! ما يحدث من تصرفات من البعض وإن كانت من وجهة نظرهم نبيلة ووطنية، بينما قد يراها الآخرون على انها تندرج تحت الهياط او (شوفوني) او كما يردد الفنان فايز المالكي (يعني اني!) وحتى لا يأتي من يجيد التأويل والتهويل وجب التنويه! المقال في الاسطر التالية ينتقد سلوكيات وليس اشخاصا بأعينهم ولا لقبيلة او لمنطقة ولا لمذهب حتى لا يأتي من يتصيد ما بين الاسطر ويشكك في النيات ويقحم الوطنية في الموضوع. الامثلة كثيرة، سمعنا في الماضي من امتطى صهوة جواده او ركب على ظهر جمله، معلنا امام كاميرات الصحافة انه سوف يقطع الفيافي والقفار ليلا ونهارا متجها من مدينته إلى العاصمة، او إلى مكةالمكرمة او للمدينة المنورة والبعض كانت وجهته خارج الحدود ممن اراد ان يصلي في مكة، ومن ثم ينطلق الى المدينة ومن بعدها الى القدس مشيا على الاقدام مصليا في المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها! للمعلومية، سمعنا عن إقلاع جميع تلك الرحلات ولم نسمع عن وصولها!! ورغم الفشل الذي يصيب رحلات الهياط، إلا اننا ما زلنا نسمع ونرى بين الفينة والأخرى من يلفت انتباه الصحافة ممن يبحث عن الشهرة عن طريق هذه الرحلات، والغريب ان البعض يربط الوطنية بلجام ناقته او برسن حصانه وما نود ذكره وبيانه ان الوطنية ليست بضاعة تشترى!. هل علم اولئك المواطنون النبلاء ممن نثرت لهم الصحف احبارها وأفردت لهم اخبارها انهم بهذه المغامرات قد ارتكبوا اخطاء فادحة فيما يخص سلامتهم المرورية، كونهم قد استخدموا نفس الطرق التي تستخدمها المركبات اثناء رحلاتهم، وقد عرضوا أنفسهم ومركوبهم للهلاك؟؟. ومن اخبرهم ان ملكنا - حفظه الله - يشعر بالمتعة حين يعبر ذلك المواطن تلك الفيافي على ظهر جمل او على صهوة حصان!. ما زلت اتذكر ما تناقلته الاخبار المحلية قبل كم سنة في عهد الملك عبدالله - رحمه الله - عن شابين سعوديين انطلقا من الحرم المكي مشيا على الاقدام متجهين من مكةالمكرمة للقدس والصلاة في بيت المقدس، ومن ذلك الحين سمعنا عن إقلاعهم ولم نسمع بعد عن وصولهم! نتمنى ممن عندهم خبر عن تلك الرحلة وروادها ان يسعفنا به! الاخبار في هذا الجانب تتزايد وفيها من الاثارة الكثير. آخر هذه الاخبار ما أوردته صحيفة «اليوم» عن احد المواطنين من نجران قد شد رحاله وانطلق على جمله متجها من نجران الى قصر الحكم كما اورد الخبر. لا نشك في طيب وجمال وروعة النيات لأولئك المواطنين بما فيهم (صبي نجران) وافعالهم النبيلة. ولكن من باب المنطق اذا لم يترتب على تلك الافعال اي خطورة فلا مانع، ولكن الامر خطير والخطورة تكمن فيمن سيعبر من خلال طرق الموت على ظهر جمل، أتمنى ألا تسمح الجهات الرسمية بمثل هذه المغامرات للاسباب الآتية: قيادتنا والحمد الله لا تشك في وطنيتنا ولا نحتاج ان نقوم بمثل هذه الرحلات لكي نبرهن على ولائنا ووطنيتنا!. من اراد السلام على الملك - حفظه الله - فعليه ان يستخدم الطائرة او السيارة وبلاش (.........) كم من مجهود سيبذله رجال امن الطرق والمرور والدوريات والهلال الاحمر ان لزم الامر في كل منطقة لحمايته؟ تهور السائقين على الطرقات مرعب لمن هم في مركباتهم فكيف بمن ركب الحصان او الجمل! المواطن الذي سينطلق للقصر، كم من الوقت سيحتاج؟؟ أليس الاجدر به ان يستغله فيما ينفعه وينفع دينه وبلده؟ لا سمح الله لو حدث أمر مكروه لاي واحد من الرحالة وهو في طريقه، هل يعتبر شهيد الوطن ام شهيد الهياط.؟؟ الله يحميهم.